كشف الدكتور أشرف شعلان، رئيس المركز القومى للبحوث، أنه من المقرر بدء تجارب مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب على الإنسان العام المقبل، لافتًا إلى أنه يتم حاليًا كتابة البروتوكول الخاص بإجراء التجارب على الإنسان.
وأكد رئيس المركز القومى للبحوث أن هناك اتصالات مستمرة مع المعهد القومى للأورام، حيث تم أجراء تجربة على أحد الاحصنة حصان منذ بضعة أشهر ونجحت وشفى من المرض فى حين يتم الاعداد للتحارب عى حصان أخر.
وأوضح الدكتور شعلان أن المشرع حاليا فى مرحلة كتابة بروتوكول إجراء التجارب على البشر لعرضه على وزارة الصحة ومن المتوقع أن يتم إجراؤها العام المقبل، وسيتم الاعلان وقتها عن نوع السرطان الذى سييتم البدء به وستكون هناك قواعد علمية دقيقة كى يتم الوصول لأفضل النتائج بأمان تام على من سيتم إجراء التجارب عليهم.
بدأت التجارب بالمركز القومى للبحوث بالاتفاق مع العالم الدكتور مصطفى السيد فى عام 2007 حيث كان المركز يتعاون مع العالم المصرى لإنشاء وحدة " ليزر فيمتو ثانية" بالمركز.
ويعتمد علاج السرطان بالذهب على تسليط أشعة من "الليزر" بموجات معينة ولفترة محددة يتم أثناءها تسخين جزيئات الذهب متناهية الصغر، والتى تم تحميلها على الورم السرطانى، مما يترتب عليه صدور حرارة تؤدى إلى إذابة الورم السرطانى والتخلص منه، دون الإضرار بالخلايا السليمة، والتى يتم إصابتها وتلفها فى الأنواع الأخرى من العلاجات مثل العلاج الكيماوى والإشعاعى.
جزئيات الذهب متناهية الصغر يمكنها التمييز بين الخلايا السلمية والخلايا السرطانية، حيث إنه عند تعريض الجزء المصاب بالسرطان من الجسم لأشعة الليزر فإن جزئيات الذهب النانو مترية تمتص طاقة الليزر ثم تبعث حرارة تؤثر بصورة مباشرة على الخلايا السرطانية المحقونة بالذهب مما يؤدى إلى انفجارها وموتها فى فترة زمنية بسيطة دون التأثير على الخلايا السليمة.
ويشرف الدكتور مصطفى السيد العالم المصرى الحاصل على أعلى وسام للعلوم من الولايات المتحدة الأمريكية،على المشروع البحثى لعلاج السرطان بجزيئات الذهب متناهية الصغر بالمركز القومى للبحوث.
وكانت النقطة الاهم فى التأكد من هذا النوع الجديد من العلاج ليس أنه يتخلص من السرطان، بل الأهم هو دراسة مدى وجود آثار جانبية لهذا العلاج من عدمه ومدى أمانه على الجسم، وهو ما تأكد عدم وجود آثار جانبية على أعضاء جسم الحيوانات التى تم التجارب عليها حيث تخلص الجسم من جزيئات الذهب متناهية الصغر.
طالب عدد من المرضى بالسرطان بإجراء التجارب عليهم لكن مسؤلى المشروع وإدارة المركز القومى للبحوث رفضت نظرا لأنه يخالف القانون، فاجراء التجارب الاكلينيكية على البشر لابد من موافقة وزارة الصحة عليه وفقا لضوابط شديدة الصرامة تضمن الأمان للمريض.
استمرت التجارب على الفئران والجرذان من 2007 حتى 2014 ، وانتهى وقتئذ تعاقد تمويل مصر الخير وتم البدء فى تجميع النتائج النهائية للمشروع والتجارب على الفئران فأعتقد البعض أنها نهاية التجارب وأنها ستتوقف عند الفئران، لكن المؤسسة جددت عقد تمويل المشروع مرة أخرى فى عام 2015، وقام الفريق البحثى للمشروع نشر حتى الآن حوالى 8 أبحاث لعلاج السرطان كل بحث يتعلق بنقطة هامة فى العلاج، تجارب المشروع بالكامل تكلفت حوالى 3 ملايين جنيه وهى قليلة مقارنة بالمراحل المتقدمة التى وصل إليها وما ينفق على أى تجارب مشابهة.