بالصور.. الفراعنة أول من ابتكروا حلولا لمواجهة السيول للحفاظ على معابدهم وألوانها من الضرر.. كبير مفتشى آثار الكرنك: قدماء المصريين تفننوا فى حمايتها بميازب تصريف نحتت بأشكال فنية راقية

منذ 7 آلاف سنة مضت وعلى أرض مدينة "طيبة" قديماً كانت تهطل الأمطار الغزيرة والسيول مع اقتراب فصل الشتاء، وتأتى فى كل عام الفيضانات التى تعتبر من الكوارث الطبيعية حالياً، ولكن المصرى القديم كان يعتبره موسماً للرخاء والنماء والزراعة وخلافه، فقد أثبت الفراعنة على مر العصور وفى كل كارثة تحدث فى مصر، إنهم كانوا حضارة جبارة واستطاعوا عمل كل شىء وحل كل الأزمات بأفكار وإبداعات مبتكرة جعلت العالم بأكمله يتحاكى ويعشق التاريخ الفرعونى القديم، وكانوا يقيمون ما يسمى "الميازيب" أعلى المعابد لتصريف المياة بصورة تحافظ على تراثهم التاريخى. ومنذ أيام قليلة أعلنت هيئة الأرصاد الجوية احتمالات هطول أمطار غزيرة وسيول على عدد من محافظات جنوب الصعيد وحذرت من عواقبها، فتحركت بدورها القيادة فى محافظة الأقصر لعمل خطوات استباقية قبيل وصول تلك التحذيرات وتحولها لواقع،وبالعودة بالزمن لحوالى 7 آلاف عام، نجد أن المصريين القدماء كانوا يتخذون نفس الإجراءات تقريبا للتغلب على نفس المشكلة، يقول الطيب غريب كبير مفتشى معبد الكرنك إن الفراعنة ملوك الدولة القديمة كانوا يستعدون كل عام لتلك الأمطار والفيضانات التى تحدث فى مدينة طيبة عاصمة الدولة المصرية القديمة، بابتكارات مختلفة تماماً حيث استغلوها فى الزراعة والنماء، وكذلك أقاموا ما يسمى بـ"السد الحجرى" أمام معبد الكرنك فهو كان عبارة عن حائط صد للفيضان، وكان أكبر وأعظم سد أقيم فى التاريخ القديم، والذى تم اكتشاف حوالى 400 متر منه حتى الآن، والتى كانت تحيط معبد الكرنك من مختلف الجهات للحفاظ على موروثاتهم وتاريخهم القديم. ويضيف الطيب غريب فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الفكر الهندسى عند المصرى القديم كان يساعده فى التغلب على مياه الأمطار الغزيرة بابتكار حوائط صد مميزة للغاية، حيث نجحوا فى عملية "تصريف للمياه" فى كثير من المعابد المصرية فكانوا يقومون بعمل ما يشبه "الميازيب" لتصريف المياه من الأسقف للحفاظ على ألوان المعابد، وتفننوا فى عملها بأشكال فنية على شكل حيوانات، مايشبه الممرات والأخاديد لتصريف مياه الأمطار قبيل تسببها فى أية أضرار بجدران وأعمدة المعابد.