"انفراد" يرصد قصص النازحين من جحيم "الإرهاب" فى قري جنوب الشيخ زويد ورفح.. يعانون من البرد والجوع والظلام وتجاهل الدولة .. ويعيشون فى منازل من "الجريد"

تجدهم منتشرون في جوانب مدينة العريش، وبئر العبد، وخاصة الأحياء الجانبية منها، أجبرتهم ظروفهم، والأحداث المحيطة بأماكن تواجدهم، في قري الشيخ زويد ورفح، إلى تركها والفرار منها، إلى مدن أخرى، تظل فيها الأحداث أكثر أمانا.

كان لـ " إنفراد" هذا التحقيق، حول معاناة، وشكاوي المنقولين، من أماكن الصراع، في أقصى الشمال الشرقى لشبه جزيرة سيناء.
2

بكل حزن وألم، بدأ حديثه الشيخ إجميعان حماد، مواطن 56 عامًا، تركنا منازلنا ومزارعنا، خوفًا على أنفسنا وأولادنا، أصوات الرصاص في كل مكان، وأضاف لم يطلب منا أحد أن نرحل، ولكن الظروف المحيطة أجبرتنا على أخذ القرار، وأعول أسرة مكونه من 6أفراد، وأطفالنا أصابهم، الرعب، والخوف، من هول ما شاهدوه.

ويضيف الحاج، عوده سالم حمدين، مواطن 62عامًا، من الصعب جدًا ترك المنزل الذي عشت فيه طوال حياتك، ولم يقف الأمرعلى هذا الحد، ولكنك لم تتركه وحدك، بل جاء معك نساء وأطفال، انه أمر في منتهى الصعوبه، على حد وصفه، ويضيف، الأجواء غير مناسبه وأعباء الحياة تزداد، بالإضافه إلى الحالة النفسية التي نعانى منها، وصمت قليلا ثم أكمل حديثه قائلا "الله يصلح الحال".

ويقول، سليمان سليم غانم، 31 عامًا مواطن، من الشيخ زويد، نسكن الآن في بيوت مبنية من الجريد، ولا آثاث لدينا وإمكانياتنا ضعيفة جدًا، في أماكن لا نعرف أصحابها، إنها مأساة بكل المقاييس، الأطفال تركوا مدارسهم، وقمت ببيع الأغنام الخاصه بى بنصف الثمن، وتركت القرية وجئت إلى هنا طلبا للأمان.

ويقول، الحاج سليمان سلامه 60 عامًا ، ننتظر بفارغ الصبر الرجوع إلى بيوتنا، وأرضنا، التي تركناها بعد أن تهدأ الأمور، ويتم تطهير الأرض من المسلحين، مضيفًا أن وجودنا في هذه الأماكن مؤقت، ولا بديل لدينا عن الرجوع، إلى أرض أجدادنا، وطالب الحاج سلامه، المحافظ بعمل معاش شهرى لهؤلاء الأسر، إلى أن يرجعوا إلى منازلهم.

وقال، عطيه سلامه الخبازين، 40 عامًا، مواطن، من قرية الجوره، أنا مريض بالقلب، وعندى 6 أطفال، أكبرهم 16 عامًا، ووالدتي المسنه، وبرغم ظروفى السيئه التي أمر بها الآن، والصعوبات التي تواجهنى، مازلت اتردد على عيادات أحد الأطباء بالإسماعيليه، مضيفًا أنه يناشد المسئولين بالنظر إليه بعين العدل.

وبكلمات حزينه، بدأ طالب محارب، 46 عامًا، من قرية الجورة، جنوب الشيخ زويد، حديثه قائلا، جئت إلى هذا المكان انا وأخوانى، وأمي المريضه، خوفًا على أنفسنا، وبسبب ضعف الإمكانيات، سكنا العراء في مكان لم أراها من قيل.

وبعفويه كبار السن، رفضت السيدة "أم عوده" ذات السبعين عامًا، حين استلمت بعض المخصصات، من التضامن الاجتماعي، أن تعطي البيانات الخاصه بها، خوفًا من أن هذه الأوراق تنازل عن حق العودة إلى قريتها "شيبانه" جنوب رفح، وبعد معاناة تم إقناعها وتفهمت الموقف.
1

وبإبتسامه صادقة، وسط هذه الظروف القاسية، قال جمعة عوده 29عامًا، وهو يشير إلى البيت المبنى من خوص الجريد، في هذا المكان رزقنى الله بمولود منذ خمية أيام، سميته عبدالله، والحمد لله رغم كل الظروف صحته جيدة.

وفي تصريح خاص لـ "انفراد" قال منير أبو الخير، مدير التضامن الاجتماعي بشمال سيناء، لا تتواني المديرية في تسجيل القادمين من رفح والشيخ زويد، وتحديد محل إقامتهم الجديد، ومن الملاحظ جدًا زيادة عدد الأطفال مع هذه الأسر، وهذا يزيد الأعباء على الأهالى، وعلينا فمنهم من هو طفل يحتاج رعايه صحية خاصة، ومنهم تلاميذ مدارس يحتاجون إلى مصاريف وتهيئة أجواء مناسبة، ومنهم أيضًا كبار السن، ويضيف أبو الخير، إن هناك تجاوب سريع من السيد المحافظ، حيث كلف مديريات التضامن الاجتماعى، والشباب والرياضه، والتموين، كلا فيما يخصه، بخصوص المنقولين من أماكنهم، بالإضافة إلى انه جاري الآن تخصيص معاش استثنئاي لهذه الاسر.
من أروع المشاهد، التي قابلتنا خلال هذ التحقيق، هي الأبتسامة الصادقة الطيبة، ونظرة التفائل والأمل، في عيون الأطفال، أنهم لا يدركون حجم المأساه التي تحيط بهم، ولكن الله منحهم شعورًا جميلا، دون غيرهم من الأطفال لطهارة أرواحهم، وصفاء قلوبهم.

3

4



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;