أصدرت الحكومة الصينية وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية حرصًا منها على توضيح المبادئ الإرشادية التى تلتزم بها لتطوير العلاقات الصينية العربية ورسم خطط المستقبل المشرف للتعاون الصينى العربى فى شتى المجالات.
وتعد الوثيقة أول وثيقة رسمية توضح السياسات الصينية تجاه الدول العربية، ما يدل على أن الصين تأخذ العلاقات مع الدول العربية على محمل الجد بشكل كبير، وحصد التعاون والتبادل الثنائيان نتائج مرموقة فى عام 2016، خاصة بعد إصدار هذه الوثيقة. وفيما يلى أبرز تلك النتائج التى نشرتها وكالة "شينخوا للأنباء" الصينية.
المجال السياسى
شهد التبادل السياسى الرفيع المستوى بين الصين والدول العربية تعززًا جديدًا منها زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى السعودية ومصر على التوالى فى يناير وذلك فى زيارته الخارجية الأولى عام 2016، ما فتح صفحة جديدة للعلاقات الصينية العربية وأضفى قوة دافعة على تحقيق الازدهار والاستقرار المستدام فى الشرق الأوسط.
وأثناء زيارة الرئيس شى لمصر، ألقى الرئيس شى خطابًا فى جامعة الدول العربية طرح فيه اقتراحات وإجراءات صينية لإحلال السلام ودفع التنمية فى الشرق الأوسط.
إما بالنسبة لزيارة السعودية، ارتقت العلاقات بين الصين والسعودية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، ووقع البلدان مجموعة من اتفاقيات التعاون.
شراكة عربية من مصر والجزائر والسعودية
من جانبهم اهتم القادة العرب بتبادل الزيارات مع الصين حيث قام الملك المغربى محمد السادس بزيارة دولة للصين فى مايو 2016، وخلال الزيارة، أعلن البلدان عن إقامة الشراكة الإستراتيجية بينهما وتوصلا إلى سلسلة من اتفاقيات التعاون، وبذلك أقامت الصين الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع 3 دول عربية ألا وهى الجزائر ومصر والسعودية فضلاً عن إقامة الشراكة الإستراتيجية مع 6 دول عربية تضم الإمارات وقطر والسودان والأردن والعراق والمغرب.
3 زيارات للرئيس السيسى للصين تعكس الاهتمام بالعلاقات الثنائية
وزار الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى الصين لحضور فعاليات مجموعة العشرين فى هانجتشو، كضيف شرف للقمة بناء على دعوة من الرئيس الصينى.
جدير بالذكر أن الرئيس السيسى أجرى ثلاث زيارات للصين منذ تقلده مقاليد السلطة ما يعكس اهتمامه بالعلاقات المصرية الصينية.
وفى أغسطس الماضى، قام الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى بزيارة للصين ثم ترأس وفدًا سعوديًا لحضور قمة مجموعة العشرين المنعقدة فى مدينة هانجتشو الصينية.
وفيما يخص الأزمة السورية، واصلت الصين تعزيز الوساطة بين الأطراف المعنية حيث قامت وفود لكل من الحكومة والمعارضة السوريتين بزيارة للصين فى الفترة ما بين نهاية 2015 ومستهل 2016 تلبية للدعوة الصينية، وفى ديسمبر الماضي، قام المبعوث الصينى الخاص لشئون سوريا شيه شياو يان بزيارة للدولة فى إطار الجهود الصينية الهادفة إلى إيجاد حل سلمى للأزمة.
15 مليار دولار اتفاقيات بين الجانب المصرى والصينى عام 2016.. 10 آلاف فرص عمل فى السويس
المجال الاقتصادى والتجارى والمالى:
فى إطار مبادرة الحزام والطريق، حقق التعاون الصينى العربى تقدمًا ملحوظًا، فخلال زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج، وقعت الصين ومصر مذكرة تفاهم بشأن التطبيق المشترك للمبادرة إضافة لمجموعة من اتفاقيات التعاون الأخرى التى تغطى مجالات مثل الكهرباء والفضاء والبنية التحتية والتجارة والطاقة والمالية. وقالت وسائل الإعلام المصرية إن قيمة الاتفاقيات بلغت 15 مليار دولار.
وتعهد البلدان بمضاعفة الجهود لتنمية منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى الصينية-المصرية فى السويس، وتماشيًا مع انطلاق المرحلة الثانية من بناء المنطقة، من المتوقع أن يجلب المشروع إلى مصر أكثر من 100 شركة ما سيخلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل لمصر.
وفى السياق نفسه دخل بنك الاستثمار للبنية التحتية الآسيوية حيز التشغيل رسميا فى يناير 2016، لجذب التعاون الصينى العربى، وشاركت عدة دول عربية من بين الدول الأعضاء المؤسسة للبنك بما فيها مصر والأردن والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات.
المجال الثقافى والاجتماعى
شهد عام 2016 تبادلا ثقافيا بين الجانبين الصينى العربى حيث انطلقت فعاليات العام الثقافى الصينى المصرى والعام الثقافى الصينى القطرى، ثم إقامة مجموعة من الأنشطة الثقافية فى الدول الثلاث مثل المعارض والتمثيلات الفنية.