وصف محمد العريان، الخبير الاقتصادى العالمى، كبير المستشارين الاقتصاديين لدى مجموعة أليانز الألمانية، قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يحظر مؤقتا دخول مواطنى سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لأجل غير مسمى، بأنه معالجة متحجرة لقضية مهمة، وأنه مخرب للاقتصاد.
وأصدر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجمعة الماضية قرارا بحظر رعايا 7 دول من دخول الولايات المتحدة، وهي: العراق وسوريا واليمن وإيران وليبيا والصومال والسودان، لمدة 3 أشهر، مع استثناء حملة التأشيرات الدبلوماسية والرسمية، الذين يعملون لدى مؤسسات دولية.
وقال العريان، الذى يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية، فى مقال نشرته شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إن بعض القرارات الجرئية والسياسات قد تتسم بمميزات، ولكن قرار حظر السفر الذى أصدره ترامب يوم الجمعة ليس من بينها، مشيرا إلى أن هناك شكوك حقيقية فى مدى فعالية القرار فى تحقيق هدفه المتمثل فى منع الإرهاب.
وتابع: سيسبب -القرار- الكثير من المخاطر والتداعيات غير المتعمدة والتى ستؤدى فى نهاية المطاف إلى أضرار كبيرة لأمريكا، وسيتبين أنه غير مثمر ومضر للأمن القومى، والاقتصاد والسلطة الأخلاقية والقيم الأمريكية وهيبتها أمام العالم.
وشكك الخبير الاقتصادى العالمى، أيضا فى مزايا القرار حتى على الصعيد المحلى، مؤكدا أنه يهدد بالإضرار بمصداقية وفعالية مبادرات السياسات المستقبلية للبيت الأبيض.
ووصف العريان قرار ترامب بأنه "نهج حاد للغاية فى قضية مهمة"، مشيرا إلى أن بعض التقارير الأولية حول التنفيذ المبدئى للقرار أوضحت أن حاملى التأشيرات المتعددة، وكذلك حاملى البطاقات الخضراء، وأصحاب الجنسيات المزدوجة تم منعهم من الدخول فى المطارات الأمريكية، أو تم منعهم من ركوب الطائرات المتجهة إلى أمريكا، وكان من بين هؤلاء أشخصاص يعيشون بصورة قانونية منذ سنوات عديدة فى الولايات المتحدة، وهم أفراد منتجون ومندمجون فى مجتمعاتهم المحلية.
ومستدلا بتقرير "جوجل" العالمية، نوه العريان إلى أن أكثر من 100 موظف بالشركة مسافرين خارج الولايات المتحدة، تضرروا من القرار، مضيفا أن القرار يشمل أيضا العاملين بالولايات المتحدة من الدول التى ينطبق عليها الحظر والذين يدفعون الضرائب التى تساهم فى الناتج القومى للبلاد، وسيتم ترحيلهم بموجب القرار.
ولفت العريان إلى أن هناك ضبابية حول ما إذا كان قرار الحظر سينطبق أيضا على هؤلاء الذين يعملون فى مؤسسات عالمية تستضيفها الحكومة الأمريكية على أراضيها، مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، مشيرا إلى أن هذا الغموض قد يدفعهم لعدم مغادرة ابللاد خوفا من عدم دخولها مرة أخرى، مما يحد من كفاءة تلك المؤسسات.
وأضاف أن الطلاب الذين يدرسون فى المؤسسات التعليمية الأمريكية ولم ينتهوا من دراستهم حتى الآن، سيواجهون الموقف ذاته.
وأردف قائلا: "لا عجب إذا من تشكيك العديد من الأشخاص من مختلف الأطياف السياسية فى القرار-- واستنكار طابعه التمييزى للغاية والتهديدات ذات الصلة لما يجعل الولايات المتحدة مميزة جدا وجديرة بكل هذا الإعجاب".
وشدد الخبير الاقتصادى سيقوض السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة، جنبا إلى جنب مع مكانتها والاحترام الذتى تحظى به. كما سيؤدى القرار إلى فقدان مصداقية إدارة الرئيس ترامب، وخلق معارضة قوية تضعف إجراءاته فى المستقبل فى العديد من المجالات.
ونوه العريان إلى أن العديد من المسئولين أقروا بأن أيا من الحوادث الإرهابية التى تعرضت لها الولايات المتحدة، بما فى ذلك هجمات 11 سبمتبر، لم يشارك فى ارتكابها مواطنون من البلاد السبع التى يشملها قرار الحظر، محذرا من تداعيات سلبية أخرى لهذا القرار.
وأبدى العريان، لذى عمل مستشارا اقتصاديا للرئيس الأمريكى باراك أوباما، تعجبه من أن القرار ينطبق على مواطنين حاربوا مع القوات الأمريكية فى مواقف شديدة الخطورة، وبعضهم قام بأعمال بطولية، وهو ما يجعله صادماً للعديد من مؤيدى ومحبى الولايات المتحدة فى تلك البلاد.
واختتم العريان مقاله قائلا: "أتفهم وأشارك بنفس الحرص الرغبة فى الحد من المخاطر افرهابية. لكن حظر السفر بتصميمه الحالى وطريقة التنفيذ ليس الوسيلة الجيدة للقيام بذلك (حظر الإرهاب)".