حقق الفيلم الوثائقى الفرنسى "السلفيين" جدلا كبيرا بسبب ما يحتويه من مشاهد دموية، وأفكار متطرفة تتبناها الجماعات الإرهابية من مختلف الانتماءات، وأشارت صحيفة "لو موند" الفرنسية إلى أن العمل الوثائقى، يحتوى على أحاديث وحوارات حقيقية للتكفريين، ويستعرض آراء مفكرى الإرهاب فى موريتانيا ومالى وتونس والعراق بعد عام 2012، ويسمعها المشاهد بوضوح، كما يظهر أيضاً كيفية تطبيقهم للشريعة بوجهة نظرهم فى الحياة اليومية، إضافة إلى معاملة الشرطة الإسلامية التابعة لهم للنساء والتى يلاقين التعذيب على أيديهم بسبب عدم ارتداء الحجاب، والالتزام بالملابس الإسلامية.
منع القاصرين من مشاهدة الفيلم لكثرة مشاهد الدماء
قالت الصحيفة الفرنسية، إن قرار منع القاصرين من مشاهدة الفيلم قد يرجع إلى المشاهد الدموية التى تعرض كاملة دون قص شىء منها، وعلى رأسها ذبح الرهائن، وقطع يد السارقين وإقامة الحدود علنيا فى الميادين العامة، وأنه يعرض فيديوهات الدعاية الخاصة بتنظيم داعش بجانب صور التقطها بعض المصورين ابتداء من هجمات 11 سبتمبر 2001 وحتى الهجوم ضد مجلة "شارلى إيبدو"، و "السلفيين" من إخراج فراسوا مارجولا والصحفى الموريتانى الأمين سالم.
قرار وزيرة الثقافة الفرنسية أثار الجدل
كما أن قرار منع القاصرين لمشاهدة العمل الذى أقرته أمس وزيرة الثقافة الفرنسية فلور بليرين أثار الدهشة وخاصة كونه فيلما فرنسيا، حيث إن هذا القرار عادة ما يطبق على الأفلام التى تحتوى على مشاهد إباحية أو شديدة العنف، غير أنه نادرا ما يطبق على الأفلام الوثائقية فى فرنسا، حيث إنها من أهم الدول التى تصارع لتحقيق التوازن بين حرية الرأى والتعبير والأمن القومى معاً، وتضاربت آراء المشاهدين بعد صدور القرار واصفينه بالتقييد وعد تطبيق الحرية التى تتمتع بها البلاد، بينما يرى آخرون أنه لا يمكن لشاب أو فتاة قاصرين أن يملئوا أفكارهم بهذه المعتقدات ويروا تلك المشاهد الدموية.
وزيرة الثقافة تمنع القاصرين من مشاهدة العمل
جدير بالدكر أن وزيرة الثقافة الفرنسية فلور بليرين قررت أمس الأربعاء، منع عرض فيلم "السلفيين" لمن هم دون الثامنة عشر، وهو عمل وثائقى يستهدف المتشددين الإسلاميين، ويدور حول الإسلام الراديكالى، حسب تصريحات نقلتها إذاعة "بى اف ام تى فى " الفرنسية.
ووفقاً للإذاعة الفرنسية قالت وزيرة الثقافة، فى بيان لها، "قررت أن أتبع قرار لجنة تصنيف الأفلام التى أشارت إلى ضرورة منع المراهقين من دون الثامنة عشرة من مشاهدة الفيلم، وذلك بعد تقييمها له، لما يحمله من مشاهد للعنف، والخطب الدينية المتطرفة، وأبرز عبارات قادة التنظيمات الإرهابية والتى على رأسها القاعدة، كما تم إرفاق تحذير بالفيلم بشأن مضمونه قبل عرضه".