عقد الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، مؤتمرا صحفيا مع الإعلاميين المشاركين فى مقاطعة جوانزو الصينية، استعرض فيه أهم أعمال العام الثقافى المصرى الصينى، وبعض النتائج الإيجابية التى تحققت خلال العام، وأكد حلمى النمنم فى كلمته، أن العام الثقافى المصرى الصينى ليس ختاميا للتعاون المصرى الصينى لكنه بداية للتعاون.
وأضاف حلمى النمنم، فى اللقاء، أنه على المستوى المصرى شهد العام إقامة أكتر من أربعين حدثا فنيا فى الصين ليس على مستوى العاصمة فقط، بل فى العديد من المقاطعات الصينية حيث ذهبنا شمالا إلى مقاطعة نينجشيا فى الشمال الغربى وجنوبا إلى جوانزو وشنغهاى، وقد بدأ العام الثقافى من مصر وكان اختيار مدينة الأقصر هو اختيار الجانب المصرى، فمصر ليست القاهرة فقط ومن هنا كان حرصنا أن تشمل الأنشطة أكبر عدد من المحافظات والمقاطعات فى مصر والصين.
وأضاف حلمى النمنم، العلاقة بين مصر والصين لم تبدأ منذ بالاعتراف الدبلوماسى بين البلدين، فتاريخ العلاقات الثقافية كان أقدم من ذلك، حيث كان الطلاب الصينيون يأتون للدراسة فى مصر، والحقيقة أن الإضافة المهمة فى العلاقات الثقافية بين البلدين هى أن العام الثقافى حول العلاقات الثقافية إلى علاقات مؤسسية بين مؤسسات البلدين الثقافية، ولم تعد مجرد جهود فردية بل أصبحت على مستوى الدولة.
وتابع "النمنم" الثقافة موجودة فى كل شىء حولنا، فهى محيط كامل نعيش فيه ومبادرة الحزام والطريق مهمة ووسائل الاتصالات الحديثة تسهلها وتساعد عليها فعلى سبيل المثال كانت الرحلة من بكين إلى جوانزو تستغرق ثلاث ساعات أما ابن بطوطة فقد قطعها فى عدة شهور، والعام الثقافى لم يكن مجرد تبادلات فنية فقط بل كان تبادلات فكرية أيضا، فالمركز القومى للترجمة قام بترجمة العديد من الكتب الصينية إلى العربية كما نخطط لترجمة عدد من الكتب العربية إلى الصينية، كما يوجد فى مصر ١٧ قسما لتعليم اللغة الصينية فى مختلف الجامعات.
وأشار وزير الثقافة إلى أنه من الكتب التى ستترجم للصينية واحة الغروب لبهاء طاهر، ورواية لجمال الغيطانى، وعزازيل ليوسف زيدان، كما أن الجانب الصينى ممثلاً فى وزارة الثقافة الصينية قدم مجموعة من الكتب لترجمتها، وذلك فى قائمة تشمل 100 عنوان لكتب مصرية سيتم لترجمتها إلى الصينية
وردا على سؤال ما الخبرات التى يمكن أن نستفيدها من هذا العام؟ أجاب "النمنم" الاستفادة كبيرة فنحن رأينا لدى الجانب الصينى فهماً واسعاً للثقافة، فهناك مفهوم تجارة الثقافة وهو يعتبر إلى حد ما مفهوم جديد بالنسبة للكثيرين لكنه جدير بالاعتبار، وقد أقيمت خلال العام الثقافى معارض للحرف التراثية والحرف التقليدية وسعدنا بالتعاون فى هذا الجانب.
وتابع "النمنم" ما قدمناه فى مصر هو ثقافة للعربية جميعا، واللقاء الذى جمع الرئيسين فى ديسمبر من عام 2014 كان بداية الاتفاق على إقامة عام للثقافة المصرية الصينية، وهذا العام نقطة انطلاق لعمل ثقافى مستمر لأعوام قادمة، وبالنسبة لمعرض بكين الدولى الكتاب سوف تساهم فيها مصر بجناح كبير فيه يليق بمكانة مصر والتعاون بين مصر والصين، وأود أن أشير أيضاً إلى أن مجموعة من الإعلاميين فى الوفد القادم إلى الصين قاموا بزيارة اتحاد الكتاب فى جوانزو من أحل تعميق العلاقات على المستوى الإعلامى والفكرى بين البلدين، وقد لمست هنا فى جوانزو تقديراً كبيراً للثقافة المصرية وفى مصر هناك تقدير للثقافة الصينية منذ وقت بعيد واهتمام بالأفكار الصينية منذ ثورة ماو حيث ظهر عندنا فى مصر مجموعة من الشباب الذين أعجبوا بأفكاره وأطلقوا على انفسهم اسم الماويين، وبالمجمل هناك دائماً تقدير للثقافة الصينية فى مصر.
وفى النهاية قال حلمى النمنم، إن اتجاه مصر ناحية الصين لا يعنى قصر الاتجاه كلية نحو الشرق، فهناك توجه ثقافى ناحية الشرق والغرب فمصر متوازنة ومنفتحة فى توجهاتها وعلاقاتها، ونحاول إقامة توازن بين العلاقات، فهناك الآن أنشطة ثقافية مصرية فى الهند وكان على أن أذهب إلى هناك، كما أننا عمقنا علاقاتنا الثقافية بإفريقيا فنحن منفتحون على الجميع، وهناك مواهب وطاقات كبيرة فى مصر وعلى سبيل المثال لا الحصر فرقة التنورة مكونة من بنات فقط فى الأقصر والجمعية العربية تقدم رقصة المولوية بطريقة مبهرة
ومن ناحية أخرى قال وزير الثقافة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن الزيارة للصين لم تكن احتفالا فحسب لكنها فتح لصفحة جديدة من التعاون التقنى والبشرى، وفى هذا السياق أبدى إعجابه بالتكنولوجيا الحديثة المستخدمة فى المتاحف والمكتبات الصينية.
كما أبدى حلمى النمنم، اهتماما بالغا بآليات تقنيات العرض المسرحى بجوانزو، مؤكدا أن وزارة الثقافة ستقوم خلال الفترة القادمة بالاستعانة بوسائل التقنية الحديثة فى العروض المسرحية وماكينات حفظ الوثائق والمستندات وسبل العرض المتحفى، مشيرا إلى أن الوزارة ستسعى إلى جلب تقنية "الهيلوجرام" وتقنية "البروجيكتورات" عالية الجودة، التى تقدم العرض المسرحى بشكل كبير وتساهم فى تقليل نفقات الديكور التقليدى الذى يسبب العديد من المعوقات سواء فى التجهيز أو التخزين والتنقل به من مكان لآخر.
جدير بالذكر أن الحفل الختامى للعام الثقافى المصرى الصينى، سينطلق خلال ساعات، بمسرح أوبرا جوانزو، بالصين، بحضور الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة المصرى، والدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، حيث سيتم تقديم العديد من العروض الفنية المشتركة بين الجانبين المصرى والصينى، وذلك فى تمام الساعة الثامنة بتوقيت الصين، وفى تمام الواحدة والنصف بتوقيت القاهرة.
وكان الكاتب الصحفى حلمى النمنم، شاهد البروفة النهائية لحفل ختام العام الثقافى المصرى الصينى، أمس، حيث تم تقديم العديد من العروض الفنية المشتركة بين الجانبين المصرى والصينى، وأبدى بعض الملاحظات على تفاصيل العروض تتعلق بأداء الفرق المشاركة فى العرض، وتناقش فيها مع الدكتور إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية.
ويتضمن البرنامج رقصة افتتاحية: "رقصة الأسد مع رقصة لينغ تان الحماسية"، ورقصة ""الرقصة الفرعونية"، تقديم فرقة بالية أوبرار القاهرة، والموسيقى الشعبية الصينية"على ضفاف النهر فى ليلة ربعية مقمرة، ورقصة الزار تقديم فرقة بالية أوبرار القاهرة، ورقصة "أنطونيو وكيلوباترا" تقديم فرقة بالية أوبرار القاهرة، بالإضافة لأكروبات "الحياة"، ورقصة شرقية مأخوذة من "كسارة البندق" أداء سحر حلمى وتقديم فرقة بالية أوبرار القاهرة، و"عزيز الشوان:كونشيرتو البيانوـ سلم بى مينور" أداء ميريت حنا، ورقصة "الرقصة القومية المصرية، ورقصى "قطرات المطر تنساب على أوراق الموز" مأخوذة من بالية "ذكريات شاوران"، إلى جانب "نشيد النصر "المأخوذ من أوبراء "عايدة".