السيسى يصل البرتغال غدا كأول رئيس دولة يتلقى دعوة رسمية ويلتقى "دى سوزا"
الرئيس يبحث فى لشبونة عن الاستثمارات والسياحة ومكافحة الإرهاب..وشركات برتغالية تؤكد رغبتها الاستثمار بمصر
السيسى يغادر الأربعاء إلى غينيا الاستوائية للمشاركة فى القمة العربية الأفريقية
يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا الأحد، إلى العاصمة البرتغالية لشبونه فى زيارة رسمية، هي الأولى دوليا للبرتغال منذ تنصيب الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا فى مارس من العام الجارى.
وتأتي زيارة الرئيس السيسى إلى البرتغال، في إطار حرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة وستتناول الزيارة سبل تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية، بالإضافة إلى دفع التعاون في مجالات الاقتصاد والبحث العلمي مكافحة الإرهاب.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السيسى خلال الزيارة كلا من نظيره البرتغالي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الوزراء، وعمدة لشبونة، وممثلى عدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية ومجتمع الأعمال البرتغالى.
وأجرى الرئيس حوارا مع وكالة الأنباء البرتغالية لوسا، استعرض خلاله مجمل التطورات التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية والجهود التى تقوم بها الدولة والحكومة فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واستعرض الرئيس السيسى الرؤية المصرية لعدد من القضايا والموضوعات الدولية وعلى رأسها أزمات المنطفة وجهود مصر لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى تطورات العلاقات الخارجية المصرية وخاصة رؤيته في سياسة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب.
من جهتها، قالت سفيرة البرتغال بالقاهرة مادالينا فيشر، إن الزيارة ستعزز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، واصفة العلاقات بين البلدين بأنها "تاريخية وراسخة".
وأضافت في تصريحات صحفية، أن زيارة الرئيس تنطوى على جانب كبير من الأهمية، موضحة أن مصر تلعب دورًا محوريًا فى منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا.
وأوضحت أن الرئيس سيجرى مباحثات مهمة مع عدد من المسئولين البرتغاليين، في مقدمتهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعمدة لشبونة تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والأزمة الليبية، وسبل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وأشارت إلى أن الرئيس السيسى سيجرى أيضا لقاءات مع رجال الأعمال البرتغاليين حول سبل تعزيز الاستثمارات البرتغالية في مصر، مؤكدة أن مصر والبرتغال حريصتان على تنسيق المواقف المشتركة تجاه مختلف القضايا في المحافل الدولية.
وأوضحت السفيرة البرتغالية أن مصر تعد بوابة مواتية للصادرات البرتغالية إلى الدول الأفريقية، خصوصًا عقب إطلاق منطقة التجارة الحرة للتكتلات الأفريقية الـ3 كوميسا وسادك وإياك العام الماضى.
وأوضحت أن بلادها حريصة على تعزيز علاقاتها بالدول الأفريقية وخاصة الناطقة بالبرتغالية في كل المجالات، مشيرة إلى أن حجم التجارة والاستثمارات بين مصر والبرتغال لا يرقى حتى الآن إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، كما أن البلدين تسعيان لزيادة معدلات التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة وتشجيع القطاع الخاص بالبلدين على الدخول في شراكة تجارية.
وكشفت عن أن شركات برتغالية عديدة أبدت اهتماما بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية خصوصا عقب القرارات الاقتصادية الأخيرة وفي مقدمتها تحرير سعر الصرف.
وأضافت في هذا الصدد، أن مصر تمتلك العديد من المقومات الاستثمارية من بينها السوق الواسعة التي تضم نحو 90 مليون مستهلك ووجود العديد من القطاعات ذات الربحية المرتفعة وموقعها الجغرافي المتميز.
وفيما يتعلق بمجالات التعاون بين مصر والبرتغال، قالت إن هناك العديد من المجالات الواعدة للتعاون بين البلدين من بينها الموانئ وصناعة الأدوية والتكنولوجيا، والطاقة الجديدة والمتجددة.
وأكدت أن الدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، زار لشبونة في أكتوبر الماضي، وأطلع رجال الأعمال البرتغاليين على الفرص التي يوفرها مشروع محور قناة السويس، لافتة إلى أن وفدا من المستثمرين البرتغاليين سيزور محور قناة السويس للتعرف على فرص الاستثمار.
وأوضحت أن زيادة حجم الاستثمارات البرتغالية في مصر يتوقف على إيجاد شريك محلى بالسوق المصرية، مشيرة إلى أن مصر ستنجح في تحقيق التنمية وخاصة عقب عودة الاستقرار إليها وانتخاب مجلس النواب وتحسن بيئة الاستثمار ، مؤكدة أن الإرهاب يشكل تهديدا بالغا لكافة الدول، مشددة على ضرورة تعزيز التعاون الدولى للقضاء عليه.
وقالت السفيرة البرتغالية، إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشكل مجالًا مواتيًا للتعاون بين البلدين، لافتة إلى أن هناك جهودًا تبذل لإنشاء مجلس لرجال الأعمال المصريين والبرتغاليين لدعم الشراكة بين القطاع الخاص بالبلدين ، خاصة أن البرتغال تعد شريكًا لمصر داخل الاتحاد الأوروبى وحريصة على تفهم وجهة نظرها تجاه القضايا المحلية والدولية.
ودعت إلى التركيز على السياحة الثقافية في مصر نظرًا لتميز الثقافة المصرية والشهرة الواسعة التي تتمتع بها الحضارة المصرية القديمة فى جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أن بلادها ترحب بتعزيز التعاون الرياضى مع مصر مبدية سعادتها بالشعبية الجارفة التي يحظى بها رياضيون برتغاليون فى الشارع المصرى، أمثال المدير الفنى السابق للنادى الأهلي مانويل جوزيه ونجم المنتخب البرتغالى وريـال مدريد كريستيانو رونالدو.
وقال على العشيرى، سفير مصر لدى البرتغال، إن زيارة الرئيس السيسى تكتسب أهمية كبرى باعتبارها أول زيارة منذ تنصيب الرئيس البرتغالى مارسيلو ريبيلو دي سوزا، وهو ما يعكس تقديرا كبيرا للقيادة السياسية المصرية ودورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار فى تصريحات صحفية، إلى أن الزيارة تمثل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة أن العلاقات السياسية ممتازة وتاريخية بينما العلاقات الاقتصادية لا ترقى لمستوى الأولى وأن هناك فرصًا لتعزيزها بما يحقق الفائدة المشتركة بين البلدين.
وفيما يتعلق ببرنامج الزيارة، قال العشيرى إن الزيارة مكثفة، وتتضمن مباحثات ثنائية على المستوى الرئاسي وزيارة المؤسسات البحثية والتكنولوجية للاطلاع على تجربة البرتغال في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة الشمسية والأمواج والرياح، بالإضافة إلى لقاء ممثلى عدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية ومجتمع الأعمال البرتغالي.
وشهد العام الماضى، زيادة في معدل التبادل التجاري بنسبة 38% ليسجل نحو 200 مليون يورو وهو معدل منخفض ولصالح البرتغال وتبذل حاليا الجهود الحثيثة لزيادة الصادرات المصرية كالجلود وخيوط القطن والتى تمثل 60% تقريبا من الصادرات المصرية وهناك فرصة في زيادة منتجات الأجهزة الكهربائية من أجل تصديرها إلى البرتغال، كما أن البرتغال عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطى ولها موقف مؤيد لمصر داخل الاتحاد.
وهناك تنسيق بين البلدين، فيما يتعلق بتبادل التأييد في الترشيحات الدولية، حيث إن مصر أيدت اختيار أنطونيو جوتيريس لمنصب السكرتير العام الجديد للأمم المتحدة، وكان لها منذ البداية موقف واضح من هذا الترشيح.
كان الرئيس البرتغالى مارسيلو ريبيلو دى سوزا، وجه دعوة رسمية للرئيس السيسى للقيام بزيارة رسمية إلى البرتغال لتعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية، فضلًا عن تطوير التعاون في المجال السياحي والعمل على تشجيع السياحة البرتغالية لمصر.
وعقب انتهاء زيارة الرئيس للبرتغال، يتوجه الأربعاء المقبل إلى غينيا الاستوائية للمشاركة فى القمة العربية الأفريقية.