مشاهد الإرهاب التى شهدتها مصر مؤخرا وهوية مفجر الكنيسة البطرسية بالعباسية، وهو محمود شفيق محمد مصطفى، منفذ هجوم تفجير الكنيسة البطرسية الذى راح ضحيته 26 شهيدا، ابن محافظة الفيوم، تعيد فتح ملف مساجد الفيوم التى ينتشر فيها العديد من الجماعات الإسلامية والسلفية والدعوية.
فور إعلان اسم مرتكب الجريمة، شنت مديرية الأوقاف بالمحافظة فى الآونة الأخيرة حملات مكثفة على المساجد بالقرى والعزب لمراجعة جميع المساجد والتأكد من سيطرة المديرية عليها، وعدم اتخاذها منبرا لأصحاب الفكر المتشدد، خاصة أن المحافظة تعانى من أزمة صارخة فى نقص عدد الأئمة، وهى ظاهرة مخيفة وتبشر بنتائج قد تشكل خطرا كبيرا على المجتمع من انتشار أصحاب الفكر المتشدد والمتطرف من خلال منابر هذه المساجد.
يقول الشيخ محمد عز وكيل وزارة الأقاف بمحافظة الفيوم، أن المديرية عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة والإعلان عن هوية مفجر الكنيسة، واتضح أنه ابن مركز سنورس بمحافظة الفيوم، شنت حملات مكثفة على المساجد خاصة بمركز سنورس، وتتم خلال الحملات مراجعة أوضاع المساجد، والتأكد من تبعية جميع المساجد لمديرية الأوقاف بدلا من تبعيتها للأهالى، بالإضافة إلى تواجد العامل المسئول بالمسجد ومراجعة مكتبات المساجد وجميع الكتب الموجودة بها.
ولفت وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن كل المساجد على مستوى المحافظة تحت سيطرة الأوقاف، وتحت أعين المديرية، لافتا إلى إطلاق المديرية احتفالات منذ بداية الشهر الجارى، وتستمر حتى نهايته بالمولد النبوى، ويتم خلالها التركيز على إبراز سماحة المسلمين، ولأن المسلم من سلم لسانه ويده عن أذى غيره من أبناء وطنه.
واعترف الشيخ محمد غز وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الفيوم، بوجود عجز صارخ فى الأئمة، مؤكدا أن عدد المساجد بالمحافظة 4 آلاف مسجد، ولا يوجد إلا 1000 إمام، مما يجعل المديرية تستعين بخطباء المكافأة، ويتم إغلاق المساجد بالقرى يوم الجمعة، والاكتفاء بالمسجد الجامع بالقرية المتواجد به الإمام التابع للمديرية لإلقاء الخطبة.
وكشف مصدر بمديرية الأوقاف بمحافظة الفيوم فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن هناك أزمة كبيرة فى عدد الأئمة، والخطباء بالفيوم، مشيرا إلى أن مركز يوسف الصديق به ما يزيد عن 480 مسجدا تابعا للمديرية بخلاف المساجد التابعة للأهالى لا يوجد بها سوى 250 خطيبا، بما يعنى عجزا فى عدد الخطباء يقدر بـ50%.
وأشار إلى أن هذا الوضع عام بكل مراكز المحافظة، وأن هناك محاولات وخطوات يتم اتخاذها لسد العجز مثل التعاقد بالمكافأة مع الخريجين الجدد، وطلاب الأزهر الذين يتولون مهمة الخطابة فى هذه المساجد، ووصف المصدر هذه الحلول بأنها غير مجدية، لافتا إلى وجود حملات تشن فى أوقات مختلفة خاصة فى الفجر والعصر بالمساجد، للتأكد من تواجد موظفى الأوقاف فيها، وعدم سيطرة أحد من الجماعات عليها.
كما قامت مديرية الأوقاف بمحافظة الفيوم بشن حملات وضم عشرات المساجد التابعة للأهالى، والتى كان يسيطر عليها أصحاب الفكر المتشدد، إلا أن ظاهرة نقص الخطباء التى تشهدها المساجد هذه الفترة تهدد بعودة أصحاب الفكر المتشدد للسيطرة عليها.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد برعى القيادي بحزب الوفد، أن هناك عجزا فى الأئمة، وهناك مساجد صغيرة وزوايا أصغر تدار خارج السيطرة المباشرة أو غير المباشرة من الأوقاف، وبالتالى إما أن تسمح الأوقاف لغير المتخصصين أو غيرالمؤهلين بدرجة كافية لإلقاء خطبة الجمعة من خلال مكافآت أو تولى القائمين على هذه المساجد أو الزوايا تصريف الأمر بأنفسهم، وهذه الأمور كلها تمثل خطورة بالغة فى الطريقة التى يتم بها صناعة أفكار ومفاهيم الناس لأن كثيرا من هؤلاء إما أنه يحمل فى رأسه مفاهيم معينة، ويريد أن يبث سمومه لمستمعيه، وهم فى الغالب من محدودى الثقافة والتعليم، وإما أنه غير مطلع على العلوم الدينية بشكل جيد، فيقوم بتوصيل مفاهيم خاطئة لمن يستمع إليه، والحل فى جعل صلاة الجمعة بالذات فى المساجد الكبيرة فقط، التى يمكن السيطرة عليها وتوفير احتياجاتها، الأمر الثانى رفع مرتبات الدعاة لحث المتميزين على العمل فى هذه المهنة التى يعزف الكثيرون عنها.
وقال وليد أبو سريع منسق حملة المحليات للشباب بمحافظة الفيوم، إن الكل أصبح لديه يقين أن الخطاب الدينى عامل رئيسى فى مواجهة التشدد والتطرف، لافتا إلى أن قلة عدد أئمة المساجد مع التعنت من خطباء المكافأة من قبل وزارة الأوقاف جعل العديد من المساجد والزوايا فى القرى والنجوع تحت سيطرة أصحاب الفكر المتطرف سواء فكر الإخوان أو الجماعات السلفية المتشددة لذلك يجب أن تكون كل المساجد لها أئمة من قبل الأوقاف، وتكون تحت بصرها وخصوصا فى القرى البعيدة.
من جانبه قال "أسامة" - أحمد الأهالى بمركز إطسا - إنه للأسف حتى الآن، عدد من المساجد محتلة على حد قوله من قبل بعض رجال الإخوان والسلفيين فى العديد من القرى، ويستغلون المساجد للتحريض على الدولة دائما بشكل غير مباشر، وفى الفترة الأخيرة أصبح التحريض مباشرًا.