تواصلت حالة الغضب الإسرائيلية من فضيحة التجسس الأمريكية – البريطانية على تل أبيب عبر محطة رصد ومراقبة سرية مقرها قبرص، حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم الأحد، إن ملف التجسس الأمريكى – البريطانى على إسرائيل، أثار توترا كبيرا فى العلاقات بين تل أبيب من ناحية وواشنطن ولندن من ناحية أخرى.
وأضافت الصحيفة التى تتابع الملف لليوم الثانى على التوالى، أن التسريبات التى كشفتها وثائق "حملة الفوضوى" التى نشرها ادوارد سنودان، العميل السابق فى الاستخبارات الأمريكية يوم الجمعة الماضى، أظهرت أن البلدين كانتا تتابعان أيضا تطوير إسرائيل لصاروخ "انكور شحور".
الصاروخ انكور شحور
ويعد هذا الصاروخ الهدف فى مشروع منظومة الدفاع الصاروخى الإسرائيلى "حيتس" بعيدة المدى، حيث يجرى اطلاقه من طائرات "F-15" ، ليجسد الهدف خلال التدريبات التى تجريها إسرائيل لمنظومة حيتس ومنظومات الصواريخ الأخرى التى تنتجها شركة "رفائيل" الإسرائيلية بالتعاون مع شركة "ريتان" الأمريكية، وأتضح أن هذا الصاروخ كان أيضا من الأهداف التى تعقبتها أجهزة التجسس الأمريكية – البريطانية.
ونقلت يديعوت عن وزير شئون الاستخبارات الاسرائيلية يسرائيل كاتس، قوله: "إن عملية التجسس تعتبر "مس خطير" بأمن دولة اسرائيل، وليس من المناسب ومن غير الأخلاقى ان تقوم الدول الصديقة بالتجسس على دولة اسرائيل".
وأضاف وزير الاستخبارات الإسرائيلى: "نحن لا نتصرف هكذا تجاه الولايات المتحدة، بل، فى هذه الفترة بالذات التى يسود خلالها التعاون الاستخبارى العميق، من المؤكد انه ليس من المناسب أن تجرى عمليات من هذا النوع، سنضطر إلى فحص الموضوع واستخلاص الدروس لكى لا يتكرر الأمر".
أزمة ثقة بين أوباما ونتانياهو
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسئول سياسى إسرائيلى رفيع قوله إن هذه القضية تكشف إزمة الثقة العميقة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، والتشكك فى الموضوع الايرانى.
وقال المسئول الإسرائيلى: "كان من الواضح لنا بأن الأمريكيين يتجسسون علينا، وهذا مقلق جدا، لأنه يعنى بأن كل اسرارنا مكشوفة"، مضيفا: "نقطة الانطلاق الآن هى انهم يعرفون كل شيء ويصغون الى كل شيء، والاخفاق الأكبر يكمن فى تفكيك التشفير، وهذا يشير الى نقطة ضعف وثغرة كبيرة يجب سدها بأسرع ما يمكن".
فيما قال وزير البنية التحتية يوفال شتاينتس، معقبا باسم الحكومة الإسرائيلية: "هذا لم يفاجئنا لأننا نعرف بأن الولايات المتحدة تتجسس على العالم كله، بما فى ذلك أصدقائها، لكننا بالتأكيد نشعر بالخيبة".