لا يخلو بيت من البيوت، فى مصر أو غيرها، من الشجارات اليومية والخلافات الزوجية العادية، وأحيانًا ما تصل هذه الخلافات إلى مراحل درامية، إذ يعتدى الزوج على الزوجة، أو يقتل أحدهما الآخر، وغالبًا ما تكون هذه النوعية من الجرائم نهاية للشجارات فى دوائر محددة من المجتمع، قد يسيطر عليها الفقر أو تدنى المستوى الاجتماعى والثقافى، ولكن الغريب أن تنتقل هذه النوعية من الحلول العنيفة لمشكلات البيوت إلى طبقات ونوعيات مختلفة من المجتمع، هذا الوجه من الاستغراب أبرز ما حملته جريمة قتل لواء شرطة ومدير أمن سابق لزوجته فى منطقة العمرانية، فما بين المستوى العمرى، والمستوى الاجتماعى والمادى، وصولاً إلى السبب المباشر، تحمل الواقعة كثيرًا من الدهشة والتفاصيل والمفاجآت، وعن هذه الأخيرة، يكشف هذا التقرير آخر ما سجّلته جهات التحقيق من ملابسات القضية ومعلوماتها.
حصل "انفراد" على تفاصيل جديدة فى تحقيقات النيابة العامة فى واقعة قتل "إيهاب. ر"، لواء شرطة متقاعد ونائب مدير أمن القاهرة الأسبق، لزوجته بطلق نارى فى الرأس، داخل منزلهما بمنطقة العمرانية، بسبب خلافات أسرية بينهما، للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة، إذ تنتظر النيابة تحريات رجال المباحث النهائية حول الواقعة، تمهيدًا لاستدعاء ضابط الشرطة مجرى التحريات لسماع أقواله حول الواقعة.
النيابة تستمع لأقوال الشهود.. ورواية كاملة لتفاصيل الواقعة
استمعت النيابة لأقوال عدد من الشهود، من بينهم خفير بأحد العقارات المجاورة لمنطقة الواقعة، وعدد من جيران المتهم فى شارع الوحدة العربية بالعمرانية، والذين أكدوا فى التحقيقات أنه عقب أذان الجمعة، سمعوا صوت مشاجرة عنيفة تصدر من العقار الذى شهد الواقعة، واستمرت المشاجرة لدقائق، وبعدها سمعوا صوت طلق نارى وصرخات مستمرة.
وأضاف الشهود فى تحقيقات النيابة، أنهم هرولوا على الفور إلى مكان صدور تلك الأصوات، وفوجئوا بأنها صادرة من منزل اللواء "إيهاب. ر"، وحينما صعدوا للطابق الثالث الذى يقطن به المتهم، فوجئوا بزوجته ملقاة على الأرض ومصابة بطلق نارى وغارقة فى دمائها، كما استمعت النيابة لأقوال أبناء اللواء المتهم بقتل زوجته، "عبد الله" و"نور" و"هاجر"، الذين أكدوا فى التحقيقات نشوب مشادة بين والديهم، تطوّرت لشجار عنيف أدى لإطلاق والدهم النار على والدتهم، التى سقطت قتيلة فى الحال.
مصدر أمنى: المتهم قال إن الخطبة والمسلسلات سبب الجريمة
وأكد مصدر أمنى، أن المتهم قال فى أثناء مناقشته من قبل رجال المباحث، إنه بعدما توضأ واستعد للذهاب لأداء صلاة الجمعة، مصطحبًا أبناءه معه، طلب من زوجته تشغيل خطبة الجمعة، إلا أنها رفضت وأصرت على مشاهدة المسلسلات التليفزيونية التى تتابعها، ما أدى إلى حدوث مشادة عنيفة بينهما، خاصة بعدما تطاولت عليه الزوجة بالسب والقذف، وذكرته باعتدائه السابق عليها بالضرب ما تسبب فى كسر أنفها، ونتيجة لهذه المشاجرة دفعها للخلف فسقطت على الأرض، فهرولت على المطبخ وأحضرت سكينًا وسدّدت له عدة طعنات نافذة بالصدر والكتف، فأطلق النيران عليها.
مصدر بجهات التحقيق: النيابة تنتظر تقرير الصفة التشريحية وتحلل أدلة مسرح الجريمة
وأشار مصدر بجهات التحقيق، إلى أن النيابة العامة تنتظر تقرير الصفة التشريحة الخاص بالمجنى عليها، للوقوف على ظروف وملابسات وفاتها، مؤكّدًا فى الوقت ذاته أن المناظرة الأولية لجثة الضحية، أكدت أن الوفاة حدثت نتيجة إصابتها بطلق نارى فى الرأس، أحدث فتحتى دخول وخروج، مشيرًا إلى أن النيابة تسلمت التقرير الطبى الخاص باللواء المتهم، والذى أشار إلى أصابته بعدة طعنات فى الصدر والكتف الأيسر، وأن حالته الصحية استقرت ولالأمر لا يستدعى إيداعه بالمستشفى، وعليه فقد صدر قرار بحبسه، ومن ثمّ إيداعه فى قسم الشرطة لقضاء فترة حبسه الاحتياطى.
وأضاف المصدر، أن المعمل الجنائى يعمل على تحليل الأدلة الجنائية التى تم جمعها من مسرح الجريمة، لفحصها ومعاينتها، وكتابة تقرير وافٍ عنها، فضلاً عن تحليل بقايا الدماء التى تم تجميعها من مسرح الجريمة، لمطابقتها بدم الضحية ودم المتهم، مشيرًا إلى أنه تم التحفظ على السلاح المستخدم فى الجريمة "المسدس"، فضلاً عن "السكين" الذى استخدمته الزوجة لجرح المتهم قبل مقتلها، وجارٍ مسح البصمات من عليهما ومطابقتها ببصمات المتهم وبصمات المجنى عليها.