شن أعضاء تيار إصلاح الوفد، هجومًا على أداء الحزب خلال الفترة الأخيرة، مشيرون إلى أن الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، تسبب فى أزمة مالية وسياسية داخل الحزب، بالإضافة إلى وجود مديونيات على الحزب الفترة الماضية، بسبب سياسات القيادة الحالية، وقالوا إنهم يعدون لاجتماع للكشف عن أهم أسباب تراجع الحزب، وخطتهم للاحتفال بـ100 عام على تأسيس الكيان.
وأكد أعضاء تيار الإصلاح، فى بيانٍ لهم، أن عدم قدرة الحزب على تكوين ائتلاف داخل البرلمان، بسبب عدم المصداقية وعدم وضوح رؤية سياسية يتّبعها الحزب، وأن معظم النواب الحاليين فى كتلته البرلمانية ليسوا وفديين ولا يهمهم الوفد، وإنما منضمين للحزب كواجهة ساسية فقط، وأنهم فى أول أزمة سيكونوا أول من يبتعد عن الحزب.
الدكتور فؤاد بدراوى، عضو مجلس النواب، ومؤسس تيار إصلاح الوفد، قال إن التيار يجهّز خلال المرحلة القادمة لعقد اجتماع على مستوى قواعد الحزب فى مختلف المحافظات من أجل مناقشة مصير الحزب فى ظل حالة التدهور السياسى والفكرى الذى يعيشه، مشيرا إلى أنهم فضلوا خلال الفترة الماضية الهدوء حتى لا يتم تعليق شماعة فشل الحزب فى الانتخابات البرلمانية على عاتق التيار.
وأضاف بدراوى، فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" أن الكتلة البرلمانية لحزب الوفد غير واضحة المعالم، وهناك حالة تخبط شديدة يعانى منها الحزب بسبب سياسات قيادات الحزب الحالية.
وأشار إلى أن الحزب فشل فى تكوين ائتلاف داخل البرلمان، وذلك لعدم قناعة النواب بالسياسات التى اتبعها الحزب فى الفترات الماضية، وفشله فى تكوين تحالف انتخابى يخوض به البرلمان ومنها تحالف الوفد المصرى، وتحالف الأمة وغيرها، وكلها أثبتت فشل القيادة فى إقناع الأحزاب بالانضمام له.
وأوضح بدراوى أن الحزب يمر بازمة مالية وهناك عاملين لم يحصلوا على رواتبهم، وأيضا هناك ايجارات لبعض المقرات لم يتدفع حتى الان كلها عوامل تعجل بضرورة اصلاح حزب الوفد صاحب التاريخ السياسى الكبير، قائلا: لن ينصلح حال الوفد الا اذا عاد الوفد للوفديين.
وقال عصام شيحة عضو تيار إصلاح حزب الوفد، إن الحزب أصبح بلا سياسة أو روح أو طعم تحت راية البدوى، مضيفًا أن الكتلة البرلمانية للحزب لم يشعر بها أحد وذلك لأن أغلب النواب فيها مثلهم مثل باقى الأحزاب، وليسوا من الكوادر الوفدية، موضّحًا أن عدم وضوح الرؤية السياسية للحزب تحت قبة البرلمان نابع من أن النواب ولائهم الأول للناخب وليس لسياسات الحزب.
وكشف شيحة أن هناك حراكا داخليا فى حزب الوفد من القواعد الوفدية، من أجل إعادة الوفد لمساره الصحيح، بعد الانهيار المالى والسياسى والفكرى الذى يتعرض له الحزب تحت القيادة الحالية للحزب.
ولفت إلى أن الراحل فؤاد سراج الدين، ترك الحزب وفى خزائنه 48 مليون جنيه، إضافة إلى جريدة كانت تدر ملايين على الحزب، ثم من بعده الدكتور نعمان جمعة، ترك الحزب وبخرائنه 70 مليون جنيه إضافة إلى الجريدة التى تأتى بـ10 ملايين جنيه سنويا، ثم ترك الدكتور محمود أباظة الحزب وفى خزينته 92 مليون جنيه و200 مقر على مستوى الجمهورية، بينما البدوى سيترك الحزب وعليه مديونيات.
وتابع أن لديهم استراتيجية من أجل إعادة حزب الوفد لعهده وتاريخه على مر العصور، مؤكّدًا أنه لا يجوز أن يكون حزب الوفد صاحب التاريخ الطويل والذى سيكمل الـ100 عام فى العمل السياسى، أن يبقى فى حاله المتردى الذى عليه، قائلاً: "إصلاح حزب الوفد هو إصلاح الحياة السياسية فى مصر".
رامى البنا، عضو تيار الإصلاح قال إن الوفد يعانى من غياب الرؤية السياسية تحت قبة البرلمان، مشيرا إلى أن أداء هذه الكتلة مهلهل وغير واضح المعالم، حتى أن التنسيق لم يظهر ولم يتمكنوا من تشكيل جبهة قوية تمثل الحزب داخل المجلس، لافتا إلى أن السبب الرئيسى فى ذلك يرجع إلى أن معظم النواب فى الكتلة البرلمانية غير وفديين وأغلبهم أعضاء جدد فى الحزب.
وأضاف البنا فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" أن حصول الوفد على عدد المقاعد والترتيب الثالث فى الانتخابات، يمثل فشل الإدارة الحالية فى الحزب، خاصة وأن الحزب صاحب التاريخ الطويل والـ100 عام من السياسة، ولا يجوز أن يقارن بأحزاب أسست منذ عام أو اثنين.
وأشار إلى أن الإدارة الحالية للحزب فصلت 1500 عضو من الجمعية العمومية، وتم إدراج أعضاء جُدُد أصبحوا هم المتحكمين فى عمل الحزب وولائهم للإدارة الحالية، مضيفًا أن الوفديين يعيدوا ترتيب أوراقهم للعودة مرة أخرى بالحزب إلى مكانته لدى المواطن، ووضع استراتيجية الحزب لتكون هدفها رعاية المواطنين.
وقال الدكتور ياسر حسان، رئيس اللجنة الإعلامية لحزب الوفد، إن الاتهامات التى شنها تيار إصلاح الوفد، مكررة وأعضاء الوفد ملّوا منها تماما، موضّحًا أن الأزمة المالية التى يتحدث عنها فؤاد بدراوى وعصام شيحة موجودة فى الجريدة وليس الحزب، منذ أن كان بدراوى سكرتيرًا عامًا للحزب وشيحة عضو هيئة عليا.
وأضاف أن بدراوى لم يتقدم بأى مقترح لحل الأزمة الداخلية منذ كان قياديا فى حزب الوفد، ثم يقوم الآن بالهجوم على الحزب ويتحدث حول الأزمة الآلية، لافتًا إلى أن هجوم شيحة على حزب الوفد يأتى من باب الشهرة فقط.
وأشار رئيس اللجنة الإعلامية لحزب الوفد، إلى أن دور الحزب فى البرلمان معروف ومؤثر، فحزب الأمة لأول مرة منذ عام 1952 يصبح له وكيل فى برلمانيين متتاليين عامى 2012 و2016، كما أن دور الكتلة البرلمانية للوفد مؤثر ومعروف بينما عدد أعضاء تيار إصلاح الوفد قليل، ولم ينجح منه سوى واحد فقط فى الانتخابات البرلمانية، وهو ما يؤكد ضعفه.