على منصات الموضة العالمية استطاع المصممون العرب أن يجدوا لنفسهم طريقا مختلفا، ينافسون فيه كبار مصممى الأزياء من حول العالم، لم يكن أحدهم يتوقع أن كل محاولاته للوصول إلى منصات الموضة العالمية ستنتهى بالنجاح، قصص كثيرة ومغامرات أكثر خاضها عدد لا بأس به من المصممين العرب، لكى يصلوا إلى ما هم عليه الآن، لم يكن زهير مراد وإيلى صعب وحدهما من استطاعا أن يتوجا على عرش الموضة العالمية من صفوف العرب، بل إذا بحثت فى دفاتر أسابيع الموضة العالمية وكبار أحداثها ستجد العشرات من المصممين والمصممات الذين استطاعوا أن يخترقوا الحاجز الذى صنعه كبار مصممى الأزياء فى العالم، فهناك الكثير منهم استطاع أن يجد له طريقاً وتعلم الموضة على أصولها على يد كبار مصممى الأزياء العرب وكذلك الأجانب.
لم يكتف كذلك مصممو الأزياء العرب بالمشاركة فى أسابيع الموضة العالمية، بل استطاعوا أن يحصلوا على مقاعد داخل كبار هيئات الموضة العالمية، فمن بينهم وصل إيلى صعب إلى مقعد باللجنة المنظمة لأسبوع الموضة فى ميلانو، وكذلك إلى عضوية نقابة الهوت كوتور المنظمة للأسبوع سنوياً، وهو ما يؤكد أن المصممين العرب اخترقوا الحاجز المنيع ووصلوا إلى العالمية.
زهير مراد...
زهير مراد أحد أشهر مصممين الأزياء العرب، والذى قدم مجموعة متميزة رائعة وغير تقليدية على مدار سنوات كثيرة، منذ أن افتتح أول مشغل له فى بيروت عام 1995، كما استطاع أن يحصل على دروس فى الموضة بباريس.
لم يقتصر هذا الأمر على تقديمه الكثير من التصميمات لكبار النجمات على مستوى العالم مثل جينيفر لوبيز، تايلور سويفت، فانيسا ويليامز، سلمى حايك، وشاكيرا وغيرهن كثير، بل استطاع كذلك أن يشارك فى أسابيع الموضة العالمية، كذلك انضم المصمم اللبنانى الأصل إلى ماركة الأزياء العالمية، Mango ليقوم بتنفيذ مجموعة من الأزياء الخاصة بالماركة، كما استطاع فى الفترة الأخيرة أن ينافس كبار مصممى الأزياء العالميين مثل "فالنتينو" و"جورجو أرمانى".
إيلى صعب...
أيقونة الموضة العربية الذى انتقل بسرعة الصاروخ إلى المنصات العالمية، لم يعد هو هذا الشاب اللبنانى الذى يحيك فساتين شقيقاته من أقمشة الستائر، بل هو الآن أحد أشهر مصممى الأزياء العرب، بدأ مشواره مع الموضة بدراسة تجاوزت الـ12 شهراً فى باريس، تقابل خلالها مع كبار مصممى الأزياء العالميين، وتعلم كيف تكون الصناعة من خلال دور الأزياء الكبيرة.
أصر إيلى صعب أن يصل إلى القمة، حيث كان أول مصمم غير إيطالى ينضم إلى اللجنة المنظمة لأسبوع الموضة فى ميلانو، كما استطاع أن يجد لنفسه مكانا فى غرفة النقابة دى لاهوت كوتور، المسئول عن تنظيم أسبوع الأزياء الراقية الذى يقام فى باريس سنوياً.
طونى يعقوب..
ولد مصمم الأزياء اللبنانى "طونى يعقوب" بلبنان، وبدأ تعلم أصول الأزياء والموضة فى باريس عام 2002، واستطاع أن يصقل موهبته بكثير من التعلم، لم يكتف بأن يكون مصمما عربيا شهيرا، بل حصل على الكثير من الكورسات والدروس التى أهلته فى الوصول إلى عالم الموضة العالمية.
بدأ يعقوب مسيرته من دبى فى عام 2005، بتصميم فساتين لأفراد العائلة والأصدقاء فى عام 2005، وفتح أول عرض له فى لبنان، وبعد خمس سنوات فقط من هذا التاريخ أصبح واحدا من الأسماء الهامة فى صناعة عالم الأزياء الراقية بباريس، يعتمد طونى فى تصميماته على الأقمشة الفاخرة والتى يختارها بعناية فائقة، كما استطاع العام قبل الماضى أن يقدم مجموعة رائعة من الأزياء الجاهزة للارتداء فى باريس.
رانى زخيم
اللبنانى الذى طرق أبواب الموضة العالمية، استطاع أن يحصل على يتوج على عرش الموضة، بأزياء راقية بدأ تنفيذها فى عام 2013، وشاركت فى عرض أزياء الموضة العالمية للأزياء الراقية بباريس.
لم تكن هذه هى المشاركة الوحيدة له فى عالم الموضة العالمية، بل استطاع أن يشارك فى العديد والعديد من عروض الأزياء فى باريس وميلانو وغيرها من العروض الأخرى.
على الجانب الآخر ستجد أن الموضة العالمية هى الأخرى تأثرت كثيراً بالذوق العربى، ومنها المجموعة الجديدة لمصمم الأزياء العالمى لـ"فالنتينو" فى أسبوع موضة الأزياء الراقية المنعقد حالياً فى باريس، ولم يكن هذا هو الظهور الأول للأزياء التراثية فى عالم الموضة، بل قام الكثير من المصممين العالميين فى الأسابيع العالمية باعتماد خطوط تراثية تعود لأصل عربى فى تصميماتهم، وهو ما يؤكد التأثير الذى أضافته الخطوط العربية والتراثية على منصات الموضة العالمية، والتى ظهرت واضحة فى اختيارات أكبر مصممى أزياء العالم، بداية من التراث المصرى، إلى العباءات بالنقوش المغربى وحتى تصميم عباءات سوداء تناسب المحجبات وتتميز بالخطوط الشرقية الواضحة.
