يقع بعض الكتاب والصحفيين والفنانين والمشاهير فى فخ "إزدراء الاديان"، وذلك من خلال استخدامهم لتبريرات وإسقاطات لبعض آيات القرآن الكريم بغرض انتقاد سياسات، ومنهم من يعتقد أن حرية التعبير تفتح له الباب للخوض فى أمور دينية بالغة الحساسية، ومنهم الذى شن هجوم حاد وإستخدم الفاظ وتعبيرات ساخرة تمس العقيدة فطاردتهم جميعا تهمة "ازدراء الأديان"، ليواجه مرتكبها فى النهاية إما الحبس أو الغرامة، وأخر من صدرت ضدهم أحكام بالحبس فى تهمة ازدراء الاديان الكاتبة الصحفية فاطمة نعوت بعد أن عاقبتها محكمة الجنح بالحبس 3 سنوات، وسبقها فى أحكام السجن الباحث إسلام بحيرى والإعلامى إبراهيم عيسى والفنان عادل إمام ، والمخرجة إيناس الدغيدى والإعلامى باسم يوسف .
الحبس 3 سنوات لفاطمة ناعوت للسخرية من شعيرة ذبح الأضاحى
قضت محكمة جنح الخليفة بمعاقبة الكاتبة فاطمة ناعوت بالحبس 3 سنوات والغرامة 20 ألف جنيه لاتهامها بازدراء الأديان.
وفى السياق ذاته، قالت فاطمة ناعوت، أنها لا تواجه مشكلة مع السجن وتعتبره فرصة للتأمل والإبداع،
وكانت قد أحيلت "ناعوت" إلى محكمة الجنح بتهمة ارتكاب جريمة ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة إسلامية وهى "الأضحية"، من خلال تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
ونفت "ناعوت" أن يكون هدفها هو ازدراء الدين، موضحة أن تناولها القضية غير مخالف للشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، وأكدت أن ذبح الأضحية يعد نوعًا من الأذى الذى يحمل "استعارة مكنية"، وأن ذلك كان على سبيل الدعابة.
إسلام البحيرى يستأنف على حسبه عام بتهمة ازدراء الأديان
ومن الذين وقعوا فى فخ ازدراء الاديان الباحث فى الشئون الإسلامية إسلام بحيرى، والذى أجلت محكمة جنح الجمالية والمنعقدة بمحكمة جنوب القاهرة بزينهم، أولى جلسات استشكاله على حكم حبسه عاماً، بتهمة ازدراء الدين الإسلامى إلى جلسة 2 فبراير المقبل؛ لتعذر حضوره لدواعى أمنية.
وكانت محكمة جنح مستأنف مصر القديمة، قد قررت بالجلسة السابقة إحالة نظر الاستشكال المقدم من المستشار جميل سعيد دفاع إسلام بحيرى، لوقف تنفيذ الحكم الصادر ضد موكله مؤخراً من محكمة الجنح المستأنفة بحبسه لمدة عام واحد، لإدانته فى قضية تتعلق بازدراء الدين الإسلامى، لدائرة مغايرة بسبب طلب بحيرى رد هيئة المحكمة.
وكانت محكمة مستأنف جزئى مصر القديمة ، برئاسة المستشار أحمد أبو العطا، وحضور ممثل النيابة أحمد فؤاد وسكرتارية محمد الشاذلى، قد قررت اعتبار معارضة الباحث إسلام إبراهيم بحيرى على حكم سجنه 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، لاتهامه بازدراء الأديان، كأن لم تكن وألزمته بالمصاريف الجنائية وأيدت الحكم الصادر من محكمة أول درجة، والتى تم قبول المعارضة الاستئنافية فيها، وتخفيف الحكم للحبس عام واحد فقط.
براءة إبراهيم عيسى من "سلطانية مرسى"
كما حُكم على الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى من محكمة جنح الدقى، برئاسة المستشار حازم حشاد بالبراءة، من تهمة ازدراء الأديان فى إحدى حلقات برنامجه هنا القاهرة المذاع على قناة القاهرة والناس، فى الدعوى التى أقامها ضده عدد من المحامين فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، عندما تحدث عيسى بشكل ساخر، عن الرئيس الأسبق محمد مُرسى فى برنامجه "هنا القاهرة"، واصفاً القبعة التى ارتداها مُرسى أثناء تسلمه الدكتوراه الفخرية بـ"السلطانية"، مردداً الآية القرآنية "هَلَكَ عَنِّى سُلْطَانِيَهْ"، قائلا، "سلطانية سلطانية.. دى سلطانية محمد مرسى".
واستندت المحكمة، فى أسباب البراءة إلى تقرير صادر عن، مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف، استقر فيه إلى تبرئة الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، حيث أبدى أعضاء المجمع تفهمهم لتبرير الكاتب الصحفى، بنفى تلك التهمة عنه، مؤكدًا أنه لم يقم مطلقًا بازدراء الدين الإسلامى، وأن حديثه كان فى إطار انتقاد سياسات رئيس الجمهورية، وليس فى سياق الآية القرآنية الكريمة، واستبعد المجمع وجود أى سوء نية من عيسى بهذا الشأن، معتبرًا أن الأمر لم يصل إلى إهانة كتاب الله، أو الافتئات عليه كما روج البعض.
إيناس الدغيدى وحديثها إلى الله
وكانت من ضمن الذين لحقتهم تهمة ازدراء الأديان، المخرجة إيناس الدغيدى، بعد أن روت أحد أحلامها، قائلة «حلمت إنى كلمت ربنا حيث كنت أسبح فى نهر، وتعبت فرأيت صخرة توقفت للاستراحة بجوارها، وعندما نظرت حولى لم أجد أحدًا سوى الكون، ولم أشاهد حولى أحدًا".
وأضافت "الدغيدى" ، خلال لقائها فى برنامج "مفاتيح" المذاع على فضائية "دريم"، قائلة: «بعد ذلك كلمت ربنا، وقلت له يا ربى فى حاجات من أقاويل الأنبياء، أنا مش مقتنعة بيها، وإذا كان ده غلط فسامحنى، فعقلى مش قادر يجيبها»، الأمر الذى دفع المحامى سمير صبرى برفع دعوى قضائية على إيناس الدغيدى بتهمة ازدراء الأديان، وقال المحامى فى دعواه أنه تقدم ببلاغ للنائب العام، ضد المخرجة إيناس الدغيدى، لتطاولها على الذات الإلهية، مؤكدًا فى بلاغه أنه فى فجاجة وتدنٍ وامتهان للكرامة وازدراء لجميع الأديان.
عادل إمام وإتهامه بالسخرية من الجلباب والحجاب
أصدرت محكمة جنح مستأنف الهرم حكمها ببراءة الفنان عادل إمام من تهمة ازدراء الدين الإسلامى، ورفض الدعوى القضائية، وإلزام رافعها بالمصاريف، واتعاب المحاماة.
أكد رئيس المحكمة فى أسباب حكمه أنه قام بفحص المشاهد الفنية التى استند المحامى مقيم الدعوى ضد الفنان عادل إمام عليها بأنها تحمل فى طياتها إساء للدين الإسلامى، وتبين له عدم صحة هذا الإدعاء، وأن المتهم لم يرتكب أى تهمة تشير إلى ازدرائه للدين الإسلامى أو أى أديان سماوية أخرى، وإنما القصد من تلك الأعمال الفنية هو إظهار بعض الأنماط السلوكية الخاطئة لبعض الفئات فى المجتمع.
وكانت محكمة جنح الهرم، قد أصدرت حكمًا غيابيًا بإدانة عادل إمام، بالحبس 3 أشهر لاتهامه من أحد المحامين الذى أقام دعوى قضائية ضده بازدراء الدين الإسلامى، وتقديمه لأعمال فنية تسئء للدين وتسخر من مرتدى الجلباب والحجاب والنقاب، من بينها مسرحية "الزعيم" وأفلام "مرجان أحمد مرجان"، و"الإرهابى"، و"حسن ومرقص".
باسم يوسف والسخرية من الصلاة
وفى فترة حكم جماعة الإخوان التى شهدت ظهور أعدادًا كبيرة من قضايا ازدراء الأديان، وكان الإعلامى الساخر باسم يوسف من أشهر من وجهت لهم هذه التهمة، بعد أن تقدم عدد من المحامين ببلاغ ضده بازدراء الدين، لإتهامه بالسخرية من الصلاة وهى فرض من فروض الإسلام وقام بدفع 15 ألف جنيه كفالة لإخلاء سبيله من سراى النيابة.