بغداد تتلقى طعنة فى "الصدر".. بالصور: المشهد السياسى بالعراق يشتعل بتظاهرات أتباع "مقتدى".. 7 قتلى وأكثر من 320 مصابا من الشرطة والمتظاهرين وسط العاصمة.. ورئيس الحكومة يطالب بالتحقيق وملاحقة المسؤولين

يشهد العراق فى الآونة الأخيرة أحداثًا سياسية صاخبة، فى ظل المطالب المتصاعدة من التيار الصدرى، بقيادة الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، بتنفيذ إصلاحات سياسية وتنفيذية، وتغيير قانون الانتخابات، وتغيير مفوضية الانتخابات أيضًا، وهى المطالب التى اعتصم من أجلها مئات الآلاف من العراقيين على مدار يومى الجمعة والسبت الماضيين، فى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، وسط تشديدات أمنية من قبل الشرطة العراقية. اليوم، تطور المشهد داخل العاصمة العراقية، إذ شهدت "بغداد" اشتباكات عنيفة بين أفراد الشرطة العراقية، وأنصار التيار الصدرى، فى ساحة التحرير، ونتج عن تلك المواجهات سقوط قتيل واحد فى بداية الأمر، إلا أن وتيرة الأحداث ارتفعت، حتى قُتل سبعة أشخاص، جراء أعمال العنف، منهم اثنان من منتسبى قوات الأمن، والخمسة الآخرون من المتظاهرين، فيما سقط أكثر من 320 مصابًا. قوات الشرطة تخلى ساحة التحرير من المتظاهرين خلال المواجهات، تمكنت قوات الشرطة العراقية من إخلاء ساحة التحرير من المتظاهرين بشكل كامل، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع، والأعيرة النارية، ولجأ أفراد الشرطة إلى استخدام قنابل الغاز فور محاولة المتظاهرين عبور جسر الجمهورية، وفقًا للتقارير الإعلامية الواردة فى هذا الشأن. ويذكر أن المنطقة الخضراء، التى كان يحاول المتظاهرون العبور إليها، هى أكثر المناطق تحصينًا فى بغداد، وهى مقر الدولة، من حكومة وجيش وبرلمان ورئاسة، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية، ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية لدول أخرى. ووفقًا لقناة "الفلوجة"، تصاعدت أعمدة الدخان من الأماكن التى يتجمع فيها المتظاهرون، ووقعت إصابات خطيرة بين المتظاهرين جراء الإصابة بالعيارات النارية التى أطلقتها القوات الأمنية. القائد العام للقوات المسلحة العراقية يطالب بالتحقيق فى الأحداث فى هذا الإطار، طالب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، الدكتور حيدر العبادى، بالتحقيق فى الإصابات التى تعرض لها أفراد الأجهزة الأمنية والمتظاهرون جراء الاشتباكات التى جرت اليوم فى ساحة التحرير. وأكد المكتب الإعلامى للحكومة العراقية، فى بيان صحفى حصل "انفراد" على نسخة منه، أن رئيس مجلس الوزراء العراقى، القائد العام للقوات المسلحة، الدكتور حيدر العبادى، أمر بإجراء تحقيق كامل فى الإصابات التى تعرض لها رجال الأجهزة الأمنية والمتظاهرون جراء احتجاجات اليوم بساحة التحرير، وملاحقة العناصر المسؤولة عن ذلك. مقتدى الصدر يحدد موعدا لتغيير مفوضية وقانون الانتخابات على جانب آخر، حدد زعيم التيار الصدرى العراقى، مقتدى الصدر، فى وقت سابق اليوم، موعدًا لتغيير مفوضية وقانون الانتخابات، قائلا فى بيان مقتضب وجهه للمتظاهرين فى ساحة التحرير بوسط بغداد: "إن خيارتنا سلمية، إياكم والدخول للمنطقة الخضراء هذا اليوم"، مطالبًا رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، بالإصلاح واستبعاد الفاسدين. وطالب زعيم التيار الصدرى العراقى فى بيانه، المتظاهرين فى ساحة التحرير بالانسحاب التكتيكى من موقع الاشتباكات، وذلك حسب ما أذاعته قناة العربية. كما حمل مقتدى الصدر، رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، مسؤولية سلامة المتظاهرين، وكذلك مسؤولية استخدام جهات مجهولة للقوة المفرطة ضد المتظاهرين، حسب شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، كما تعهد فى تغريدة له عبر موقع المدونات المصغرة "تويتر"، بالرد بقوة على ما وصفه بـ"الإرهاب الحكومى"، قائلًا: "دماء الشهداء لن تذهب سدى". التيار الصدرى ينظم مظاهرة حاشدة بمشاركة آلاف المتظاهرين كان التيار الصدرى قد بدأ منذ أمس الجمعة، واستمر حتى عصر اليوم، فى تنظيم مظاهرة سلمية حاشدة بمشاركة آلاف العراقيين من العاصمة والمحافظات، فى ساحة التحرير بوسط بغداد، وطالب المتظاهرون، رجالا ونساء، شبانا وشيبا، بتعديل قانون الانتخابات وتغيير مجلس مفوضية الانتخابات والابتعاد عن المحاصصة السياسية، ورفع المتظاهرون أعلام العراق ولافتات تطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد. ودعت لجنة تنسيق المظاهرات من التيارين الصدرى والمدنى، إلى تظاهرة مليونية للمطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين، وردد المتظاهرون "نعم نعم للعراق" و"لبيك لبيك يا عراق"، و"نريد فورا تغيير مفوضية الانتخابات"، و"حى على الإصلاح"، وأكدت ضرورة تشكيل مفوضة انتخابات مستقلة، إضافة إلى هتافات منددة بأمريكا وإسرائيل. واتهم متحدثون من فوق منصة التظاهرة "مفوضية الانتخابات" بالفساد وعدم الاستقلالية، إذ تم ترشيح مسؤوليها من قبل الأحزاب والكتل السياسية، وأن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، لدى مكتبه 4 ملفات تتعلق بفساد المفوضية وانتماء أعضائها للأحزاب، وتعاطى الرشاوى والتلاعب بنتائج الانتخابات بدوافع حزبية وطائفية، بينما رفضت المفوضية الاتهامات الموجهة إليها، وقالت إن تحميلها الأخطاء التى شهدها العراق خلال الفترة الماضية "غير صحيح" وأن حشد الشارع العراقى تجاهها "يعرضها للخطر". قوات الأمن العراقية تتخذ إجراءات مشددة.. والمروحيات تحلق بشكل متقطع على صعيد الأجهزة الأمنية، اتخذت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة، إذ حلقت طائرات مروحية بشكل متقطع فى أجواء العاصمة العراقية، وأغلقت القوات الأمنية المشتركة الطرق والشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير، التى تقع على مدخل جسر الجمهورية المؤدى إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التى تضم مقرات الحكومة والبرلمان والرئاسة والسفارات العربية والأجنبية، وسط انتشار أمنى مكثف للقوات الأمنية فى محيط ساحة التحرير، ومنعت سير السيارات بالشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير، مثل السعدون وأبو نواس، وإغلاق الطريق المؤدى من شارع محمد القاسم إلى منطقة الباب الشرقى، ومن ساحة الأندلس باتجاه ساحة الطيران مرورًا بشارع النضال، وكذلك من ساحة الخلانى باتجاه ساحة التحرير. ويتظاهر العراقيون، يوم الجمعة من كل أسبوع، اعتبارًا من 31 يوليو 2015، بساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية بغداد، وفى عدد من المدن العراقية، بمشاركة نشطاء التيار المدنى، وأنصار التيار الصدرى، ويطالبون بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التى دعا إليها العبادى ووافق عليها البرلمان، وتدعمها المرجعية الدينية العليا، التى شددت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع فى تنفيذ برنامج الإصلاح.