خطاب أمريكى بـ"نكهة اشتراكية".. "ترامب" ينادى بـ"إعادة توزيع الثروة".. ويتعهد بفتح المصانع المغلقة.. وناشد المواطنين: اشتروا المنتجات الأمريكية ووظفوا الأمريكيين.. ووصف السياسات السابقة بـ"المجزرة"

ـ الرئيس الأمريكى فى خطاب التنصيب: لفترة طويلة جنت مجموعة صغيرة مكاسب بينما تحمل الشعب التكلفة.. لقد تغير ذلك كله بدءًا من الآن ـ ترامب: انتزعت ثروة الطبقة الوسطى وأعيد توزيعها على العالم.. لكن كل ذلك بات من الماضى ـ الرئيس الأمريكى الجديد: لن نقبل بعد الآن سياسيين يتحدثون ولا يفعلون.. انتهى وقت الكلام الفارغ ـ ترامب يتعهد بهزيمة الإرهاب.. ويؤكد: سنعزز التحالفات القديمة ونبنى تحالفات جديدة ونتحد ضد الإرهاب الذى سنزيله بشكل كامل من على وجه الأرض فى خطاب لافت، حمل الكثير من المبادئ الاشتراكية، بخلاف السياسات التى طالما تبنتها الإدارات الأمريكية المختلفة على مدار عقود، وجه الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب العديد من الرسائل فى كلمته الرسمية الأولى، فور أدائه اليمين الدستورية مساء أمس، تضمنت التأكيد على أهمية إعادة توزيع الثروة على المواطنين كافة، واصفاً السياسات الأمريكية السابقة بـ"المجزرة" التى يجب أن تتوقف. ولخص ترامب سياسته الداخلية خلال خطابه بعبارة موجزة، قائلاً: "اشتروا المنتجات الأمريكية ووظفوا المواطنين الأمريكيين"، مؤكداً ضرورة عودة الهيبة والقوة للصناعة الوطنية وإعادة تشغيل المصانع المغلقة، ورد الحقوق لمن أسماهم بـ"المهمشين" من أبناء الشعب الأمريكى. وبدأ ترامب خطاب التنصيب قائلاً: "رئيس القضاة روبرتس، الرئيس كارتر، الرئيس كلينتون، الرئيس بوش، الرئيس أوباما، أبناء وطنى الأمريكيين، شعوب العالم.. شكرًا لكم، نحن المواطنون الأمريكيين، نجتمع الآن فى جهد وطنى عظيم لإعادة بناء بلادنا واستعادة وعدنا لجميع أبناء شعبنا. معا، سنحدد مسار أمريكا والعالم لسنين عديدة مقبلة، وسنواجه تحديات وسنتحدى صعوبات وسننجز مهامنا". وحرص ترامب فى كلمته على توجيه الشكر للرئيس السابق باراك أوباما وزوجته، قائلاً: "كل أربع سنوات نجتمع على هذه العتبات لنقوم بالانتقال المنظم والسلمى للسلطة، ونحن ممتنون للرئيس أوباما وللسيدة الأولى ميشيل أوباما على مساعدتهما الكريمة خلال هذا الانتقال. لقد كانا رائعين. شكرًا لكما". وتابع: "إلا أن مراسم اليوم لها معنى خاص للغاية. لأننا اليوم لا نقوم بمجرد نقل السلطة من إدارة إلى أخرى، أو من حزب إلى آخر، بل إننا ننقل السلطة من واشنطن العاصمة ونعيدها إلى الشعب.. لفترة طويلة جنت مجموعة صغيرة فى عاصمة بلادنا مكاسب الحكومة بينما تحمل الشعب التكلفة، أزدهرت واشنطن، لكن الشعب لم يحصل على حصة من ثروته.. أزدهر السياسيون، ولكن تركت الأعمال وأغلقت المصانع.. وحمت المؤسسة نفسها لكنها لم تقم بحماية مواطنى بلدنا.. لم تكن انتصاراتهم انتصاراتكم. وبينما احتفلوا فى عاصمة البلاد، لم يكن لدى العائلات التى تعانى فى جميع أنحاء البلاد ما تحتفل به". واستطرد ترامب فى خطاب التنصيب: "لقد تغير ذلك كله بدءًا من هنا والآن، لأن هذه اللحظة لحظتكم وأنتم من تملكونها. إنها ملك كل شخص فى هذا الحشد هنا اليوم وكل شخص فى جميع أنحاء البلاد.. هذا يومكم. وهذا احتفالكم". وفى مغازلة للشعب الأمريكى، قالت ترامب: "ليس ما يهم الحزب الذى يتحكم فى حكومتنا، ولكن ما إذا كان الشعب يتحكم فى حكومتنا. سيذكر يوم 20 يناير 2017 على أنه اليوم الذى أصبح فيه الشعب هو حاكم هذه البلاد مرة أخرى". وأضاف: "الرجال والنساء المنسيون فى بلادنا لن يعودوا منسيين.. الجميع يستمعون إليكم الآن. لقد خرجتم بعشرات الملايين لتكونوا جزءًا من حركة تاريخية لم يشهد العالم لها مثيلاً من قبل.. وفى قلب هذه الحركة إيمان مهم وهو أن البلاد موجودة لخدمة مواطنيها". وتعهد ترامب بتحقيق خدمات ونهضة جديدة للولايات المتحدة، قائلاً: "الأمريكيون يريدون مدارس عظيمة لأطفالهم، وأحياء آمنة لعائلاتهم ووظائف جيدة لهم، إن هذه هى المطالب العادلة والمنطقية لشعب على حق. لكن بالنسبة للعديد من مواطنينا هناك واقع مختلف.. أمهات وأطفال يحاصرهم الفقر في مدن الداخل، ومصانع ضربها الصدأ منتشرة مثل شواهد القبور فى جميع أنحاء بلادنا. ونظام تعليمى يمتلك الكثير من المال ولكن يترك شبابنا وطلابنا الرائعين محرومين من المعرفة. والجريمة والعصابات والمخدرات التى سرقت حياة العديدين وحرمت بلادنا من الكثير من المقدرات غير المستغلة". وأكد ترامب ضرورة توقف ما أسماه بـ"المجزرة الأمريكية" بشكل فورى، قائلاً: "يجب أن تتوقف هذه المجزرة الأمريكية حالاً وفورًا.. نحن أمة واحدة. الآمهم آلامنا. وأحلامهم أحلامنا، ونجاحهم نجاحنا. نحن نتقاسم قلب واحد ووطن واحد ومصير مجيد واحد.. إن قسم الرئاسة الذى أؤديه هو قسم الولاء لجميع الأمريكيين". وفى انتقاد صريح لسياسات إدارة أوباما على مدار السنوات الثمانى الماضية، تابع ترامب: "طوال عقود مديدة، قمنا بإثراء الصناعة الخارجية على حساب الصناعة الأمريكية، وقدمنا الدعم المالى لجيوش دول أخرى بينما سمحنا بالتدهور المحزن جدًا لجيشنا.. دافعنا عن حدود دول أخرى بينما رفضنا الدفاع عن حدودنا. وأنفقنا ترليونات وترليونات الدولارات فى الخارج بينما تقادمت البنى التحتية الأمريكية وأصبحت متدهورة ومتداعية.. لقد جعلنا دولاً أخرى غنية بينما اختفت ثروة وقوة وثقة بلادنا". وواصل ترامب خطابه اللاذع، قائلاً: "واحد تلو الآخر أغلقت المصانع أبوابها وغادرت أراضينا، دون التفكير للحظة واحدة بملايين وملايين العمال الأمريكيين الذين تتركهم وراءها.. لقد انتزعت ثروة الطبقة الوسطى لمواطنينا من منازلهم، وأعيد توزيعها على العالم بأكمله.. لكن كل ذلك بات من الماضى. والآن أصبحنا نتطلع فقط إلى المستقبل". وفى رسالة للمجتمع الدولى للتأكيد على اعتزام إدارته اتباع نهج جديد مخالف للرئيس السابق باراك أوباما، قال ترامب: "نحن المجتمعون هنا اليوم نصدر مرسومًا جديدًا يجب أن تسمعه كل مدينة وكل عاصمة أجنبية وكل دائرة سلطة.. من هذا اليوم فصاعدًا ستحكم رؤية جديدة بلادنا. من هذه اللحظة فصاعدا ستكون أمريكا فقط أولاً.. وكل قرار حول التجارة والضرائب والهجرة والشئون الخارجية سيتخذ لصالح العمال الأمريكيين والعائلات الأمريكية، يجب أن نحمى حدودنا من الآثار التخريبية للدول الأخرى التى تصنع منتجاتنا وتسرق شركاتنا وتدمر فرصنا الوظيفية. إن الحماية ستقود إلى ازدهار عظيم وقوة عظيمة". واستطرد: أمريكا ستعود لتحقق الفوز مرة أخرى، وستفوز كما لم تفعل ذلك من قبل سنعيد وظائفنا. وسنعيد حدودنا. وسنعيد ثروتنا. وسنعيد أحلامنا، سنبني طرقًا جديدة، وطرقًا سريعة جديدة، وجسورًا ومطارات وأنفاقًا وخطوط سكك حديد فى جميع أنحاء بلادنا الرائعة. سنرفع مواطنينا عن قوائم المعونات ونعيدهم إلى العمل ونعيد بناء بلادنا بأيدى أمريكية وبعمال أمريكيين". ولخص ترامب خطته لإدارة البلاد قائلاً فى خطاب التنصيب: "سنتبع قاعدتين بسيطتين.. اشتروا المنتجات الأمريكية، ووظفوا المواطنين الأمريكيين". وتعهد ترامب فى كلمته الرسمية الأولى بالقضاء على الإرهاب، قائلاً: "سنسعى إلى صداقات وحسن نوايا مع دول العالم، ولكننا سنفعل ذلك على أساس الفهم بأن من حق جميع الشعوب أن تضع مصالحها أولاً. نحن لا نسعى إلى فرض طريقة حياتنا على أحد، لكننا نسعى إلى جعلها تشرق كمثال يحتذى به الجميع.. سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة ونوحد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامى المتطرف الذى سنزيله بشكل كامل من على وجه الأرض". واستشهد ترامب بنص من "الكتاب المقدس"، قائلاً: "ما أجمل أن يعيش شعب الله معًا فى اتحاد"، وتابع: "يجب أن نقول آراءنا بصراحة، ونناقش خلافاتنا بصدق، ولكن يجب أن نسعى دائمًا إلى التضامن. وأضاف: عندما تكون أمريكا موحدة فلا شىء يقف فى وجهها ، يجب ألا يكون هناك أى خوف، نحن محميون وسنكون دائماً كذلك. سنكون فى حماية الرجال والنساء العظماء فى جيشنا وهيئاتنا، والأهم أن الرب سيحمينا". وجدد ترامب انتقاداته الضمنية للإدارات الأمريكية السابقة خلال الخطاب، قائلاً: "لن نقبل بعد الآن سياسيين يتحدثون ولا يفعلون، ويشتكون دائمًا ولكن لا يفعلون شيئًا لعلاج ذلك.. لقد انتهى وقت الكلام الفارغ. دقت ساعة العمل، ولا تسمحوا لأى شخص أن يقول لكم أن ذلك ليس ممكنًا". وردًا على تهم العنصرية التى طالته خلال الفترة التى تلت انتخابه، قال ترامب: "حان الوقت لنتذكر الحكمة القديمة بأن جنودنا لن ينسوا مطلقًا سواء كنا سودًا أو داكنى البشرة أو بيضًا فإننا سننزف نفس الدم الأحمر الذى يبذله الوطنيون، وسنستمتع بنفس الحريات المجيدة، وسنحيى نفس العلم". واختتم ترامب كلمته قائلاً: "معًا سنجعل أمريكا قوية مرة أخرى، وسنجعلها ثرية مرة أخرى، وسنجعل أمريكا فخورة مرة أخرى، وأمنة مرة أخرى، وعظيمة مرة أخرى".










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;