مواجهات شرسة فى ثالث أسابيع معركة "الموصل".. القوات العراقية تقتل 200 عنصر من "داعش" فى أحياء المدينة.. طائرات "F -16" تدمر مخزنين صواريخ ومتفجرات تابعة للتنظيم.. والأمم المتحدة تحذر من تجنيد الأطفال

بدأت معركة تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم داعش، الدخول فى مرحلة الحسم، بعدما نجحت القوات العراقية المشتركة فى دحر التنظيم وتحرير ما يقرب من 90 حيا وقرية من قرى المدينة التى سقطت تحت سيطرة المسلحين منتصف 2014. وشهدت أحياء المدينة العراقية مواجهات عنيفة وشرسة بين مسلحو داعش، وقوات مكافحة الإرهاب العراقية فجر اليوم، أسفرت عن مقتل ما يزيد على 200 من عناصر التنظيم، فيما دمرت طائرات F 16 التابعة للقوات المسلحة العراقية مخزنين صواريخ ومتفجرات، فى وقت يواصل فيه داعش فراره إلى الحدود العراقية ـ السورية. وقال قائد قوات النخبة الأولى فى جهاز مكافحة الإرهاب، اللواء سامى العارضى فى تصريح صحفى، إن قوات "مكافحة الإرهاب" كبدت داعش خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم يستخدمون أسلحة مختلفة وقنابل يدوية لإعاقة تقدم القوات. وقدر قائد قوات النخبة الثانية اللواء معن السعدى عدد قتلى داعش بأكثر من 200 إرهابى خلال معارك أمس، والتى امتدت حتى فجر اليوم، موضحا أنه تم خلالها السيطرة وتطهير أحياء الملايين والسماح والذهبى وكركوكلى. كانت قوات مكافحة الإرهاب العراقية سيطرت على أحياء: الكرامة والسماح والآنتصار والقدس وصدام وكركوكلى وعدن والذهبى بالساحل الأيسر شرقى مدينة الموصل. واقتحمت القوات العراقية المشتركة، صباح اليوم السبت، ناحية "حمام العليل" جنوب الموصل مركز محافظة نينوى، لتحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابى. وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، فى تصريح صحفى، أن قوات الشرطة الاتحادية والجيش العراقى اقتحم "حمام العليل" بإسناد من طيران الجيش من ثلاثة محاور ووصلت إلى مقر كلية الزراعة مدخل الناحية وتواصل عملية التقدم. وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أعلن فجر الاثنين 17 أكتوبر انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى شمالى العراق ومركزها مدينة الموصل ثانى أكبر المدن العراقية من سيطرة داعش، بمشاركة قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبى ومقاتلى العشائر و"البيشمركة" الكردية التى تشارك بأربعة آلاف جندى، بمساندة طيران العراق والتحالف الدولى. ولم تعلن قيادة العمليات المشتركة العراقية تعداد القوات المشاركة فى عمليات "قادمون يانينوى" والتى قدرتها مصادر غربية بحوالى 60 ألف جندى وأشارت إلى أن داعش يمتلك 6 آلاف مسلح داخل مدينة الموصل. من جهة أخرى، استقبلت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تسعة آلاف نازح خلال اليومين الماضيين من مناطق "كوكجلى" و"قراج " فى محافظة نينوى وتم نقلهم إلى مخيمى حسن شام والخازر شرق الموصل. وذكرت الوزارة ، فى بيان صحفى، أن تعداد النازحين فى المخيمات التابعة لها منذ انطلاق عمليات تحرير الموصل بلغت 29539 نازحا، وأن الفرق التابعة للوزارة وزعت مساعدات غذائية عليهم عقب وصولهم مراكز الاستقبال. فيما سجلت منظمة الدولية للهجرة، نزوح 22،224 عراقي نزحوا بسبب القتال في محيط الموصل مركز محافظة نينوى الذى بدأ فى 17 أكتوبر الماضى، حيث تم تسجيل نزوح 3،577 عائلة بإجمالى 21،462 نازح داخل نينوى بنسبة 92% من مجموع النازحين إضافة إلى آخرين نزحوا إلى محافظتى الأنبار وأربيل. وأوضحت المنظمة، في بيان صحفى، أنه منذ بدء عمليات الموصل وصل العدد التراكمى للنازحين 4،182 عائلة باجمالي 25،092 نازح منذ بدء العمليات حتى أمس وأن 21،792 نازح لا يزالون نازحين، مشيرا إلى أن 3،300 نازح عادوا إلى مناطقهم المحررة ما بين 18 أكتوبر و2 نوفمبر. وأضافت أن اليومين الماضيين شهدا انتقال 48 عائلة من قرية أبو جربوع فى ناحية "بعشيقة" إلى مخيم "زيلكان" بعد حصولهم على التصريح الأمنى وحوالى 95 عائلة انتقلت من ناحيتى الشورة والنمرود إلى مخيم "جدة" فى القيارة، حيث تم إيواؤهم مؤقتا فى قاعة خيمة كبيرة. من جانبها، قالت رافينا شامداسانى المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس الجمعة إن متشددى تنظيم داعش قتلوا مئات بينهم 50 من المنشقين و180 من الموظفين السابقين فى الحكومة العراقية حول معقل التنظيم فى الموصل. وأضافت أنهم نقلوا أيضا 1600 شخص من بلدة حمام العليل إلى تلعفر لاحتمال استخدامهم دروعا بشرية ضد الضربات الجوية وأبلغوا بعض هؤلاء بأنهم ربما ينقلون إلى سوريا. كما نقلوا أيضا 150 أسرة من حمام العليل إلى الموصل يوم الأربعاء. وذكرت المتحدثة أن المتشددين أبلغوا سكان حمام العليل أنه يتعين عليهم أن يسلموا أطفالهم ولا سيما الصبية الذين تتجاوز أعمارهم التاسعة فى توجه لتجنيد الأطفال فيما يبدو. وقالت إن متشددى التنظيم يحتجزون قرابة 400 امرأة كردية ويزيدية وشيعية فى تلعفر وربما قتلوا ما يصل إلى 200 شخص فى مدينة الموصل.