أشرنا مرات إلى أهمية أن تتحرك الحكومة والمسؤولين من دون انتظار للتفاعل مع شكاوى وهموم ومطالب الناس، وقلنا إن الرئيس ضرب كثيرا من الأمثلة فى التحرك لتلبية مطالب بسيطة لمواطنين ومواطنات، ولم يكن آخرها منى فتاة البضاعة بالإسكندرية، وقبلها نماذج مختلفة، من الفيوم والصعيد وغيرها.
كانت هذه نماذج لتحركات ومبادرة واضحة تنتظر أن تكررها الحكومة، ويتصرف الوزراء بشكل يجعلهم على قدر المسؤولية، وأن يتحركوا لمتابعة مشكلات الجماهير، كما أن الشعب عندما يشعر بالثقة يستجيب ويتفاعل بشكل كبير على العكس من بعض الزعماء الوهميين الذين تجمدوا ولم يعد لديهم أى جديد يقدمونه سوى تكرار الشكوى، بالرغم من أن بعضهم بالفعل يشكو لمجرد الشكوى، ويتاجرون بالفقراء وهم لا يعرفون عنهم شيئا ولا يحسون بقضاياهم ومشكلاتهم ومتاعبهم.
منى السيد، فتاة الإسكندرية، كانت حالة تختصر حالات كثيرا فقد كشفت عن أن الشكوى ليست قدرا ولم تتوقف، وتحركت لتكافح فى الحياة، ثم إن من استغلوا صورتها كان هدفهم فى الغالب تكرار الدعايات السوداء، لكن استقبال الرئيس واستجابته غير من شكل الأمر كله. وتحولت التعليقات لاتجاهات مختلفة لاعلاقة لها بما تم وما يظهر من عمل واضح وممتد.
قلنا إن الثقة هى مفتاح العمل السياسى، وإن الأحزاب والمجتمع ورجال الأعمال بحاجة إلى التحرك وتقديم ما لديهم، بشكل يسهم بالفعل فى تطوير المجتمع. وأن يتعلموا من الرئيس.
رجال الأعمال بحاجة إلى أن يستجيبوا من دون انتظار لما يجرى وألا يكون التحرك فرديا، ولكن بشكل أهلى أن يقدموا مبادرات لعمل أهلى يمكنه أن يسهم فى التطوير المجتمعى، أما الأحزاب والسياسيون فعليهم أن يغيروا الصورة النمطية التى يتحركون من خلالها وألا يبقوا ضمن تكرار الشكوى والادعاء بأنهم محاصرون وغير مسموح لهم بالتحرك.
أما الأهم فى كل ذلك فهم الشباب من الذين أصبحوا قادرين على التمييز بين الحقيقة والمزيف، وهؤلاء عليهم أن يأخذوا مكانهم ولا يستسلموا لأصوات محدودة تمارس الإحباط أو بمعنى أدق تحاول الإبقاء على حالة الإحباط. وحتى عندما تظهر حالة مثل منى واستجابة من الرئيس يحاولون التعامل معها بشكل مكرر. بينما هم يطالبون بحلول خارج الصندوق وليس لديهم غير الشكوى.
وكل الشواهد تشير إلى أن كبار الزعماء الوهميين فشلوا فى رسم تصور، أو بناء توقعات وكل تحليلاتهم وكلامهم ثبت أنه خاطئ وعليهم أن يعيدوا النظر فيما سبق وتوقعوه من نتائج اقتصادية وسياسية، وإذا كان بعض السياسيين يطالبون السلطة بأن تستجيب للمطالب فعليهم أن يستجيبوا ويعيدوا النظر فى تحليلات ثبت طوال الوقت أنها خاطئة. ومن هنا فإن هؤلاء الذين اعتادوا الشكوى ويقتصر نشاطهم على التصريحات الفضائية، عليهم أن يغيروا طريقة توجهاتهم السياسية. وأن يحاولوا تنفيذ مايطالبون به.