بالصور.. "انفراد" داخل منزل الطفلة رغد صاحبة صور حلب المفبركة فى بورسعيد.. والدتها: "اتضحك علينا وصورونا بقصد التضامن مع سوريا".. والطفلة: الصور تداولت بشكل مختلف وظهرنا كأننا نُزور الأوضاع

"بنتى قالتلى أنا اللى عملت فيكى كده يا ماما".. كلمات عبرت بها سحر منصور، والدة الطفلة "رغد" التى تم استغلالها فى تصوير مشاهد مفبركة من حلب بسوريا، عن معاناتهم بعد استغلالهم من قِبل أحد المصورين الشباب الذى أعلن عن مسابقة "فوتوسيشن" بالمجان عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك". وقالت والدة الطفلة رغد فى لقائها مع "انفراد"، إنه لم يكن من المقصود كل هذا، وأن الموضوع بدأ بسيطاً عندما تواصلت ابنتها على صفحة إحدى المصورين لإعلانه عن حاجته لبنت فى سن "10 – 12" سنة، للقيام بجلسة تصوير مجاناً. وتواصلت "رغد" مع المصور، وعرضت على بأن أصطحبها إلى مكان التصوير؛ فكلفت أخيها باصطحابها، وعندما ذهبت إلى "الترزى" وتم إحضار الفستان الأبيض، وعلمت أن الموضوع تضامن مع أطفال سوريا؛ وحينها رفض أخيها الأكبر وقالى لى "دى سياسة.. وأنا ماليش دعوة بالحاجات السياسية دى". وأضافت "منصور" أنها ذهبت فى يوم تحديد التصوير إلى شارع محمد على أمام المنطقة الحرة للاستثمار واستقلينا سيارة وذهبنا خارج الإطار الجمركى للمحافظة أعلى أحد المنازل المهدومة لتصوير المشهد بها؛ وبالفعل بدأنا وحينها جاءت سيارة شرطة وبدأت فى سؤالنا عما نفعل. واستكملت أم رغد، أنها أجابت "بنصور عن أطفال سوريا للتضامن معاهم"، وحينها انقلبت الدنيا على ولم تقعد حتى الآن، تم استدعاء سيارات شرطة وفوجئت بوجود 6 سيارات شرطة، وبعد العديد من الأسئلة عن سبب تواجدنا؛ تم اصطحابنا إلى القسم وحينها قالت لى ابنتى: "أنا اللى عملت فيكى كده يا ماما" وهى تصرخ وتبكى "ماتاخدوش ماما". وأشارت الأم إلى أنها أرملة وتعمل مدرسة ومدربة تنمية بشرية ولديها 5 أولاد، وما دفعها إلى ذلك هى ابنتها وتكرار طلبها لجلسة التصوير؛ موضحة أنها لديها من الالتزامات ما يمنعها من ممارسة حتى نشاطات إضافية. وأكدت "سحر منصور" أنها لم تكن تفكر أبداً فى الضرر ببلدها، وما تخيلت فى يومٍ من الأيام أن يُقال عنى أننى أفعل شيئاً يضر بمصر؛ مبينة أن مكان التصوير كان آمنا، وإن كان لدينا نية لشيئ آخر لفعلنا ذلك داخل بورسعيد. وأوضحت "منصور" أنها كانت مستاءة من منظر الفستان عليه الدماء، ولكنها تلبيةً لرغبة ابنتها بأن صورتها سيتم مشاركتها على صفحة المصور الذى يتابعه حوالى 11 ألفا، وأن ذلك سيؤثر على طموحاتها الفنية. وبسؤالها عن إما تقاضت أى أموالاً من هذا؛ فأجابت بأنها لم تتقاضى شيئاً وأن التصوير كان مجاناً من قِبل المصور على أساس أنه سيدخل بها مسابقات؛ وبالفعل وجدنا على صفحته صوراً كثيرة. وعن المصروفات التى تكبدها المصور من فستان وتأجير سيارة؛ أفادت بأن الموهوبين والمهتمين بالمجالات الفنية كالتصوير من الممكن أن يصرفوا أكثر من ذلك للحصول على صورة فنية؛ هذا بالإضافة إلى أن "الترزي" – صانع الفستان كان زميله، ورأيت معه صوراً لبنات "موديلز" عاملها على حسابه. يذكر أنه قد جاء إعلان الأجهزة الأمنية، عن ضبط مجموعة من الأشخاص الذين يستغلون الأطفال فى تصوير مشاهد وفيديوهات وصور مفبركة لهم وهم ملطخون بالدماء ويقفون بين آثار المنازل المتهدمة، وكأنها مشاهد فى مدينة حلب السورية. وقالت الطفلة "رغد" صاحبة الصور التى تم تداولها على المواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوك؛ أنها تشعر بعدم الرضى لنشر هذه الصور بطريقة غير التى كانت مخصصه لها؛ وهى أنها لمسابقة فى التصوير تنقل الأحداث فى سوريا. وأضافت "رغد"، أنه تم تناول الصور بشكل مختلف ومعناه أننا كنا نقوم بتزوير الأوضاع، و"أنا مش عايزه اصحابى يشوفوا صورى تانى". وعن وصف الطفلة للمكان الذى قام المصور مصطفى بتصويرها فيه؛ أشارت إلى أنه كان يحوى على آلات كبيرة للزراعة، ويوجد مبنى ملىء بالحجارة وأسقفه متساقطة. وجدد المستشار أحمد يسرى، قاضى المعارضات بمحكمة بورسعيد الابتدائية، حبس المصور 15 يوماً على ذمة التحقيقات؛ بعد الإفراج عن والدتها، وأمر أحمد البلاسى، مدير نيابة الجنوب ببورسعيد، بإخلاء سبيل سائق السيارة بضمان محل الإقامة ووالدتها بكفالة ثلاثة آلاف جنيه، والمتهمين الآخرين بكفالة ألف جنيه لكلا منهما وتسليم الطفلين لولى أمرهما بعد أخذ التعهد عليه بحسن رعايتهما.