علماء النفس: التنشئة الأسرية الخاطئة تخلق أشخاص غير أسوياء يتحولوا إلى مجرمين
علماء الاجتماع يرجعون أسباب الجرائم إلى العوامل الاقتصادية والثقافات الموروثة
هناك العديد من الدوافع التى تقود المجرمين لارتكاب جرائمهم سواء شخصية أو جنائية، ولما كانت جريمة القتل هى الجريمة الأكثر بشاعة عن باقى الجرائم، فلابد وأن مرتكبها لديه دوافع قوية حركته للمضى قدماً فى جريمته، ولكن شهدت محافظة القاهرة الكبرى وبعض المحافظات الأخرى خلال الأشهر القليلة الماضية بعض حوادث القتل، التى حركتها أسباب تافهة وزهقت أرواح برئية دون ذنب.
انتهت المبارة واختلافا على ثمن المشروبات
أحدث تلك الجرائم وقعت مساء الأحد الماضى فى مدينة مصر الجديدة، حيث توجه شاباً أسمه "محمود.ب" بصحبة خطيبته وعدد من أصدقائه لمشاهدة مبارة كرة القدم بين المنتخبين المصرى والكاميرونى فى نهائى البطولة الإفريقية، وعقب انتهاء المبارة حدثت مشادة عنيفة بين الشاب وصاحب المقهى نتيجة اغلاق صاحب المقهى المكان على الزبائن خوفاً من عدم دفعهم ثمن المشروبات، وتطورت المشادة إلى مشاجرة عنيفة سدد خلالها صاحب المقهى طعنة نافذة إلى الشاب فسقط قتيلاً فى الحال.
قتله لإصراره على الاستحمام قبله
واقعة أخرى حوت تفاصيل مثيرة وعجيبة، وربما أعجب ما فيها السبب الذى دفع المتهم لقتل صديقه(المجنى عليه)، ففى نهاية ديسمبر من العام الماضى، قُتل عامل أسمه "منتصر" على يد صَديقه فى السكن بـ(مدينة 6 أكتوبر) المدعو "أحمد" عامل، نتيجة مشاجرة عنيفة نشبت بينهم على أثر رغبة المتهم فى الاستحمام قبل المجنى عليه، ما دفعه لتسديد طعنه نافذة لصدر صديقه فآرده قتيلاً.
قتل الزبون لاعتراضه على ارتفاع ثمن المأكولات
فى يناير من العام الجارى شهدت مدينة المرج جريمة مثيرة، قتل فيها شاب أسمه "طلعت.م"، على يد بائع كبده نتيجة لخلافات على ثمن "ساندوتش"الكبده، وكشفت التحقيقات، أن المجنى عليه توجه لتناول وجبة طعام عند المتهم(الذى يملك سيارة كبدة)، وفور انتهائه من الطعام سأل عن ثمن المأكولات التى تناولها، وفوجئ بارتفاع أسعارها ما أدى إلى حدوث مشاجرة بينه وبين المتهم، انتهت باستعانة صاحب عربة الكبدة بصديقه وقتلوا الشاب بطعنتين فى الصدر والرأس.
عامل يقتل شقيقه لخلاف على بطاقة السلع التموينية
وشهدت مدينة شبرا الخيمة فى مطلع الشهر الجارى واقعة أخرى قَتل فيها عامل شقيقه بعد مشاجرة عنيفة نشبت بينهم بسبب خلاف على صرف بطاقة السلع التموينية، بدأت الواقعة بمشادة عنيفة بين المتهم وشقيقه بسبب خلاف نشبت بينهم حول أحقية كل منهم فى صرف السلع التموينية وكيفية تقسيمهم تلك السلع بينهم، تطورت تلك المشادة إلى مشاجرة عنيفة دفعت الأخ الأكبر لأن يطلق النيران على شقيقه ليردئه قتيلاً، ودلت التحريات قسم أول شبرا الخيمة، بلاغ ورد للقسم من الأهالى بقتل عامل لشقيقه بالرصاص أثناء مشاجرتهما على بطاقة التموين وتركه غارقا فى دمائه ولاذا بالفرار.
قتله للخلاف على أولوية المرور
وشهد شهر يناير من العام الجارى واقعة قتل أخرى ذات تفاصيل مثيرة، حيق قتل سائق سيارة إسعاف أحد العمال نتيجة خلاف على أولوية المرور بمركز ملوى بمحافظة المنيا، الواقعة_وفق ما جاء بالتحقيقات_، بدأت أثناء سير سائق سيارة الإسعاف بدائرة المركز، متوجهاً إلى المستشفى لإسعاف أحد المرضى، وخلال ذلك كان المجنى عليه يستقل دارجة بخارية، حاول السائق تخطيه ولكنه فشل نظراً لاغلاق الطريق، ما دفع السائق للنزول من سيارته والتشاجر مع العامل وتطور الشجار بينهم إلى أن سدد السائق طعن نافذة بـ(مطواة) لصدر العامل فسقط قتيلاً.
التنشئة الأسرية الخاطئة
ويقسم علماء النفس فى العديد من الأبحاث العلمية التى تم أجرائها فى هذا الشأن، جرائم القتل إلى نصفين، الأول جرائم "محفزة بالدافع" وهى التى تقع نتيجة لشئ مالى أو خلافى كجرائم السرقة التى تلحق بها جريمة القتل كجريمة ثانية أو قتل الزوج لزوجته بسبب الخلافات الزوجية، والثانى "جرائم مخطط لها" وهى التى تقع بالتخطيط ويقوم بها أشخاص لهم تاريخ إجرامى أو إرهابى، وهم الذين ينفذون عمليات الاغتيالات السياسية أو تصفيات الحسابات لصالح الغير وتنفيذ العمليات الإرهابية.
ويؤكد خبراء علم النفس على أن عامل الثقافة هو الذى يحدد درجة العنف التى يتسم بها الأنسان وهى التى تحدد مدى قابلته للانفعال وارتكاب الجرائم، مشيرين إلى أن للأسرة دوراً كبيراً فى ذلك فقد يكون العنف الكامن بداخل الشخص المجرم متأصل لديه من موروث قديم وهو الأسرة والتنشئة الغير سوية وتعرضه للعديد من المشاكل الصحية بل واعتياد الاعتداء الجسدى عليه فى صغره ومراحل تنشئته المختلفة.
العوامل الاقتصادية والثقافات الموروثة
فيما يرجع علماء الاجتماع أسباب وقوع الجريمة إلى عدة عوامل من بينها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعوامل النفسية بل والبيولوجية فى بعض الأحيان، مؤكدين أن بعض الجرائم تحدث استناداً إلى ثقافة موروثة كجرائم الشرف فى محافظات الصعيد وغيرها، مؤكدين على ضرورة حماية المجتمع من الجريمة بدراسة أسبابها وتحسين الأوضاع الاقتصادية والارتقاء بالمستوى التثقفى للمواطنين وتعديل سلوك الغير أسوياء، وتفعيل معنى السجن إصلاح وتهذيب.