استراحة رؤساء الجمهورية بأسوان، هي من أهم المعالم بتلك المدينة السياحية، ولكن لم يعد لها قيمة على الإطلاق خلال تلك الفترة، ويكتفى بالنظر إليها من بعيد، ورغم ذلك فإن هناك حراسة مخصصة.
فتقع استراحة رئيس الجمهورية خلف خزان أسوان، وهي استراحة ضمن مجموعة استراحات بناها الروس خلال عملهم بخزان أسوان، فمبارك كان لا يفضل الجلوس فيها، وكان يقضي فترة جلوسه في أسوان بأحد الفنادق، اما الرئيس السادات التقى كيسنجر هناك، وعلم بانتفاضة عيش الخبز خلال إجراءه حوار مع صحيفة لبنانية هناك.
أما الزعيم جمال عبد الناصر تواجد فيها يوم وصلته هتافات عمال السد العالي وهم ينادون باسمه خلال تواجده فيها، بعد أن أصدر قراره بصرف مكافأة شهر لهم، ولكن صارت الاستراحة حاليًا مكانًا مهجورًا ولا يفضل رؤساء الجمهورية الجلوس فيه.
فدائما ما كان الصعيد بشكل عام، واسوان بشكل خاص مهملة من قبل الرؤساء السابقين، ولم يولى لها أحد اهتمام، ولكن عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي ليطبع قُبلة اهتمام على وجه الصعيد المنسي بزيارة تستمرت لأكثر من يومين لأسوان ناقش فيها الشباب خلال مؤتمر "ابدع..انطلق".
الزعيم جمال عبد الناصر والصعيد : زار عبد الناصر محافظة قنا مرتين، الأولى في عام 1952، واحدة عندما ألقى خطبته الشهيرة، عندما كان يسلّم العقود الخاصة بالأراضي الزراعية بقصر البرنس يوسف كمال، وكان يقيم في تلك الفترة بشركة السكر بنجع حمادي ليلتف حوله المزارعين ويهتفون له.
وسار عبد الناصر في شوارع مدينة نجع حمادي، وقراها في الطريق ما بين المدينة ومقر إقامته بشركة السكر سيرًا على الأقدام، وبجواره المزارعين وعامة الشعب، بعد أن سلمهم العقود الخاصة بالأراضي بعد انتزاع ملكيتها من البرنس يوسف كمال.
والمرة الثانية في عام 1954، خلال نكبة السيول التي دمّرت اليابس والأخضر؛ ليتفقد مع مجلس قيادة الثورة مخيّمات الحرس الوطني التي أقامتها المحافظة، لتأوي المواطنين بعد تلك النكبة، وبعدها استقبل العديد من المسؤولين للتبرع لصالح أهالي قنا.
وفى اسوان فى ٩/١/١٩٦٠، جاءت كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى أسوان بمناسبة البدء فى بناء السد العالى:" أيها المواطنون: الحمد لله فهذا هو السد العالى؛ سدكم العالى الذى طال انتظاركم له وعملكم من أجله، هذا هو السد العالى الذى كافحت الأمة العربية كلها على اختلاف شعوبها لتراه يتحقق، وإنه ليسعدنى ويسعدنا جميعاً أن يشترك معنا فى هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جلالة الملك محمد الخامس (هتاف).. يشترك معنا فى هذه المناسبة جلالة الملك محمد الخامس ملك المملكة المغربية الشقيقة المكافحة؛ التى كافحت تحت قيادته فى سبيل استقلالها وحريتها وكرامتها، واستطاعت أن تحصل بقيادته على الحرية والكرامة والاستقلال.
الرئيس جمال عبد الناصر يفتتح محطة كهرباء خزان اسوان بتاريخ 10 يناير 1960 from SAMIR ABBAS on Vimeo.
وفي أبريل 1978 زار الرئيس محمد أنور السادات محافظة أسوان حيث سلّم عقود تمليك ١٥٠٠ فدان كدفعة أولى لأبناء النوبة التي استقبلها أهلها بالترحاب والرقص، ليبدأ في اليوم التالي من زيارته وضع حجر الأساس لمصنع الحراريات.وواصل الرئيس لليوم الثالث جولته الميدانية لمشروعات الأمن الغذائي وغزو الصحراء في نطاق الاستراتيجية العامة للثروة الخضراء.
وفي 19 أبريل تفقد أقسام مستشفى سوهاج، للاطمئنان على المرضى، وأعلن الرئيس في لقائه بالقيادات السياسية والشعبية والتنفيذية بمحافظة سوهاج أنه سيعطي الأولوية في التعمير والتصنيع لمحافظات الصعيد.
أما الرئيس الأسبق حسنى مبارك قام بزيارة لمحافظة سوهاج لافتتاح عددًا من المشروعات الخدمية والإنتاجية برفقة المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد كبير من الوزراء، وقال الرئيس الأسبق مبارك إنه يهتم بالصعيد منذ أن كان ضابطًا بالقوات الجوية، حيث كان يزور محافظات الصعيد قبل توليه مهامه كرئيس للجمهورية، وأشار إلى الحالة السيئة والظروف الصعبة التى كانت تشهدها محافظات الصعيد حيث النقص الكبير فى الخدمات وموارد المياه والتليفونات والمياه والصرف الصحى والطرق والمبان وغيرها التى لم تكن كافية، كما أشار الى أن هناك أشياء كثيرة لم تكن موجودة فى الصعيد بينما أصبح الآن منطقة جذب للمستثمرين.
أما الرئيس الرئيس عبدالفتاح السيسي، فزيارته لمدينة أسوان حظت باهتمامًا عاليًا من الصحافة المصرية والأجنبية، تلك الزيارة الثانية للصعيد بعد زيارته الأخيرة لمحافظة أسيوط، لافتتاح محطة كهرباء لتوفير الطاقة لمحافظات الوجه القبلي، والتي وصفها مراقبون وسياسيون أن زيارة السيسي تضع تنمية الصعيد نُصب عينيه الفترة المقبلة.
ومساء أمس، بدأت فعاليات المؤتمر الوطنى الشهرى للشباب بمحافظة أسوان فى دورته الثالثة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، و ١٣٠٠ شاب وفتاة من محافظات الصعيد، وبرعاية مؤسسة الرئاسة، لمناقشة عددًا كبيرًا من القضايا، إضافة إلى عدد من المبادرات الخاصة بالصحة والتعليم وتنمية السياحة سيتم إطلاقها فى الصعيد، إضافة إلى مناقشة "انتخابات المحليات" ودور المحليات فى الصعيد، والتمكين السياسى.
وخرج السيسي عن المألوف خلال زيارته لأسوان، حيث استقل مع قرينته عربة "الحنطور"، وظلا طوال الرحلة التي استغرقت 20 دقيقة وحتى العودة للفندق يشيران بأيديهما للسياح والمصريين الذين فوجئوا بالرئيس يتنزه بينهم مستقلا الحنطور، في رسالة إلى أن مصر بلد الأمن والأمان، وأنه كرئيس لمصر يتنزه بحنطور وسط مدينة أسوان الجميلة، ويستقل الحنطور للتمتع بجمال النيل وكورنيش محافظة أسوان، أحد المقاصد السياحية المهمة.