أعتقد أن تلك الجملة "عام الجوائز والإيرادات الكبيرة وغياب الدولة" تصف حال السينما المصرية فى 2016، حيث شهدت السينما المصرية إنجاز 39 فيلما سينمائيا، وعادت الانتعاشة إلى السينما التجارية، فى مواسمها المختلفة، وكان للكوميديا الصوت الأعلى فى مختلف تلك المواسم السينمائية واعتمد بعض المنتحين على عمل تركيبات فنية بين عدد من النجوم الشباب من الوجوه المبشرة استطاعوا من خلالها تقديم تجارب صمدت فى شباك التذاكر وحققت ايرادات معقولة قياسا إلى كلفة الفيلم الإنتاجية مثلما حصل فى "الهرم الرابع" و"أوشن 14"، ولكن يظل محمد عادل إمام هو مفاجأة العام حيث استطاع تحقيق إيرادات كبيرة مع فريق عمل فيلمه جحيم فى الهند، كما أثبت 2016 أن جيل حلمى والسقا لازال صوتهم مسموعا وينافسون بقوة حيث تصدر النجم أحمد حلمى قائمة الأعلى إيرادا بفيلمه "لف ودوران"، بإيرادات تجاوزت الـ40 مليون جنيه، بينما جاء فى المركز الثانى فيلم "جحيم فى الهند"، بمبلغ 35 مليون جنيه، وجاء ثالثًا فيلم "من 30 سنة" بإيرادات بلغت 23 مليون جنيه –حسب نتائج غرفة صناعة السينما.
ويعد 2016 هو العام الأكثر حضورا للسينما المصرية فى المهرجانات العالمية والعربية، من خلال عدد من التجارب اللافتة والتى تمكن بعضها من اقتناص الجوائز ومنها فيلم "اشتباك" لـ محمد وخالد دياب والذى شارك فى مسابقة نظرة ما لمهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الماضية ورغم خروجه دون جوائز إلا أنه حصل على إشادات نقدية كبيرة وتم توصيفه بجوهرة المهرجان، وفيلم "نوارة" للنجمة منة شلبى والذى حصد جوائز عدة فى 2016 كدبى السينمائى ووهران حيث حصلت بطلته على جائزة أفضل ممثلة، ونفس الحال فى أفلام "حار جاف صيفًا"، و"حرام الجسد"، وفيلم "آخر أيام المدينة" لمخرجه تامر السعيد والذى مثل مصر فى ملتقى مهرجان برلين الدولي، وفيلم "على معزة وإبراهيم" للمخرج شريف البندارى والذى حصد على جائزة أحسن ممثل فى دبى السينمائى، وفيلم "يوم للستات" للنجمة إلهام شاهين وحصلت الفنانة ناهد السباعى جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان القاهرة السينمائى، كما شارك أيضا فى مهرجان لندن ومؤخرًا فيلم "مولانا" للنجم عمرو سعد والمشارك فى مهرجان دبى السينمائى.
ورغم كل محاولات صناع السينما المصرية سواء التجارية أو الفنية والتى تحمل شكلا ومضمونا مختلفا عن السائد، إلا أن عام 2016 هو عام الغياب الكبير للدولة رغم الوعود المتكررة بدعم الصناعة.