كان أول من حذر وكان أول من طلب من العالم أجمع الانتباه إلى خطر الإرهاب وقام بتوصيفه بشكل دقيق، الرئيس عبدالفتاح السيسيى خاطب العالم فى بداية فترته الرئاسية مخبرا الجميع أن خطر الإرهاب لا يتوقف عند حدود دولة بعينها ومكافحة الإرهاب لا ينبغى أن تكون عملية منفردة لدولة بعينها، تخيل الوقت بعضها أن الرئيس المصرى يريد دعم العالم فى مواجهة الإرهاب الذى يهدد مصر بسبب رغبة الإخوان الانتقامية بعد قرار الشعب المصرى بإزاحة مرسى وجماعته الإرهابية عن كرسى الحكم فى مصر، الآن فقط بات واضحا للجميع أن رؤية الرئيس السيسى كانت هى الأعم والأشمل، لأن حدود الإرهاب لم تتوقف عند منطقة الشرق الأوسط، والتفجيرات والعمليات الإرهابية لم تعد محصورة داخل حدود العراق أو سوريا أو ليبيا، مصر تواجه الإرهاب بشجاعة وتخنقه وتحقق طفرة كبيرة فى مكافحة الإرهاب ولكن العالم كله كان يغفل الحقيقة التى أشار لها الرئيس السيسى أن من يفجر نفسه فى سيناء سيفعلها غدا فى قلب عواصم أوروبا وهو ما حدث فى فرنسا وتركيا وألمانيا.
العائدون إلى العواصم الأوربية من سوريا وليبيا والعراق، يعودون وهم محملون بنفس الأفكار المتطرفة التى تسعى للانتقام من المجتمعات وفرض منهج العنف على الجميع، وبالتالى وجب على العالم الآن أن يدرك أن الحرب على الإرهاب ومكافحته أمنيا وفكريا مسؤولية مشتركة بين الجميع، عنف الإخوان وإرهاب داعش وجبهة النصر لن يكون محصورا فى منطقة واحدة، ومن ينشر العنف اليوم فى منطقة الشرق الأوسط ويحظى بدعم دول تظن أنها بدعم الإرهاب والميليشيات المسلحة تحقق مصالحها، سينشر العنف ويفجر وينظم لعمليات إرهابية فى قلب تلك العواصم التى استخدمته من قبل.
مصر كانت أول من أطلق نداء ضرورة مواجهة الإرهاب عالميا، وتجفيف منابع تمويله وتضييق الخناق عليه أمنيا، ومواجهته فكريا بمنظومة عالمية واحدة والآن يعانى العالم من التعامل غير الجاد مع تلك الرؤية المصرية، مصر تخوض حربها منفردا ضد الإرهاب فى الفترة الماضية، حطمت أذرعه فى سيناء وضيقت الخناق عليه حتى أصبح عناصره فى مرحلة اليأس، ولكن الخطر الحقيقى سيظل محيطا بالعالم أجمع أن لم يدرك زعماء الدول الأوروبية الحقيقة الأوضح بأن الإرهاب لا يعرف الحدود ومن يفجر نفسه فى بغداد أو سوريا سينتقل لا محالة لممارسة عنفه وإرهابه فى لندن وباريس وبرلين، لا حل إلا بالعودة إلى دعوة الرئيس السيسى التى تتلخص فى ضرورة التعامل مع مكافحة الإرهاب بوصفها حرب دولية أو مشروع لضمان أمن العالم أجمع.