هيمن خبر وفاة الزعيم الكوبى فيدل كاسترو، عن عمر يناهز الـ90 عامًا على الصحف الأمريكية التى لم يفتها توجيه النقد للزعيم الشيوعى الذى تحدى الولايات المتحدة طيلة عقود.
ووصفت صحيفة واشنطن بوست، كاسترو بـ"الديكتاتور"، وقالت إن الثورة الكوبية التى قادها حولت جزيرته الكاريبية إلى رمز لأعظم الانقسامات الأيديولوجية والاقتصادية فى القرن الـ20، وأشارت إلى أنه كان مكروهًا بقدر ما كان محبوبًا من البعض.
وأضافت أن فيدل كاسترو كان واحدًا من أكثر قادة العالم قمعًا لشعبه، وقد نصب نفسه رئيسًا مدى الحياة وحظر حرية التعبير وحرية التجمع وحرية الصحافة، فضلاً عن قيامه بإعدام وسجن الآلاف من معارضيه السياسيين.
وأبطل كاسترو عطلة الاحتفال بعيد الميلاد طيلة 30 عامًا. وفى حين أوفد الأطباء المتعلمون واللقاحات الكوبية المتطورة لأفقر أنحاء أمريكا اللاتينية، فإن الصيدليات وسط هافانا خلت أرففها من الأدوية، وعاش الكثير من الكوبيين فى شقق اضطروا فيها لاستخدام الدلاء كمراحيض، فى إشارة على الفقر.
وتساءلت شبكة "CNN" الأمريكية عن وضع العلاقات الأمريكية الكوبية بعد رحيل كاسترو، والتى كان الرئيس الأمريكى، المنتهية ولايته، باراك أوباما، قد سعى إلى إعادة العلاقات بين البلدين، فى وقت سابق من العام بعد قطيعة دامت أكثر من 60 عامًا.
وقالت شبكة "CNN"، إن وفاة كاسترو تثير احتمال تغيير كبير فى العلاقات بين البلدين حيث كان كاسترو قد انتقد زيارة الرئيس أوباما التاريخية لكوبا فى مارس الماضى والتى جاءت كمحاولة لفتح فصل جديد من العلاقات بين البلدين.
غير أن وفاة الزعيم الشيوعى تأتى قبيل تغيير حقيقى فى البيت الأبيض، حيث يهدد الرئيس المنتخب حديثًا دونالد ترامب جهود سلفه أوباما فى التصالح مع كوبا.
وقد انتقد ترامب مرارًا الصفقة التى عقدها أوباما لإعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع كوبا ورفع الحظر عن بعض التبادلات التجارية مثل استيراد السيجار الكوبى الشهير.
وقال بيتر كورنبلو، المحلل السياسى بمحطة "CNN"، إن وفاة كاسترو تأتى فى لحظة حساسة للعلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا. مضيفًا أن الكوبيين لديهم مخاوف كبيرة من إدارة ترامب.
وقال المراسل الإسبانى للمحطة الأمريكية، إن هذا التساؤل موضع تخمين بين الجميع، مضيفًا: "لا نعرف حتى الآن وزير الخارجية فى إدارة ترامب، ولا تعرف سياسيته نحو أمريكا اللاتينية". فيما حذر مراسل صحيفة ميامى هيرالد من تراجع ترامب عن التغييرات التى أحدثها أوباما من شأنه أن يعيد العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل 50 عامًا.
من جانبها لفتت صحيفة نيويورك تايمز فى عنوانها، الذى تصدر موقعها الإلكترونى، السبت، إلى أن كاسترو هو الزعيم الذى تحدى الولايات المتحدة طيلة عقود.
ونشرت الصحيفة تقارير عدة حول حياة كاسترو، مشيرة إلى أنه عاصر 11 رئيسًا أمريكيًا ودفع العالم على شفا حرب نووية.
كما لفتت إلى أن الزعيم الكوبى، الذى تخلى عن السلطة لشقيقه راؤول عام 2006 بعد مرضه، بقى فى السلطة لفترة أطول من أى زعيم وطنى آخر باستثناء الملكة إليزابيث الثانية.