فى الذكرى الـ64 لعيد الشرطة زوجات الشهداء: فراقهم صعب والحياة بدونهم قاسية أولادنا بكليات الشرطة لاستكمال المسيرة ويؤكدن: كل الدماء تهون فى سبيل مصر والوزير: نبذل الغالى والنفيس لحماية الوطن

عندما يحل شهر يناير من كل عام، وقبل نهاية الشهر بخمسة أيام فى الخامس والعشرون، تبدأ وزارة الداخلية الاحتفال بعيد الشرطة، نظراً لما قدمه رجالها من تضحيات عظيمة فى مواجهة العدو الإنجليزى فى موقعة الإسماعيلية سنة 1952، إلا أن هذا العيد يمر على سيدات يتشحن بالملابس السوداء، وأطفال لم تفارق الدموع عيونهم، وآباء وأمهات الشهداء الذين لم تعرف الإبتسامة طريقها إلى وجوههم بعدما فقدوا الأحبة وهم يدافعون عن تراب الوطن، فكانوا الأعين التى باتت تحرس فى سبيل الله.

مع الاحتفال بعيد الشرطة، تقول زوجة الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب، الذى استشهد بمنطقة الهرم وهو يدافع عن فتاة كادت أن تتعرض للاختطاف، أنه مات وترك لها 4 أطفال، مات الزوج الحنون الذى طالما وقف بجوارى وساعدنى فى تربية أطفالنا، وكان وجوده داخل المنزل يملأ الدنيا فرحة وبهجة وأمانا.

وتابعت زوجة الشهيد: يزداد حزنى عندما أسمع أشخاصاً يهاجمون رجال الشرطة، فلو "حسوا بالنار اللى جو قلوبنا ما كانوش قالوا حرف واحد عن رجال الشرطة"، مضيفة أنها حريصة على أن يدخل أبنائها كلية الشرطة ليكملوا مسيرة والدهم ويحاربوا الإرهاب، مؤكدة "نحن جميعاً مشروع شهيد" من أجل الوطن، وتهون كل الدماء فى سبيل مصر.

وقالت زوجة الشهيد الرائد كريم وجيه، الذى استشهد فى 14 مايو 2013، أثناء مشاركته تنفيذ إحدى مأموريات العمليات الخاصة بنطاق محافظة بورسعيد، وأثناء ضبط أحد المتهمين الخطرين بإحدى البؤر الإجرامية شديدة الخطورة قامت بعض العناصر بإطـلاق وابلا من النيـران تجاه القوات، ما أدى لقيام القوات بتبــــادل إطلاق النيران تجاه تلك العناصر ومحاولة ضبطهم، حيث أسفر التعامل عن استشهاده فى الحال، أنها لديها ولد واحد وأن الحياة بدون زوجها قاسية وصعبة.

وأضافت زوجة الشهيد: أتمنى أن يحصل الشهداء على حقوقهم، وأن لا نهاجمهم لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل سلامة الوطن.

وقالت زوجة الشهيد نبيل فراج شهيد كرداسة، أن يوم الحادث كان الشهيد يجهز نفسه لمأمورية أمنية لم يطلعنا عليها كعادته، ثم صلى وقتًا طويلا وجلس يتأمل فى طفليه "زياد" و"أحمد" وقتًا ليس بالقليل، وكادت الدموع أن تنساب من عينه، حاولت أن أعرف منه إلى أين سيذهب، لكنه تبسم كعادته ورفض أن يفشى أسرار عمله لشريكة حياته". وتابعت الزوجة: "كنت عرفت من التليفزيون أن قوات الأمن اقتحمت كرداسة لتطهيرها من الخارجين عن القانون، وبدأ القلق يتسرب إلى قلبى على زوجى الحبيب، ولم أتحرك من أمام التليفزيون حتى السادسة من صباح اليوم التالى، حيث شهدت زوجى يسقط على الأرض إثر إصابته برصاص الغدر، وصرخت بكل قوتى وكالمجنونة حاولت أن أدخل فى التليفزيون لأحمله، وقفت لا أدرى ماذا أفعل، وعرفت أنه استشهد". واستطردت زوجة الشهيد: "فقدنا زوجى اللواء نبيل الرجل الطيب الشهم الصعيدى الجدع، وكان شرفًا لأسرته ولأولاده، لقد عاش شريفًا ومات شريفًا، وأيقنت بأن الثورة قامت على دماء شهداء الشرطة ودفع ثمنها زوجات وأطفال الشهداء، فأتمنى من الله أن يحافظ عليها الشباب لأن الدماء التى راحت ليس بالرخيصة". واختتمت الزوجة حديثها، قائلة: "أشعر بأن الشهيد "مستريح" بقبره، وأقول له لقد شرفتنا حيًا وميتًا، أنا وأطفالك بخير لا تقلق علينا". وقالت والدة المقدم محمد جمال الذى استشهد فى حادث تفجير بكمين بميدان لبنان بالجيزة، أنه كان الابن الوحيد لها، وأن الدنيا بأكلمها بدون ابنها لا تساوى شيئا، فقد اغتالته يد الغدر والخيانة وهو يؤدى واجبه، موضحة أنه يزورها باستمرار فى المنام حيث تشاهده "يسرح فى جنان الرحمن". ومن جانبها، قالت رشا كامل رئيس جمعية زوجات ضباط الشرطة، أن القصاص من قتله شهداء الشرطة، مطلب شعبى للجميع، خاصة فى ظل ارتفاع أعداد شهداء الشرطة، مؤكدة أن النار المتوجهة فى قلوب زوجات شهداء الشرطة لا يعرفها غيرهن، وأن الذين يهاجمون رجال الشرطة أن يتوقفوا عن ذلك، وكفاهم الاحساس بنعمة الأمان، لافته إلى أن قلبها يتمزق خوفاً على زوجها طوال 18 سنة زواج وهو فى المأموريات بالخارج، ولا تنام زوجة رجل الشرطة إلا عندما تسمع باب شقتها يفتح بواسطة زوجها الذى يحمل روحه على كفه كل يوم.

وأفاد مصدر بوزارة الداخلية، أن عدد شهداء الشرطة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، بلغ 728 شهيداً بينهم 157 ضابطاً و337 فرداً و22 خفير و207 مجند و5 موظفين، مضيفاً أن "عدد المصابين بلغ 18140 مصاباً". فيما أكد اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، فى تصريحات سابقة، أن رجال الشرطة المصرية يعاهدون مصر وشعبها العظيم ببذل الغالى والنفيس من أجل حماية الوطن والمواطنين.