فى الوقت الذى توقع فيه قائد عمليات "قادمون يا نينوى" اللواء نجم الجبورى، أن تستغرق المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابى فى الموصل شهرين فقط، قبل أن يستأصل "مشرط الجراح الماهر" آخر مقاتل للتنظيم الإرهابى من مفاصل آخر معقل لهم داخل العراق، دبت خلافات قوية داخل التنظيم، قد تعجل بنهايته، وتقصر أمد بقائه فى العالم.
وصف العقيد عباس الحامد، أحد القادة الميدانيين فى الموصل، توقعات الجبورى بأنها صائبة تماماً، حيث أن تنظيم "داعش" الإرهابى يحتمى حالياً فى آخر حصونه فى الموصل منهكاً من قسوة المعارك التى شنتها ضده قوات الجيش العراقى والحشد الشعبى، بينما تزداد قوة الجيش والحلفاء، الذين ما زالوا يتلقون دماء جديدة لخوض المعارك.
وأضاف الحامد، فى تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة، أن العمليات العسكرية فى غرب الموصل، سوف تكون معقدة بعض الشيء، لأنها بجانب كونها المعقل الأخير للتنظيم المحاصر الآن، ولا يوجد له أى مخرج منها، تعتبر منطقة صعبة التضاريس، فهى منطقة سكنية قديمة، ضيقة الشوارع، وهو ما يعطل القدرة على استخدام الأسلحة الثقيلة، خصوصاً مع وجود عدد كبير من السكان.
وأوضح أن القادة الحاليين لتنظيم "داعش" فى غرب الموصل، يفتقدون إلى كفاءة القادة العسكريين للتنظيم، ممن قتلتهم قوات التحالف فى الشرق، حيث أن التنظيم خسر خلال الأشهر القليلة الماضية الكثير من قوته العددية والتسليحية أيضاً، وبالتالى فإنه رغم الظروف السيئة المتوقعة بالنسبة للعمليات، فإن تحرير الموصل بشكل تام لن يتأخر كثيراً.
من جانبه، كشف الخبير العسكرى العراقى حسن الأزعر، أن تنظيم "داعش" الإرهابى يتعرض لهزة كبرى فى الوقت الحالى، فعلى الرغم من محاولات التنظيم الحفاظ على الأراضى الواقعة تحت سيطرته حالياً، إلا أنه يضطر كل يوم لإعدام عدد من مقاتليه الذين يحاولون الفرار من الموصل هرباً من المعارك والهجمات التى يشنها الجيش، وخوفاً من مصير الموت المحتوم بأيدى الجنود العراقيين.
وأكد الأزعر، لـ"سبوتنيك"، أن التنظيم أعدم صباح الجمعة، نحو 7 من مقاتليه، حاولوا الهروب من خلال النهر، ولكن ما منعهم من العبور كان سيطرة القوات العراقية على المجرى المائى، وهو ما دفعهم للعودة لغرب الموصل مرة أخرى، وأصدرت القيادات الميدانية أوامرها بإعدام الفارين رمياً بالرصاص.
وقد نشر موقع "روسيا اليوم" الأحد الماضى وثائق توضح ، أن العديد من مسلحى "داعش" بدأوا يتهربون من القتال فى صفوف التنظيم، ويلجؤون إلى حيل مختلفة للتخلى عنه، كالتمارض وادعاء الرغبة فى تنفيذ عمليات انتحارية.
وقد عثرت قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية على وثائق خاصة بـ"كتيبة طارق بن زياد" التابعة للتنظيم يطلب من خلالها المسلحون إذنا بالعودة إلى بلدانهم بذريعة المرض وأسباب أخرى.
وتضمنت الوثائق الاسم الحقيقى لكل مقاتل وكنيته وفئة دمه إلى جانب البلد الأصلى وبلد الإقامة. وفى إحدى الوثائق يطلب أبو وائل السويسرى وهو من البوسنة التوقف عن القتال مع "داعش" بحجة وجود تشنج فى أعصاب الركبة لديه.