أعلنت الأمم المتحدة، أن محادثات جنيف ستبدأ اليوم بلقاء المبعوث الأممى إلى سوريا مع وفد الحكومة السورية، المشارك فى المفاوضات برئاسة بشار الجعفرى مندوب سوريا الدائم فى الأمم المتحدة، وأكدت المعارضة السورية أنها لن تشارك فى محادثات السلام التى ترعاها الأمم المتحدة فى جنيف، للتوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية.
ودعت الأمم المتحدة أطياف المعارضة السورية المنبثقة على مؤتمر الرياض إلى الحضور لجنيف لإيجاد حل سياسى للأزمة فى البلاد، فيما قالت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة، إنها لن تشارك فى المباحثات إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق يسمح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة من قبل القوات الموالية للرئيس السورى بشار الأسد.
وتحاول المعارضة السورية تحقيق مكاسب على الأرض قبيل مشاركتها فى المفاوضات، التى من المقرر أن تستمر لمدة 6 أشهر للتوصل لصيغة توافقية بين المعارضة ونظام الأسد، لوضع خارطة طريق تحل الأزمة السورية سياسيًا.
وقال عضو فى الهيئة العليا للمفاوضات، جورج صبرا: "من المؤكد أننا لن نتوجه إلى جنيف، ولن يكون هناك وفد" فى اليوم الأول من المباحثات الجمعة، فيما أكد المنسق العام لهيئة التنسيق السورية المعارضة،حسن عبد العظيم، أن مجموعة أخرى من ممثلى المعارضة ستتوجه كذلك إلى جنيف.
وأوضح عبد العظيم، أن أقلية من أعضاء هيئة المفاوضات هى التى ما زالت ترفض الذهاب إلى جنيف، بسبب ضغوط من دولة فى المنطقة.
وربط موقف المعارضة السورية المنبثقة عن مؤتمر الرياض مشاركته بعدة شروط؛ منها فك الحصار عن بعض المدن وإيصال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين، وهو ما يعزز موقف نظام بشار الأسد الذى وافق على المشاركة فى المباحثات للتوصل لحل للأزمة التى دخلت عامها الخامس.
ويحاول المبعوث الأممى إلى سوريا "ستيفان دى مستورا" البدء بمحادثات "تقارب" غير مباشرة بين أطراف الصراع، وينصب الاهتمام حاليًا على وقف واسع لإطلاق النار، والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية، ووقف التهديد الذى يمثله تنظيم داعش، إضافة لتسوية الصراع فى البلاد على أن يشمل فترة انتقالية تنتهى بانتخابات، تماشيًا مع قرار صادر عن مجلس الأمن الشهر الماضى.
فيما أعلنت روسيا وإيران اعتبار وفد المعارضة السورية المنبثق عن المؤتمر ممثلاً وحيدًا لأطياف المعارضة، فقد أعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات فى المعارضة السورية رياض حجاب "أنهم وفد واحد لتمثيل المعارضة هو الهيئة العليا للمفاوضات، وأى كلام غير هذا سيدفع الهيئة إلى عدم المشاركة فى مفاوضات جنيف".
من جهة أخرى، قال حجاب إنه تلقى تأكيدات من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أن وفد الهيئة العليا سيكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة فى مفاوضات جنيف، مؤكدًا أن بقية المشاركين تم دعوتهم بصفة شخصية كمستشارين له.
فيما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن اتهامات ممثلين عن المعارضة السورية لروسيا بمحاولة إفشال مفاوضات جنيف "هراء كامل".
وأكدت زاخاروفا، فى مؤتمر صحفى الجمعة، أن روسيا كانت تدعو منذ البداية إلى الحوار بين دمشق وممثلى المعارضة السورية، وتسوية الوضع سياسيًا ودبلوماسيًا.
ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية كل الأطراف السورية إلى المشاركة فى مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة، من أجل البحث عن السبل الفعالة لإيجاد تسوية سياسية فى سوريا.
وقالت ماريا زاخاروفا، إن وفد الحكومة السورية قد وصل إلى جنيف، ويقوم بإجراء اتصالات وثيقة مع الأمم المتحدة والخبراء الموجودين هناك، مضيفة أن خبراء روس يعملون فى جنيف.