تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لتمرير صفقة توريد مقاتلات حربية إلى بعض دول الخليج، بقيمة 31 مليار دولار، بعد توقفها لمدة عامين من بينها الكويت، فيما تحفظت الإدارة الأمريكية الحالية على السماح بتمرير تلك الصفقة إلى قطر نظراً لدورها المشبوه فى العديد من صراعات المنطقة.
وقالت وكالة التعاون الأمنى الدفاعى بالولايات المتحدة، فى بيان، إن وزارة الخارجية الأمريكية أبلغت الكونجرس باحتمال بيع طائرات من طراز إف-15كيو.إيه إلى قطر مقابل 21.1 مليار دولار، دون تأكيد، وطائرات إف/إيه-18إى/إف إلى الكويت مقابل 10.1 مليار دولار.
وكانت الكويت وقطر قد قدمتا للولايات المتحدة الأمريكية منذ عامين، طلبا لشراء مقاتلات حربية بقيمة 3 مليارات دولار، إلا أن الصفقة لم تمرر، فجددت الكويت طلبها من واشنطن هذه الأيام ـ بحسب ما نشرته صحيفة الراى الكويتية ـ بتوسيع صفقة شراء المقاتلات إلى 40 مقاتلة من طراز "إف/إي-18 إي" و"إف/ إي-18 إف" والمعدات الخاصة بها بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار، بعدما كانت فى الصفقة الأولى 24 مقاتلة بقيمة 3 مليارات دولار.
وتسعى الكويت لشراء "طائرات ودبابات وأسلحة دفاع جوى وغيرها" لارتباطها مع دول عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها باتفاقيات مشتركة للدفاع عن الكويت وحمايتها من أى أخطار خارجية.
وتقوم دول الخليج العربية بنشاطات عسكرية لا مكثفة، ومنها معركة استعادة الشرعية فى اليمن، التى تشارك فيها دول مجلس التعاون الخليجى ضمن "تحالف عربى" ضد الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية.
ونفذت هذه الدول خلال شهر واحد 5 مناورات وتدريبات، من بينها "رعد الشمال، وعلم الصحراء، وصقر الجزيرة، وأمن الخليج العربى 1"، وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى إعادة التسليح بعد هذه المناورات المهمة.
وقد حسمت إدارة الرئيس باراك أوباما ملف بيع الكويت مقاتلات أمريكية حربية قبل خروجه من الحكم فى 20 يناير المقبل، بعدما قام الكونجرس بعرقلة صفقة سابقة. وأوضحت وكالة التعاون الدفاعى الأمنى، فى بيان إعلامى أن "حكومة الكويت طلبت شراء 32 مقاتلة إف 18 إى، و8 مقاتلات إف 18 إف، ورادارات وخوذات طيارين وصواريخ أرض - جو وخزانات وقود. وبلغت قيمة المقاتلات الحربية ومعداتها 10.1 مليار دولار". مع وجود ممثل مقيم فى الكويت لمتابعة تنفيذ الصفقة، وكذلك الأمور المتعلقة بعمليات الصيانة الدورية.
ويسعى مجلس الشيوخ الأمريكى لتمرير هذه الصفقات خوفا من توجه دول الخليج على شراء طائرات مقاتلة من بلدان منافسة أخرى، بما فيها روسيا، مؤكدا أنه يجب على الولايات المتحدة ألا تفوت الفرصة لتوسيع مجال نفوذها فى الشرق الأوسط، وتحقيق هيمنتها الصناعية، ويتعين عليها أن لا تقدم تنازلات لمصلحة منافسيها ومعارضيها.
وكانت واشنطن قد رفضت سابقا لمدة سنتين تلبية طلب الكويت وقطر شراء أسلحة، نظرا للشق المتعلق بقطر وعلاقاتها بجماعات مسلحة فى سوريا والعراق ومناطق نزاعات أخرى، فضلا عن اعتراضات إسرائيل التى خشيت من أن تصل هذه المقاتلات الحربية إلى أيدى الآخرين وقد تستخدم ضدها. إلا أن إدارة أوباما قامت بفصل الصفقات وتقديم إخطارين منفصلين إلى الكونجرس، أحدهما يطلب الموافقة على بيع الكويت 40 مقاتلة "إف 18" بإجمالى 10.1 مليار دولار، وآخر يطلب موافقة الكونجرس على بيع الولايات المتحدة قطر 72 مقاتلة من طراز "إف 15" بإجمالى 21.1 مليار دولار.
وبحسب تقارير إعلامية فلم تفصح الإدارة الأمريكية عن مصير مقاتلات "إف 16" التى كانت مخصصة للبحرين، إلا أن مصادر فى الإدارة قالت إنه من شأن فصل الصفقات تسهيل عملية البيع، وإنه فى حال اعترض الكونجرس على بيع قطر، مثلا، فستكون صفقة الكويت مضمونة.