فى الوقت الذى صعّد فيه الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، من لهجته ضد طهران، ملوحاً بـ"الخيار العسكرى"، وبأن كل الخيارات مطروحة للتعامل معها، أكدت دارسة أعدها الدبلوماسى الإيرانى السابق مرتضى خونسارى، فى مركز إيران الدبلوماسى، أن ترامب غير قادر على مواجهة إيران عسكرياً، وأن أمريكا ستبقى على الاتفاق النووى،وستعزز من قيودها ضد طهران.
وقال الدبلوماسى الإيرانى السابق، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج إلى تمزيق الاتفاق النووى، ومن الممكن أن تمنع إيران من الوصول للأسواق الدولية من خلال قانون "إيسا".
وحول سيناريوهات ترامب فى التعامل مع الاتفاق النووى، قال الدبلوماسى الإيرانى، إن ترامب سيكون قادراً على معارضة الاتفاقية النووية وقت تمديدها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقوم بذلك دون سبب منطقى، لأن لديها مسئولية أمام سائر الأعضاء الموقعين على الاتفاق (مجموعة 5+1)، إلا فى حال سعى ترامب لجلب موافقة باقى الدول، وعلى رأسها روسيا والصين، لإيجاد قيود على الاتفاق النووى، وفى هذه الحالة على إيران إما أن تقبل أو تخرج من الاتفاقية.
ورأى الدبلوماسى الإيرانى أن السيناريو الآخر هو أن يضع ترامب على جدول أعماله خيار اللامبالاة تجاه الاتفاق النووى، أى لا يطبقه أو يمزقه، ويعزز من قيوده البنكية والتجارية على إيران عبر "حالة الطوارئ الوطنية" وقانون "إيسا"، مشيراً إلى أنه فى حال استمرار العقوبات على إيران، فإنها ستقابل برد فعل إيرانى، وفى هذه الحالة سيرتفع خطر المواجهة العسكرية بين أمريكا وإيران.
ترامب لن يجرؤ على شن حرب عسكرية ضد طهران
واستبعد الدبلواسى الإيرانى شن الولايات المتحدة حرباً عسكرية ضد طهران، قائلا، إن ترامب لن يجرؤ على الدخول فى تلك المواجهة، نظراً لمليارات الدولارات التى تحملتها أمريكا من إجراءاتها العسكرية فى المنطقة خلال السنوات الأخيرة، معتبراً أن هذا الأمر سيفقد أمريكا مواجهتها الحقيقية مع تنظيم داعش الإرهابى، التى من الممكن أن تهدد حدود ووجود إسرائيل.
وخلص الدبلوماسى الإيرانى، فى دراسته، بالتأكيد على أن ترامب لا يمتلك قدرة على الدخول فى مواجهة طويلة الأمد مع إيران فى المنطقة، لذا نصح الدبلوماسى بلاده بالتمهل ومعرفة المزيد عن ترامب وفريقه وآرائهم بشأن الاتفاق النووى، وعدم إبداء ردود أفعال سريعة تجاه مواقف البيت الأبيض.
ترامب تاجر علاقات سياسية
وحول سياسة ترامب الخارجية قال الدبلوماسى الإيرانى السابق، إن تصريحات الرئيس الأمريكى تشير إلى أن البيت الأبيض يسعى لعلاقات مبنية على المزيد من المصالح الأمريكية فى علاقاتها الثنائية، لذا يحاول بناء العلاقات الخارجية الأمريكية، وفقا لروابط، تحدد أسسها إما الثنائية أو العلاقات التجارية المتبادلة، أى أن ترامب قرر أن تحدد العلاقات التجارية مستوى العلاقات السياسية، وعدم وجود تجارة رابحة بينه وبين الدول، فستصبح علاقاته بها بلا معنى.