يواصل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب مشاورات تشكيل فريقه المرتقب لإدارة البيت الأبيض، قبل استلام مهامه رسمياً بحلول 20 يناير المقبل، حيث استقر على اختيار رئيس جهاز الـ"CIA" ومستشار الأمن القومى ووزير العدل والمدعى العام، فى الوقت الذى لا تزال فيه مشاورات اختيار وزير الخارجية والدفاع مستمرة.
وأثارت الاختيارات التى تم حسمها موجة من التكهنات بشأن النهج الذى سيتبناه ترامب بعد توليه الرئاسة، فالمرشحين يغلب عليهم الطابع المحافظ إن لم يكن "المتشدد" حيال بعض القضايا التى تشغل اهتمام الرأى العام الدولى مثل القضية الإيرانية، وملف الإرهاب، والإسلاموفوبيا والهجرة، وفيما يلى رصدًا تعريفياً بهذه الأسماء.
مايك بومبيو المعادى لإيران رئيساً لـ"CIA"
مايك بومبيو، هو سياسى جمهورى وعضو فى مجلس النواب، وسيتولى منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الـ"CIA".
ويشتهر بومبيو رئيس الاستخبارات المركزية المرتقب بمواقفه اليمينية المتشددة.
وكتب بومبيو فى تغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر"، الخميس الماضى، أنه يتطلع إلى "إلغاء الاتفاقية الكارثية مع أكبر دولة راعية للإرهاب"، فى إشارة إلى الاتفاق النووى مع إيران.
وفى تغريدات سابقة اعتبر بومبيو أن "توسيع العقوبات على برنامج التسلح الإيرانى يعد أمرًا أساسيًا لحماية أمريكا".
وانتقد تعامل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع إيران، قائلا إن "إيران تتخذ رهائن أمريكيين، وحلفائهم يقصفون السفن الحربية الأمريكية، بينما تعمل قيادتنا بقوة لإخراج الاقتصاد الإيرانى من مأزقه".
جيف سيشنز وزير العدل
السيناتور جيف سيشنز يبلغ من العمر 69 عاما وقبل عرض "ترامب" بتسلم منصب المدعى العام الأمريكى، وعين "ترامب" السيناتور المحافظ المتشدد سيشنز وزيرا للعدل.
ويوصف سيشنز بأنه صاحب آراء محافظة ويرفض إصلاح قانون الهجرة، كما يعارض مقترحات خفض المدة الأدنى للسجن فى بلاده.
ويعرف أيضا بمعارضته الشديدة للهجرة غير الشرعية، وقد دعا قبل 11 عاما بوضع سياج يصل طوله ألفى ميل على الحدود بين أمريكا والمكسيك.
وحين أعلن "ترامب" نيته بناء جدار على حدود البلدين، قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية إن المرشح الجمهورى حينهًا: "ينادى بالأفكار التى ظل يطرحها سيشنز على مدى سنوات".
مايكل فلين مستشار الأمن القومى المؤيد لـ"30 يونيو"
واختار ترامب الجنرال المتقاعد مايكل فلين مستشارا للأمن القومى، ويعرف رئيس الاستخبارات العسكرية الأمريكية السابق بمواقفه المحافظة تجاه عدد من القضايا أبرزها التطرف، وسبق أن أعلن تأييده صراحة لثورة 30 يونيو فى مصر.
وأثار اختيار فلين الجدل فى الدوائر العسكرية بعد العديد من الأعمال المتعلقة بالإرهاب فى الشرق الأوسط.
وأقيل عام 2014 من منصبه كرئيس لوكالة استخبارات الدفاع فى البنتاجون، وقال أحد الضباط الذين كانوا يعملون معه حينها إنهم كانوا فى توتر مستمر، فقد أراد فلين المزيد من السلطة ويعرف فلين بمواقفه المتساهلة حيال موسكو.
ميت رومنى الأقرب لـ"الخارجية"
رغم أنه كان من أبرز مهاجمى ترامب خلال الحملة الانتخابية، وقال عنه إنه "شخص زائف ومحتال، ولا يصلح للرئاسة بسبب طبعه الحاد وافتقاره إلى الحكمة"، إلا أن اسم مرشح "الحزب الجمهورى" لسباق الرئاسة فى 2012 تردد باعتباره أحد المرشحين لمنصب وزير الخارجية.
ويعرف رومنى بأنه كان حاكم ولاية ماساشوستس الـ70 من عام 2003-2007، وعمل مبشرًا للمورمونية فى فرنسا.
كيت أيوت أول سيدة تقترب من "الدفاع"
"كيت أيوت" من الأسماء المرشحة لتولى حقيبة الدفاع وهى حاكمة سابقة لولاية "نيوهامبشير" وعضو سابق فى مجلس الشيوخ الأمريكى عن نفس الولاية من عام 2011 حتى 2013.
ويقول المحللون إن ترشيح "أيوت" قد يحسن علاقة الرئيس المنتخب مع جناح المحافظين الجدد داخل الحزب الجمهورى، وكان "ترامب" قد انتقد تسرع هذا الجناح فى التورط فى حروب خارج أمريكا وتفضيله الدائم للتدخل العسكرى المباشر، واضعًا الغزو العراقى فى عام 2003 كمثال.
كيث كيلوج
ومن ضمن المرشحين لنفس الحقيبة أيضا الجنرال المتقاعد "كيث كيلوج" وهو الرئيس الحالى للفريق الذى يباشر عملية انتقال السلطة فى الحكومة الأمريكية استعدادًا لتولى "ترامب" الرئاسة، وعمل أيضا كمستشار السياسة الخارجية للرئيس "ترامب" إبان حملته الانتخابية.
كما خدم فى العديد من أجهزة الجيش الأمريكى منذ انضمامه له فى عام 1967، واشترك فى الحرب الأمريكية بفيتنام، وكان رئيس هيئة أركان إحدى كتائب قوات المظلات فى حرب الخليج الأولى.
تقاعد عن الجيش فى عام 2003، ليتولى رئاسة إحدى شركات التكنولوجيا الحكومية، ليرشح بعد فترة قصيرة لتولى منصب رئاسة سلطة الائتلاف المؤقتة التى كانت معنية بإعادة إعمار العراق ومساعدته على الاستقرار بعد حل الجيش العراقى الذى ترأسه الرئيس الراحل "صدام حسين"، واستمر فى منصبه لمدة 5 شهور.