نقلا عن العدد اليومى...
مرات كثيرة قلنا وكررنا ونقول: إنه من حق أى مواطن أن يكون له موقف فيما يجرى من حوله داخليًا وخارجيًا، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك أهمية لتعدد الآراء والأصوات، فيما يتعلق بالسياسات والقرارات.
وهناك فرق بين أن يمتلك الفرد أو الحزب وجهة نظر مختلفة، وبين أن يعمل ضمن منصات إطلاق الشائعات والحرب الدائرة.. ولحسن الحظ أن الوعى العام أصبح قادرًا على التمييز بين أصحاب الرأى وأصحاب الهوى، ولم يعد بعض ممن تصدروا الساحة قادرين على خداع الناس، كما أن الناس أصبحت تعرف وتفرق بين من يعلن رأيًا ومن يعمل فى سياقات التمويل ومنظمات نشر الشائعات.
والناس أصبحوا قادرين على التمييز بين الحقيقى والمزيف، كما أن كبار الزعماء الوهميين فشلوا فى رسم تصور، ويلجأون إلى الشائعات والأخبار المضروبة، ثم يسعى البعض لبناء تحليلات يثبت طوال الوقت أنها خاطئة.
ومما يلفت النظر فى كل هذا هو الأطراف، التى تسعى إلى تكرار الأخطاء، ومن هنا فإن هؤلاء الذين اعتادوا الشكوى ويقتصر نشاطهم على التصريحات الفضائية، لا يغيرون طريقتهم، التى أصبحت مكشوفة ومفضوحة، خاصة أن هؤلاء الذين يمارسون الشائعات لم يعودوا قادرين على تمرير أعمالهم وأنشطتهم.. وبالرغم من حجم الشائعات التى تصدر يومياً، وبشكل متتابع، لم تعد قادرة على الصمود بالرغم من الآلة الإعلامية، التى تنفخ فى الأخبار والشائعات، التى تتلقفها مواقع معروفة بتلقى تمويلات من تنظيم الإخوان، وأخرى تشارك معها بالداخل والخارج.. لكن مروجى الشائعات يتساقطون مع وعى الناس، ووجود مجتمع واثق من نفسه، فضلاً عن إتاحة المعلومات والرد على الشائعات بشكل فورى.. وهو ما ظهر مؤخرا فى شائعات ومعارك أدارتها أطراف لها مصالح فى تجارة الدواء، وهى شائعات تتعلق بأزمة موجودة فى طريقها للحل.. لكن بعض الأطراف استغلت الأزمة للضغط على الدولة، لفرض وجهات نظرها فى فرض أسعار معينة وشروط مختلفة.. وهى نفس الأطراف، التى سبق وحاولت فرض تصوراتها على الدولة فيما يتعلق بألبان الأطفال.. وهى نفس الأزمة التى حاولت الجهات المبتزة استخدام أطراف نقابية أو سياسية لتصوير الأمر على غير الحقيقة.. لكن لسوء حظ هؤلاء أن الأطراف مكشوفة ونياتها معروفة، ومن السوابق نعرف أنه لايوجد طرف يمكنه فرض وجهة نظره على الدولة.. ولهذا فإن الشائعات وحروب الحملات المغرضة، التى تستخدم حسن نية البعض سقطت بسرعة، لاكتشاف الأطراف، التى تقف وراء الأزمات.