نقلا عن العدد اليومى...
أصبح استخدام شبكة «الفيس بوك»، جزءا من روتين حياتنا اليومى، فمصر وفقا للإحصاءات، تعد واحدة من أكبر دول الوطن العربى من حيث عدد المشاركين، والمتفاعلين مع الموقع، الذى بات يشكل وجودا افتراضيا لمستخدميه، ويظهر ذلك من كثافة المعلومات التى يشارك بها الفرد أصدقاءه عبر صفحته الشخصية، لوصف حالته النفسية، وعمله، وميوله السياسية، والأماكن التى يقضى فيها عطلته، حتى طعامه وشرابه، وملابسه الجديدة.
وكان أول استخدام لـ«الفيس بوك» فى مجال الحشد السياسى عام 2008، خلال أحداث 6 من إبريل، بعدها ظهر الدور الكبير الذى يلعبه «فيس بوك»، فى ربط المصريين، وبخاصة الشباب، وتوحيد آرائهم، خلال ثورة 25 من يناير وما تلاها من أحداث، حتى شاع استخدام مصطلح «انتصار السوشيال ميديا»، فى إشارة إلى الضغط الذى تسببه آراء مستخدمى «فيس بوك» على صناع القرار، ويؤدى فى النهاية إلى الاستجابة لمطالبهم.
إسقاط نظام الرئيس السابق محمد مرسى، كان مثالا آخر على قدرة «فيس بوك» على الحشد والضغط، حيث انتشرت الصفحات الخاصة المطالبة بإسقاط النظام التابع لجماعة الإخوان، والتى قابلتها صفحات مضادة، مملوكة لأفراد من الجماعة، التى كونت بدورها لجانا إلكترونية لمواجهة المخالفين للرئيس السابق ونظامه.
كما أصبح «الفيس بوك» فى مصر أيضا جزءا من المنظومة الإعلامية، وعامل جذب للمعلنين، ورغم الدراسات التى تظهر أن مستخدمى «الفيس بوك» عرضة للخداع، ونشر الأخبار الكاذبة، فإن الإقبال على الموقع لا ينقطع، وقد انضم إلى المستخدمين الشباب، فئات عمريه أخرى، جذبها الزخم المعلوماتى بالموقع.
انتهاك الخصوصية
ولا يختلف الدور الذى يلعبه موقع «فيس بوك» فى مصر، عنه فى باقى دول العالم، حيث أصبح الموقع يربط ملايين الأفراد بعضهم ببعض، وبات الاستغناء عن الحساب الشخصى فكرة غير واردة من الأساس، وذلك فى ظل الاتهامات التى توجه للموقع، التى تبدأ من كونه مدعوما من المخابرات الأمريكية الـ«سى آى إيه»، مرورا بانتهاك الخصوصية، وإمكانية استخدام المعلومات السرية فى الحساب الشخصى لصالح جهات حكومية، وانتهاء باستخدام الحركات الإرهابية العالمية للموقع، كوسيلة للتواصل بين أفرادها بشفرات خاصة.
وتواجه إدارة «فيس بوك» تلك الاتهامات بالنفى، بل تؤكد أنها تفتقد إلى الدقة والتوثيق فى كثير من الأحيان، كما تصفها بأنها تأتى أحيانا كشهادات شخصية على لسان عدد من النشطاء، من مناهضى سياسة الهيمنة الأمريكية.
فى التقرير التالى لا يتم فرض أحكام مسبقة عن طبيعة أحد أهم مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ولكن نعرض كل الاتهامات التى وجهت إلى الموقع فى السنوات الماضية، دون إنكار أهميته فى حياة كل منا.
وبالعودة الى نشأة موقع «فيس بوك»، نجد أن الموقع جاء تتويجا لجهود ثلاثة زملاء فى جامعة «هارفارد» من ضمنهم مارك زوكربيرج، وقد اقتصر استخدام الموقع فى البداية على طلاب الجامعة، ثم اتسع الأمر ليشمل جميع طلبة الجامعات خاصة فى بوسطن وستنفورد، قبل أن يضخ الممولون الأموال لظهور الموقع لكل مستخدمى الإنترنت عام 2004.
وتحول بعدها «مارك زوكربيرج» لواحد من أثرياء العالم، بثروة تقدر بالمليارات، ويزداد نفوذه كمدير واحد من أهم مواقع التواصل الاجتماعى، أن لم يكن أهمها على الإطلاق.
ومع النجاح غير المسبوق تتكاثر الشائعات والأقاويل، حول الدور الذى لعبه «مارك» فى تأسيس «فيس بوك»، وانتشاره حول العالم، وما إذا كان يمكن تصنيف الموقع كإحدى المؤامرات الأمريكية، للهيمنة على العالم من خلال شبكة التواصل الاجتماعى.
ويزعم أصحاب هذا الاتجاه، أن الموقع هو النسخة المطورة لأحد مشاريع المخابرات الأمريكية الـ«سى آى إيه» لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الأفراد، دون الحاجة إلى استجوابهم تحت التعذيب، أو مراقبتهم بهدف التجسس عليهم، وذلك للتنبؤ بتورطهم فى أعمال إرهابية مستقبلية، ضمن الخطة الأمريكية لمحاربة الإرهاب، التى بدأت عقب أحداث الـ11 من سبتمبر.
وهو ما يحدث بالفعل بالنسبة لملايين الصفحات المنتشرة على موقع الفيس بوك، حيث يمكنك الحصول على كم غير محدود من المعلومات، حول شخص ما، بمجرد زيارة حسابه الشخصى، ذلك غير إتاحة الفيس بوك خاصية تحديد المنطقة التى يتصل من خلالها صاحب الحساب، وكذلك سهولة تحديد وجهه، ووجوه أصدقائه، بمجرد استخدام خاصية «التاج» لمرة واحدة، حتى إن كانت الصورة ذات جودة منخفضة.
وبهذا نجد أن موقع «الفيس بوك» أشبه بشخصية الأخ الكبير، إحدى الشخصيات الخيالية التى ظهرت فى رواية جورج أورويل «1984»، وهو الحاكم الغامض لدولة ديكتاتورية، حيث تتم مراقبة المواطنين فى أدق تفاصيل حياتهم اليومية، وانتهاك خصوصيتهم.
مشروع «داربا»
ويتم ربط موقع «فيس بوك» أيضا بمشروع تابع لوكالة «داربا» الأمريكية، ومقرها فى ولاية فرجينيا، وتتبع وزارة الدفاع الأمريكية، حيث تضم مئات من العلماء والمهندسين النابغين، وتهدف إلى تطوير مشروعات جديدة للاستخدام العسكرى، وبرامج خاصة بحماية قواعد البيانات بالبنتاجون، وبرامج للاستخدام على الإنترنت، وعلى موقع «الويكيبديا»، ذكر فى عبارة غامضة، أن أغلب المواقع المطورة على شبكة الإنترنت، كانت بدايتها داخل معامل تلك الوكالة.
وبالعودة إلى الموقع الإلكترونى الخاص بـ«داربا»، فإن الوكالة أنشئت عام 1957 بقرار من الرئيس «إيزنهاور»، فى توقيت يتزامن مع بدء الحرب الباردة، بين الجانب الأمريكى والروسى.
وتهتم الوكالة كذلك بتطوير المشاريع الخاصة بطلبة الجامعات، وتبنى المناسب منها، وينسب إلى الوكالة تطوير عدد من المشاريع منها تطوير الأسلحة، و«الروبوت» للاستخدامات المختلفة، وغيرها، ويتهم عدد من النشطاء المشروع، بإخفاء تجارب أكثر إثارة، تعد تجسيدا لأفلام الخيال العلمى الأمريكية.
ويرى آخرون أن موقع «الفيس بوك» هو النسخة المخابراتية من الموقع الأمريكى «ماى سبيس»، الذى أنشأه «توماس أندرسون» عام 2003، وكان يحتوى على خدمات شبيهة بموقع «الفيس بوك»، كالمدونات ونشر الصور والموسيقى ومقاطع الفيديو، وتبادل الرسائل بين مشتركى الموقع، ولم يشتهر الموقع خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد ازدهاره، تراجع ليحل الآن فى المرتبة الـ140 بالنسبة لمستخدمى الإنترنت داخل أمريكا.
ومن الأدلة المتداولة على علاقة «الفيس بوك» بالاستخبارات الأمريكية أيضا، العرض الذى قدمه «بيتر ثيل»، رجل الأعمال الثرى ومؤسس موقع «الباى بيل»، إلى مالك «الفيس بوك»، بتمويله بمبلغ 500 ألف دولار، مقابل حصة تصل إلى %10، وذلك فور الإعلان عن تأسيس موقع الفيس بوك، ويعرف «بيتر» بمشاركته فى شركات خاصة بتطوير «السوفت وير» لاستخدامات الـ«سى آى إيه».
كما تنتشر أنباء غير موثقة على مدونات نشطاء الإنترنت، تفيد بأن الكونجرس قام بإيجاز تمويل موقع «الفيس بوك»، وأوكل لـ«سى آى إيه» تلك المسؤولية، وهو ما أدى إلى ضخ ملايين الدولارات إلى الموقع، الأمر الذى أسهم فى تطويره، بحيث أصبح واحدا من أهم المواقع على مستوى العالم.
وقد نشر موقع «ديلى بيست» مقالا فى منتصف عام 2014، بعنوان: «هل الفيس بوك صنيعة السى آى إيه كما قال بوتين؟»، وذكر فيه أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قد ذكر فى تصريحات له أن الفيس بوك موقع تابع للمخابرات الأمريكية، السى آى إيه، وذلك خلال الأزمة الأوكرانية.ويرى كاتب المقال أن ما قاله بوتين يحتمل أن يكون صحيحا أو خطأ، فمن الممكن أن يكون موقع «فيس بوك» مثل الإنترنت، الذى بدأ كبرنامج دعمته «سى آى إيه»، وطوره العلماء والمهندسون خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، قبل أن يطرح لاستخدام الأفراد العاديين، إلا أن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية لا يمكن أن تكون بمثل ذلك النسق من التنظيم، والقدرة على جمع ملايين المستخدمين.
ويرى مؤيدو ذلك الاتجاه أيضا، أن المخابرات الأمريكية سجلت ضدها ثلاث فضائح فى العصر الحديث، أولها الفشل فى التنبؤ بقيام الثورة الإيرانية، خلال الثمانينيات من القرن الماضى، تماما كما فشلت فى التنبؤ بثورات الربيع العربى، رغم أن دعوات الحشد انطلقت عبر «الفيس بوك»، وهناك أيضا تسريبات «ويكيليكس»، التى تسببت فى فضح عدد من المستندات السرية الخاصة بالإدارة الأمريكية، وسفارتها عبر العالم، الأمر الذى يشكك فى قدرات جهاز المخابرات الأمريكى بوجه عام.
ضغط سياسى
أما أصحاب الآراء الأقل تشددا، فيرون أن موقع «فيس بوك»، ليس مؤامرة فى حد ذاته، ولكن يتم الضغط على إدارته من قبل المخابرات الأمريكية، لانتهاك خصوصية مستخدميه، يقول «جوليان اسانج»، مؤسس موقع «ويكيليكس»، إن موقع «فيس بوك» يعتبر أكثر أدوات التجسس التى ابتكرها الإنسان رعبا، مشيرا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية يمكنها الحصول على معلومات عن أى مستخدم للموقع فى أى وقت تريده، حيث يتم الضغط على إدارته بصورة قانونية أو سياسية للتعاون.
وخلال عام 2013، تم الكشف عن مشروع سرى أطلقته الإدارة الأمريكية، منذ عام 2007، يعرف باسم «بريزم»، وتديره وكالة الأمن القومى الأمريكية، وقد كشفت عنه صحيفتا واشنطن بوست والجارديان البريطانية، الأمر الذى أجبر الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وحكومته، على الاعتراف به، كونه ضمن إحدى تقنيات محاربة الإرهاب.
وتصف التقارير الإخبارية «بريزم» بأنه برنامج سرى للغاية لوكالة الأمن القومى لاستخراج بيانات مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى، على رأسها موقع الفيس بوك، من حيث التسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو والصور واتصالات أخرى، دون الحاجة إلى أمر قضائى.
وفى عام 2014، أصدرت إحدى جماعات الهاكرز على الفيس بوك، بيانا حذرت فيه مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، من تعرض حساباتهم بداية من عام 2015 للتجسس من قبل إدارة الموقع، إذ ستعدل إدارته من سياسة استخدام البيانات على الموقع، بحجة تطوير الموقع.
وأضاف البيان أن موقع التواصل الاجتماعى ومن خلفه الإدارة الأمريكية يتجسسون على العالم، وأن أهم الخطوات لمنع اختراق خصوصية المستخدم، تتمثل فى تغطية الكاميرا الخاصة بالجهاز بقطعة بلاستر، لمنع تصوير المستخدم والمشاهد التى تدور حوله، إضافة إلى عدم وضع أى صور أو مستندات أو بيانات شخصية على الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
وقد سبق البيان السابق، عشرات من البيانات المشابهة، أصدرتها جماعات الهاكرز على مستوى العالم، وعلى رأسهم أنونيمس، ضد انتهاك خصوصية مستخدمى موقع فيس بوك، وهو نفس الأمر الذى كشفت عنه دراسة صادرة عن وكالة حماية المعلومات البلجيكية.
وقد أكدت الدراسة أن موقع فيس بوك يراقب تحركات جميع الأشخاص، إلى درجة مراقبة الأشخاص الذين لم يسجلوا دخولا إلى حسابهم الشخصى، وكذلك الذين قاموا بتفعيل خاصية عدم التتبع، وكشفت هذه الدراسة أن الفيس بوك يتابع ميول مستخدميه، لتزويدهم بالإعلانات الموجهة التى تلائمهم.
قضية تجسس
وخلال عام 2015، قضت المحكمة العليا للاتحاد الأوروبى، ببطلان اتفاق «الملاذ الآمن»، بين كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربى، والذى سمح لفيس بوك وشركات التكنولوجيا الأخرى بنقل بيانات المستخدمين بصورة ضخمة لأجهزتها فى الولايات المتحدة، منذ بداية القرن الحالى.
وجاء الحكم بناء على دعوى قضائية، لصالح طالب الحقوق النمساوى «ماكس شريمز»، الذى كان قد اشتكى من طريقة نقل فيس بوك للبيانات الشخصية الخاصة به، إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه استند لوثائق سربها موظف وكالة الأمن القومى الأمريكية السابق إدوارد سنودن، وادعاءاته بتجسس شامل من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، يأتى ذلك بعد رفض القضاء الأيرلندى دعوى مماثلة، حيث يوجد المقر الأساسى لفيس بوك فى أوروبا.
وبجانب ذلك، يجرى الحديث بين الحين والآخر، عن تقدم إحدى الدول العربية، بطلب إلى إدارة «فيس بوك»، للحصول على بيانات خاصة بأفراد بعينهم، كما تنتشر الأنباء حول مراقبة المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، للمشتركين العرب، ومحاولة إيقاعهم، عن طريق إجراء بحوث غير قانونية، ودون علمهم، أو معرفة ردود أفعالهم تجاه قضايا بعينها.
وللأسباب السابقة، رأت عدد من الدول حجب موقع الفيس بوك، كإجراء وقائى، فقد حجبته كل من دولة الصين وإيران منذ عام 2009، وكذلك فى كوريا الجنوبية، حيث يحظر استخدام كل وسائل التواصل الاجتماعى، وتستبدل بشبكة إنترنت داخلية، خاصة بالبلاد، فيما تقوم عدد من البلدان، بحجب موقع الفيس بوك بشكل مؤقت فقط، لوقف انتشار دعوات العنف، كما حدث فى تايلند، وذلك عقب إلغاء المحكمة الدستورية لنتائج الانتخابات البرلمانية.
ولكن إجراء الحجب فى حد ذاته يناقض مبدأ حرية استخدام الإنترنت، كما أن الفيس بوك بات يربط جميع المشتركين من كل بلدان العالم بشكل كامل، ويسهم فى زيادة التفاعل بينهم، محققا نظرية العالم كقرية صغيرة، فخلال حادث تفجيرات باريس، دعم «فيس بوك» مستخدميه، بخاصية لإظهار تعاطفهم مع الحادث الإرهابى، وبخاصة من ينتمون منهم للدول العربية والإسلامية، بإضافة علم فرنسا، إلى صور المستخدمين.
ورغم ما يظهره الأمر من نبل، وتعاطف إنسانى، فإن تلك الخاصية تعرضت للهجوم أيضا، وقيل وقتها إنها تشبه التجربة التى اتخذت من مستخدمى الفيس بوك فئرانا لها، لمعرفة نسبة المتعاطفين من الدول الإسلامية، والعربية، مع ضحايا التفجيرات، وعمل إحصائية، بدون الحصول على إذن، كما تقتضى أخلاقيات البحوث العلمية.
«السى آى إيه» يسرح موظفين بسبب «فيس بوك»
إذا كنت تعتقد أن المصريين هم وحدهم من يكشفون تفاصيل حياتهم الخاصة عبر «فيس بوك» فعليك مراجعة الأمر، إذ كشفت وكالة المخابرات الأمريكية الـ«سى آى إيه»، أنها قامت خلال السنوات القليلة السابقة، باستبعاد من 4 إلى 5 من العاملين لديها بشكل سنوى، بسبب كشفهم لأماكن وجودهم، ومعلومات شخصية أخرى عن أنفسهم، عبر موقع «فيس بوك»، وبخاصة الشباب منهم، بسبب ما بات يمثله الموقع من أهمية.
وقد نشر موقع الـ«سى إن إن مانى» تقريرا، قدم خلاله روشتة للعاملين فى الـ«سى آى إيه»، لتجنب الفصل، بسبب حساباتهم الشخصية على «الفيس بوك»، وذلك بالاستعانة بعدد من الخبراء الأمنيين.
وقد تمثلت أولى تلك النصائح، فى عدم المشاركة فى الصفحة الخاصة ب«السى آى إيه»، وذلك رغم أن الاشتراك فى تلك الصفحات يمكن قبوله من المواطن العادى، بدافع الفضول، أو الاهتمام العام، وفى حالة مواجهة عدو تقليدى، من الممكن أن يبحث هذا العدو فى قائمة مستخدمى صفحة «السى آى إيه»، لكشف العاملين بها.
وتتضمن الاحتياطات أنه فى حالة الحصول على مقابلة عمل مع الوكالة الاستخباراتية، ينبغى عدم الإشارة إلى ذلك، من خلال التعليقات عبر الحساب الشخصى، وبالطبع مع عدم الإشارة إلى الموقع، أثناء إجراءات المهام الخاصة بالوكالة، وعدم عمل «تاج» لأحد زملاء أو رؤساء العمل، لأن ذلك قد يعرضه للخطر، فى حالة تخفيه للقيام بمهمة ما.
أما فى حالة ما إذا أسندت الوكالة مهمة سرية لأحد أعضائها، فلا يجب الاختفاء من «فيس بوك»، ومحو الحساب الشخصى، أو وقف التفاعل مع الأصدقاء، لأن ذلك يثير الشكوك أيضا.