اعتبر أحمد الريسوني، القيادى الإخوانى المغربى، وعضو مؤسس ونائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الإخوان في مصر يعتبرون أنفسهم على حق مطلق وتفويض شبه إلاهي، وأن الذين يخرجون عن هذه الأفكار هم "متساقطون ومتخاذلون ومشوشون من هنا وهناك".
وأضاف، أن الإخوان لا يعبؤون بالتنبيهات التي تصلهم، مضيفا : "أنا على يقين أنهم لن يأخذوا بأشياء قيلت لهم من داخلهم وخارجهم، وخرجت منهم قيادات كبيرة على مدار تاريخهم وفي السنوات الأخيرة، لكنهم لم يتعظوا".
وكشف الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح المغربية، أنه التقى عددا من أعضاء جماعة الإخوان بمختلف مستوياتهم ومواقعهم، "وتيقنت أنه لا يُنتظر في الإخوان أي مراجعات أو إصلاحات فكرية أو سياسية، ولم أرى منهم إلا استمرارا في نفس النهج ونفس العقلية".
وأضاف الريسونى، فى حوار له مع احدى القنوات المغربية، أنه نبه الإخوان في لقاءات ومجالس الشخصية، "لكنهم يمضون فيما هم فيه، وهذه هي العقلية الراسخة التي تحتاج لقصف فكري شديد لعلهم بذلك ينتبهون ويستيقظون".
نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أوضح أن تصريحاته السابقة التي عبر فيها عن ارتياحه من إزاحة الرئيس المصري السابق عن الحكم، محمد مرسي، كانت "تأدية لأمانة النصيحة والكلمة الصادقة الصريحة، وقد عبرت عن ما في نفسي".
وجدد تأكيده على أن موقفه جاء بسبب "انخراط الإخوان بذلك الحجم والسرعة والاندفاع غير المحسوب وغير المقدر للإمكانات والظروف، فتسابقوا وتزاحموا فوصلوا لنتائج في غير وقتها وظروفها".
وتابع قوله: "كنت قلقا من هذا كله، والإخوان أتيحت لهم فرصة تاريخية للاشتغال في مجتمعهم وممارسة عملهم الدعوي والفكري والتربوي والاجتماعي الذي كانوا ممنوعين منه على مدى عقود، فإذا بهم تركوا ذلك كله وازدحموا في المربع الضيق الذي يتسم بشراسة الصراع".
واعتبر أنه "من الطبيعي أن أرتاح لإزاحة مرسي، ولو جاءت الظروف قاهرة لتزيحهم وتعيدهم إلى رشدهم وإلى رسالتهم".
وأضاف: "لم أعبر عن هذا الموقف أثناء الإطاحة بمرسي لأنه لا يمكن التعبير عن ذلك في وقت تعرض له الإخوان والشعب المصري كله لمجاز سياسية ودموية، كنا ننتظر من المصريين وعقلائهم من الإسلاميين وغيرهم، أن يجدوا حلا داخليا، وكنت آمل أن الإخوان أنفسهم سيصححون مساراتهم الخاطئة وهي كثيرة جدا".
وشدد الريسوني على أن انشقاق الحركات الإسلامية من حيث الرأي، إلى آراء بعضها يراجع ويفكر ويجدد الوعي، وبعضها يتمسك بموقفه، أفضل من أن يكون الجميع ملتفين حول الغفلة والأفكار الخاطئة والمسارات غير الواعية وغير المتبصرة، فالانقسام في الرأي أفضل من الوحدة على الجمود والركود، يضيف بالقول.