قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، إنه يتم الآن وضع دراسة قومية لمشروع قومى لصناعة المواد الخام التى تدخل فى صناعة الدواء فى مصر.
وأضاف، خلال ورشة العمل التى نظمتها أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بعنوان "تحديات فرص صناعة المواد الخام الدوائية فى مصر"، أن صناعة المواد الخام الدوائية ليست سهلة، ولا يوجد دولة أو شركة تصنع المواد الخام للدواء بشكل كامل، مشيرا إلى أن هناك صراعا شديدا فى الفترة الحالية بين أكبر دولتين فى تصنيع المواد الخام الدوائية فى العالم، وهما الصين والهند.
وأكد تاج الدين أن نحو ثلث المواد التى تدخل فى صناعة الدواء مستوردة وهذا يمثل خطورة؛ حيث إنه من الممكن ألا تصل تلك المواد إلى مصر بسبب الحروب والمشاكل الصناعية، مشيرا إلى أن مصر لا توجد بها مصانع تستطيع العمل فى مجال المواد الخام التى تدخل فى صناعة الدواء.
وأضاف الدكتور عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، أن العالم أجمع به تجربة نتائج البحوث على البشر، مؤكدا أن إصدار قانون التجارب الإكلينيكية لن يحول المصريين لحيوانات تجارب، مؤكدا أن من يعتقد ذلك مخطئ تماما.
وأضاف تاج الدين أن قانون زراعة الأعضاء ظل حبيس الأدراج لـ25 عاما، وحينما تولى زمام وزارة الصحة عرضه على مجلس الشعب وطالب بالموافق عليه قبل أى شىء.
وأشار إلى أنه مر بتجربة مريرة خلال توليه حقبة الصحة، حيث إنه فوجئ فى أول يوم لتوليه الحقبة بنقص شديد فى الإنسولين بمصر، وتغلبت الوزارة عليها آنذاك، مؤكدا أن مصر لو تمكنت من صناعة الإنسولين لن تحتاج لاستيراده من الخارج.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، إن 80% من الأدوية الحديثة الموجودة بالأسواق المصرية قديمة، لكن يحدث شكلها الخارجى كى يتم ترويجها بشكل أوسع.. وأكد أن نسبة كبيرة جدا من الأدوية القديمة ذات فاعلية أكبر فى علاج الأمراض من الحديثة وأسعارها منخفضة.
وأضاف تاج الدين: أطالب الدولة بأن توفر الإمكانيات اللازمة لصناعة المواد الخام التى تدخل فى الدواء، مؤكدا أهمية صناعة الفاكسينات فى مصر فى الفترة المقبلة.
ووجه تاج الدين كلمة للدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، قائلا "ألوم عليكم طول فترة فحص طلبات الحصول على براءات الاختراع الخاصة بمجال الطب"، حيث رد رئيس الأكاديمية قائلا إن هناك اتفاقيات دولية تحكم شروط فحص أى طلب للحصول على براءة اختراع، وإن الأكاديمية تتبعها.
مصر تستهلك 11 مليار جنيه خامات دوائية
وقال الدكتور عادل عبد الحليم، رئيس الشركة القابضة للأدوية، إن صناعة الخامات التى تدخل فى صناعة الدواء موجودة منذ الستينات فى مصر لكن لا يوجد بها أى تطوير، مشيرا إلى أن مصر تستهلك بنحو من 9 إلى 11 مليار جنيه خامات دوائية تدخل سنويا فى صناعة الدواء، مؤكدا أنه يستحيل صناعة كل الخامات التى تدخل بأى دواء يصنع بمصر.. وأضاف أن هناك 15 خامة تصنعها مصر على رأسها الإسبرين، لكن تكلفة المنتج النهائى أعلى من تكلفة صناعة المادة الخام.
مساعد وزير الصحة: 145 مصنعا لصناعة الدواء
وأكد الدكتور طارق سليمان، مساعد وزير الصحة لقطاع الصيدلة، أن مصر تمتلك 145 مصنعًا لصناعة الدواء، و1000 شركة فى مجال التسويق.
وأضاف مساعد وزير الصحة أن حجم الاستثمار بقطاع الدواء فى مصر يبلغ 46 مليار جنيه، مؤكدًا أن صناعة الدواء قضية أمن قومى، يجب الإعداد لها بدراسات إستراتيجية لتخطى التحديات.. وطالب بضرورة أن يكون لدى مصر خطة واضحة لصناعة الدواء من خلال دعم الصناعة الوطنية، وعلى رأسها صناعة المواد الخام الدوائية.
وطالب الدكتور طارق سليمان، مساعد وزير الصحة، بإعادة مناقشة إنشاء خط لصناعة الحقن ذاتية التدمير، مؤكدا أن هذه الصناعة ضرورية جدا فى مصر، مضيفا أن هذه السرنجات ستساعد فى مواجهة فيروس سى والوقاية من الإصابة به والحد من انتشاره، مشيرا إلى أن شركة فاكسيرا كانت تمتلك خط إنتاج كامل لهذا النوع من الحقن لكنه توقف.
أهمية إصدار قنون التجارب الإكلينيكية
وأكد مساعد وزير الصحة أهمية إصدار قانون إجراء التجارب الإكلينيكة على البشر، مشيرا إلى أن هناك لجنة مشكلة من الوزارة مع وزارة البحث العلمى لإصداره، وأضاف مساعد وزير الصحة، خلال ورشة العمل التى تنظمها الأكاديمية بعنوان "تحديات فرص صناعة المواد الخام الدوائية فى مصر"، أن السعودية ولبنان وغيرها من الدول بالمنطقة سبقتنا بمجال التجارب الإكلينيكة، قائلا: "إسرائيل تحتل المرتبة الثانية حول العالم فى إجراء التجارب الإكلينيكة على البشر ومصر لم تصدر القانون بعد"، مؤكدا ضرورة أن تتكاتف جميع المؤسسات بالحكومة لإصدار القانون فى الفترة المقبلة.
وأكد الدكتور مصطفى عبد العزيز، رئيس اللجنة الوطنية للفارماكولوجى بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، أهمية التركيز على مواجهة التحديات فى صناعة المواد الخام الدوائية بمصر؛ لتخفيف العبء عن المجتمع المصرى، مشددا على دور البحث العلمى فى الفترة المقبلة لدعم منظومة الدواء.
وأضاف أن للبحث العلمى دورا مهما فى دعم البحوث فى مجال صناعة المواد الخام الدوائية وتقييم احتمالية إنتاج المواد الخام الدوائية فى مصر، موضحا أن الأكاديمية تدعم العلماء والمخترعين والمبتكرين، وتقف وراء كل عمل جاد، يهدف إلى خدمة وتنمية المجتمع المصرى.
وقال الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، إن هناك العديد من التحديات تواجه صناعة الدواء فى مصر، أبرزها التسعير الجبرى للدواء وغياب التشريعات كتنظيم البحوث الطبية، بالإضافة إلى غياب المراقبة على الدواء وعدم وجود نظام تأمين صحى وكامل لتشجيع صناعة الدواء.
وأضاف أن الأكاديمية تهتم وتركز بالدرجة الأولى على دعم البحث العلمى والدراسات العلمية والتكنولوجية، كما تحرص كل الحرص على المشاركة الفعالة فى معالجة قضايا المجتمع وتنميته وتعميق الاتصال والتعاون مع القطاعات والمؤسسات المختلفة فى مصر، من خلال ما تقوم به من أنشطة وبرامج بحثية ذات مستوى علمى رفيع.
وأكد "صقر" أن الأكاديمية تهتم بالمشكلات التى تواجه المواطن المصرى ومجتمع البحث العلمى، ودعم القدرات العلمية والتكنولوجية، وتعظيم الاستفادة من البحث العلمى، الذى يعتبر بحق أداة العصر لمواكبة التطور السريع فى مجالات الدواء والتناسق والتناغم بين إنتاجه واحتياجه، التى سوف يكون لها الدور الرئيسى فى التحكم فى وسائل تسعير الدواء.