عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم حفل عشاء بقصر عابدين على شرف نظيره الصينى تشى جين بينج الذى وصل إلى القاهرة اليوم فى زيارة تستغرق يومين، فى ثانى محطة بجولته الإقليمية غير المسبوقة التى تهدف لتعزيز الحضور الاقتصادى للعملاق الأسيوى فى الشرق الاوسط.
وكان السيسى على رأس مستقبلى نظيره الصينى باستراحة الرئاسة بمطار القاهرة الدولى، حيث من المقرر أن يجرى الرئيسان محادثات ثنائية اليوم الخميس بقصر القبة تتركز على الملف الاقتصادى.
من جانبه أعرب الرئيس الصينى "شى جين بينج" ، خلال لقائه المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء عن سعادته بلقاء رئيس الوزراء وهى المرة الثانية بعد قمة الصين-إفريقيا بجوهانسبرج بجنوب إفريقيا، كما أكد أن هذه الزيارة تعد تحقيقاً لحلم قديم، خاصة وأنها الزيارة الأولى لمنطقة الشرق الأوسط بعد تولى الرئاسة والتى قام بتخصيص أطول فترة وأكثر الفاعليات والنشاط بمصر.
وأعرب الرئيس الصينى عن تطلعه للتواصل مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ومشاركته فاعليات الذكرى الـ60 للعلاقات المصرية الصينية وكذلك مراسم إفتتاح العام الثقافى المصرى الصيني. وأكد الرئيس على العلاقات الإستراتيجية الشاملة بين البلدين التى تعد ثمرة زيارة الرئيس المصرى للصين مضيفاً أنه حريص على إحياء الحزام الإقتصادى لطريق الحرير، ومساندة مصر فى إستراتيجيتها التنموية الشاملة وكذلك تحقيق منافع متبادلة بين الشعبين.
وأكد الرئيس الصينى أن دعوته للرئيس السيسى لحضور مؤتمر مجموعة العشرين الـ G20 هو حرص ودعم من جانب الصين لاستعادة مصر لنفوذها وقدراتها
كما أثنى الرئيس شى جين بينج على مجهودات رئيس الوزراء خلال رئاسته للجنة التنسيقية بين مصر والصين وذلك للوصول للاتفاقيات التى يتم توقيعها خلال الزيارة لزيادة التعاون بينهما. وأضاف أن هناك مشروعات كبرى فى مجال البنية التحتية تشارك بها الصين، معرباً عن تطلعه لنتائجها الملموسة وكذلك فى مجال الطاقة الإنتاجية، حيث أن مصر فى مرحلة تعزيز نهضتها التنموية والصناعية وذلك يتيح المجال للتعاون المثمر.
وأضاف الرئيس الصينى أنه سيشهد الاحتفال بالعام الثقافى المصرى الصينى الذى يقام بمعبد الأقصر، وشدد على أهمية التواصل الإنسانى والثقافى بين البلدين.
كما قام الرئيس الصينى ورئيس الوزراء بتفقد معرض الصين للتكنولوجيا المتقدمة حيث استمع لشرح ممثلى العديد من الشركات العارضة التى تقوم بالتعاون مع مصر فى مختلف المجالات، والتى من المنتظر قيام العديد منها بالتوقيع على عقود استثمارية خلال الزيارة فى مجالات النقل والأقمار الصناعية والطاقة النظيفة والكهرباء والتكنولوجيا الزراعية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية والطيران.
ورحب رئيس الوزراء خلال اللقاء بالرئيس الصينى، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتى فى إطار دعم وتعزيز العلاقات المصرية الصينية، والارتقاء بالشراكة الإستراتيجية الشاملة، فضلاً عن تطلعه لنجاح الزيارة التى سوف تشهد توقيع العديد من الاتفاقيات فى مجالات عديدة منها الطاقة والإسكان والنقل.
وأكد رئيس الوزراء أن إمكانات مصر وموقعها يساهمان فى استعادة الحزام الاقتصادى لطريق الحرير الذى يتبناه الرئيس الصيني، مؤكداً على الإهتمام بالمشروع واستعداد مصر الكامل للمساهمة فيه، وأعرب المهندس شريف إسماعيل عن شكره لقيام الرئيس الصينى بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمشاركة فى قمة مجموعة الـ20 المزمع عقدها هذا العام مؤكداً على أهمية التنسيق بين البلدين خاصة فى إطار العضوية الغير دائمة لمصر فى مجلس الأمن خلال الدورة الحالية.
وأوضح المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء أن زيارة الرئيس الصينى للقاهرة تأتى محفزاً على زيادة حجم الاستثمارات الصينية بمصر والتنسيق فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية، كما سيتم استعراض الفرص المتاحة فى القطاعات المختلفة، خاصة فى مجالات البنية التحتية والنقل والإسكان وتوليد الكهرباء ونقلها والزراعة واستصلاح الأراضى والتعليم ومكافحة التصحر.
وأضاف رئيس الوزراء أنه سيتم التوقيع على عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين، وأن هذا التعاون سيكون له دور إيجابى فى دعم الاقتصاد المصرى ودفع عجلة النمو والتقدم خاصة فى مجال البنية التحتية التى لم تمتد لها يد التطوير منذ فترة طويلة مؤكداً أن تنفيذ المشروعات التى يتم الإتفاق عليها، يحقق الاستفادة من الإمكانات والخبرات التنموية الكبيرة لدى الجانب الصيني.
وأشار المهندس شريف إسماعيل إلى التحديات التى تواجه المنطقة وضرورة العمل المشترك لمجابهتها خاصة أن البلدين يتشاركان فى تاريخ وحضارات عريقة ولهما مساهمات على مر العصور، معرباً عن تطلعه لزيارة الرئيس الصينى للأقصر ضمن فاعليات العام الثقافى المصرى الصينى للتعرف عن قرب على الحضارة المصرية القديمة ودورها فى تطوير حضارة العالم ومساهمتها فى تطوير الثقافة والعلوم.