بالفيديو والصور.. أم "صدام والسادات" تزوج المصريين .. أصغر مأذونه فى مصر تحكى عن رحلة حصولها على الوظيفة.. أسماء محمد : نافست 4 رجال وفزت عليهم 3 مرات وزوجى شجعنى على خوض التجربة

لم تتخيل أسماء محمد أن يتوافد الأهالى على منزلها يوماً ما لتهنئتها بتعيينها مأذونة لقريتى الجلالية والحلوات بمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية . وأصبحت أسماء محمد حديث أهالى مركز ومدينة الإبراهيمية مسقط رأس العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، كونها أصغر مأذونة بمصر، وفقا لما أكدته محكمه الأسرة بمحافظة الشرقية. أسماء محمد سعيد (31 سنة) حاصلة على ليسانس الشريعة الإسلامية من جامعة الزقازيق بتقدير عام جيد جيدا، تروى لـ" انفراد" تفاصيل قصة تعيينها مأذونة بقريتها وتفوقها على المتقدمين من الرجال. فى البداية كيف جاءت فكرة أن تكونى مأذونة؟ منذ سنتين ونصف توفى مأذون القرية الشيخ عبد المنعم زين العابدين، وكنت أجلس مع زوجي، فعرضت عليه الترشح للمأذونية، خاصة أنى وجدت زوجى يمارس العمل العام، ومنزلنا يوميا لا يخلو من توافد بعض أهالى القرية لعرض الشكاوى التى تخصهم على زوجى ليساعدهم فى حلها.. ومن هنا احببت العمل العام، والتواصل مع الناس فقررت الترشيح للمأذون بالقرية، كى أوطد علاقتى بهم أكثر، وجدت تشجيعا وترحيبا كبيراً من زوجي، فتقدمت بأوراقى سنة 2015 بمحكمة الإبراهيمية، وكنت متخوفة فى البداية من المغامرة كونها جديدة على أبناء الإبراهيمية وتخوفت من الفشل لكن النجاح كان من نصيبى. وماذا عن موقف الأهل بعد علمهم بترشح نفسك للمأذونة بالقرية؟ وهل عارضك أحدهم؟ الجميع بعائلتى وعائلة زوجى شجعني، وساندونى منذ البداية عندما تقدمت بأوراقى لمحكمة الأسرة.. ووقفت سيدات العائلتين بجانبى بقوة لأنال حقى وأحقق هدفي، وهو ما زادنى إصراراً واقتناعاً، لذلك أطالب السيدات بالاجتهاد للحصول على حقوقهن فى التعيين فى الوظائف المختلفة هو حق أصيل يجب الحرص عليه، فهناك نسبة كبيرة من نساء مصر معيلات تحدين الصعاب من أجل تحقيق هدفهن وإعالة أسرهن. الماذونة مع زوجها واطفالها وما هى الصعوبات التى واجهتك أثناء مرحلة الترشح؟ صعوبات كثيرة أثناء الترشيح، حيث تقدمت فى المرة الأولى بأوراق الترشيح لمحكمة الإبراهيمية سنة 2015، وتم إختيارى من بين 4 مرشحين، ولخطأ إجرائى فى المحكمة، بغلق باب الترشيح، أعاد مساعد وزير العدل لشئون المحاكم فتح باب الترشح مرة ثانية، وكان ينافسنى 4 رجال وسيدة ، وفزت أيضا فى المرة الثانية، ولكن تم إيقاف قرار التعيين والطعن عليه من الخصوم، إلى أن قرر وزير العدل إجراء قرعة والحمد لله فزت أيضا فى المرة الثالثة وصدر قرار رسمى بتعينى مأذونة بالقرية. هل تعتقدين أن السيدات أفضل من الرجال لشغل وظيفة مأذون؟ كل منهما له دور المنوط به .. فالمأذونة لها دور فى الحديث مع الفتيات والسيدات ومساعدتهن خاصة من تعانين مشاكل أثناء عقد القران أو الطلاق.. ففى بعض الأحيان ما تكون الفتاة خاصة فى الأرياف رافضة الزواج فيكون دورى فى هذه الحالة وباعتبارى سيدة سؤالها بنفسى والتأكد من الموافقة لتحقيق شرع الله، وكذلك الأمر فى حالة الطلاق؛ حيث يمكن لى باعتبارى سيدة أن أتحدث على انفراد مع الزوجة واستمع منها دون خجل للسبب الحقيقى لطلب الطلاق، وأساهم فى إزالة ذلك السبب وأقدم الحل وهو ما يقلل من نسبة الطلاق، وأعتقد أن المأذون أيضا يفعل نفس الدور مع الرجل فى حالة الطلاق. ما طموحاتك وأحلامك التى تريدين تحقيقها كمأذونة؟ أرغب فى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن المأذون.. فالمأذون يجب أن يكون ملمًا بأحكام الزواج والطلاق التى تؤهله لأن يعقد العقود ويوثقها بطريقة صحيحة، فقد درست الشريعة الإسلامية لمدة 4 سنوات، والمأذون لا ينبغى أن يفتي؛ لأن فتوى واحدة غامضة قد تطيح بمستقبل أسرة بأكلمها.. وللمأذون دور هام فى الصلح بين الطرفين فى حال الطلاق؛ ولكن إذا باءت تلك المحاولات بالفشل فيجب أن تتم الإجراءات القانونية. هل تعتقدين أن عملك كمأذونة سوف يؤثر على حياتك كأم وزوجة؟ إطلاقا .. فكثير من السيدات يعملن فى مهن صعبة وشاقة ومع ذلك هن ناجحات فى حياتهن الزوجية.. و الزوجة الناجحة دائما ما تخرج للمجتمع أبناء متفوقين ومتميزين، فأنا أم لثلاثة أطفال "طلال 8 سنوات والسادات5 سنوات وصدام سنة"، ولا أرى أن عملى سوف يؤثر على حياتى الزوجية، وخاصة أن زوجى أحمد العمدة محامى ورجل قانون ودائما ما يقف بجانبى فى تربية الأبناء، فالزوج المتفهم لعمل المرأة يكون شريك أساسى لها فى أى نجاح تحققه على عكس الزوج الذى لايشجع زوجته على العمل. وهل تلقيت طلبات من أهالى القرية لعقد قران فى الفترة الأخيرة؟ نعم.. خلال الأيام الماضية طرق منزلى أكثر من 100 من أهالى القرية، لمطالبتى بعقد القران وخاصة أن القرية ليس بها مأذون، وبشكل مستمر حتى وأثناء سيرى فى الشارع يسألنى الأهالى عن قرار تعيينى رسميا لكى أعقد لهم عقود الزواج، وسوف أتسلم قريبا الدفاتر الخاصة بعملى وأمارس عملى مباشرة والفضل فى نجاحى هو دعم أهالى قريتى ومساندتهم لي للنهاية.