قالت منى مكرم عبيد، خلال الندوة التى أقيمت بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة مذكرات "مكرم عبيد"، إن الطبعة الأولى للمذكرات نشرت عام 1990، موضحة أن الذى شجعها على الطبعة الثانية هو وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور، باعتباره أحد أبرز الرموز الوطنية الذين رسخوا مبدأ المواطنة.
وأوضحت منى أن محمد حسنين هيكل، قال إن مكرم عبيد أخذ أقل مما يستحق فى الاعتراف بدوره فى تثمين رابطة الوطنية المصرية "وفى صميمها فكرة المواطنة"، من حيث إنه المسيحى القبطى المتمثل لروح الحضارة العربية، الذى استطاع لسنوات طويلة من أواخر العشرينات وطوال الثلاثينات وحتى بداية الأربعينات، أن يجعل من نفسه ومن دوره رمزا بالغ الأهمية فى الحياة السياسية المصرية وإذا كان مصطفى النحاس زعيم الوفد، لكن قيادة الوفد الفعلية كانت لمكرم عبيد ولقب بـ"المجاهد الكبير"، واستحق هذا الوصف من ناحية السياسة الأوسع، وكان ذلك حتى باللاوعى تجسيدا حيا لتجاوز دينين على أرض وطن واحد، فى ظروف لم يترسخ فيها بعد مفهوم الوطنية ولم يتأكد فيها بعد معنى المواطنة.
وأشارت الدكتور منى، إلى أن مكرم عبيد تقلد منصبا مهما فى حزب وفد الحركة الوطنية، خاصة بعد وفاة الزعيم سعد زغلول ، مشيرة إلى أن نفيه إلى جزيرة سيشل لإيمانه بالحركة الوطنية التى يتزعمها الزعيم سعد زغلول، ومن هنا جعله سعد زغلول ابنه بالتبنى.
وأكدت منى مكرم، أن مكرم عبيد أتقن اللغة العربية، من خلال تلاوة القرآن الكريم، وهذا الأمر جعله من أبرز الخطباء المصريين فى ذلك الوقت.
وسردت الدكتورة منى، بعده العربى من خلال سفره الدائم إلى بلاد الشام وسوريا وفلسطين، موضحة أن الاحتفاء به ليس لكونه مصريا أو سكرتيرا لأكبر حزب فى ذلك الوقت، إنما لكونه من أوائل السياسيين المصريين الذين سافروا إلى البلاد العربية.
كما ألقت منى مكرم عبيد الضوء على صداقة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بمكرم عبيد، قائلة إن عبد الوهاب كان يقول عن مكرم أنه صوته جميل جداً، مضيفة أن رجل سياسى موسوعى.
كما قالت منى إنه تخرج من جامعة أكسفورد كانت شهادته تعادل شهادة الدكتوراه، موضحة نتيجة مختلف اللغات بعثه سعد زغلول لإجراء مفاوضات مع الإنجليز، وأيضا بعثة مصطفى النحاس باشا لإجراء مناقشات مع انجلترا بالنسبة إلى الاستقلال الدستور.
وتوجهت منى مكرم عبيد الشكر لهيئة العامة المصرية للكتاب لإعادة نشر مذكرات مكرم عبيد، موضحة أن من المفترض على الشباب قراءة السير الذاتية لزعماء مصر، أمثال مكرم عبيد، مؤكد أن الشباب يعلمون فقط عن مكرم عبيد اسمه على شارع فى مدينة نصر.
وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، إن مناسبة مناقشة مذكرات مكرم عبيد، جاءت من أجل إعادة التنشيط الذاكرة الوطنية فى أفضل لحظاتها، موضحا أن العصر الليبرالى المصرى جاء فى أواخر القرن التاسعة عشر إلى أوائل القرن العشرين، مضيفا أن أحمد بهاء الدين أطلق على مكرم عبيد لقب الفارس الذهبى للعصر الليبرالى.
وأوضح الدكتور سعد الدين أن العصر الليبرالى، فكر وحرية الإبداع وديمقراطية وعدالة، وبهذا المعنى جسمها مكرم عبيد فى أفضل صورها.
وأشار سعد الدين إلى أهمية دور مكرم عبيد العربى، حيث أنه تنبأ فى رحلته إلى دول العربية والتى منها فلسطين وسوريا، على رفع شعار القومية العربية، على أساس أن تكون مصر رائدة لهذا الإطار الإقليمى لتكن بذرة لإنشاء جامعة الدولة العربية.
وأوضح أن مكرم تنبأ إلى أهمية البعد الاجتماعى فى حركة الاستقلال السياسى بدون عدالة اجتماعية، حيث أنه دعا إلى إنشاء مراكز وجمعيات لرعية الفقراء وحث الأغنياء لتخصيص جزء من ثرواتهم لصالح الفقراء.
وأشار سعد الدين، أن مكرم عبيد أدرك أن الاستقلال السياسى لا يحدث بدون الاستقلال الاقتصادى، موضحا أنه حث طلعت حرب لإنشاء بنك مصرو مصانع وشركات مصرية وتدريب المصرين على العمل فى البنوك.
كما أوضح سعد الدين أن مكرم عبيد دعى إلى تمصير الصناعات، موضحا أن كل الصناعات فى ذلك الوقت كانت لصالح الأجانب، كما أنه أكد مكرم عبيد كان ديمقراطى وفدى حتى النخاع.
وأضاف سعد الدين، أن مكرم عبيد كان على صلة قوية بسعد زغلول ووضعته هذه الصلة على وجود صراع وطنى بينه وبين فؤاد سراج الدين، وبشهادة سراج الدين قال عنه: "مكرم عبيد خصم شريف وخطيبا قويا ومحاميا عظيما".