بالصور مشروع الذهب الأصفر أكبر محطة إنتاج داجنى بالوادى الجديد تتحول إلى حديقة عامة مهجورة فى الخارجة مدير المحطة: الخصخصة أوقفت المشروع والمحافظ: نبحث طرحها للاستثمار الحر قريبا

أحجار متراكمة وأسوار متهدمة وبرك من المياه فى أرجاء المكان، هى كل ما تبقى من أكبر مشروع إنتاج داجنى فى محافظة الوادى الجديد، والذى أطلق عليه مشروع الذهب الأصفر منذ الثمانينات حتى توقف المشروع وتم تدميره بالكامل لتظل أطلاله شاهدة على أن محافظة الوادى الجديد هى البيئة الخصبة لتنفيذ المشروعات الاقتصادية الناجحة. المحطة الأكبر من نوعها على مستوى المحافظة وكانت محطة إنتاج البط البكينى والدجاج الرومى والأبيض بمنطقة البستان هى الأكبر من نوعها على مستوى المحافظة، والتى كانت تضم 14 عنبرا متكاملا للإنتاج والتسمين وحاضنات البيض بجانب 5 برك مياه على مساحة 14 فدانا، لتتوقف عن العمل عام 1993م بعد صدور قرار بخصخصة المشروعات فى النظام البائد ويتم بيع أصول المشروع وتحويل العنابر إلى مخازن ويتبعها محاولة استغلال المسطحات الخضراء بتحويلها إلى حديقة عامة ويتم اعتماد مبالغ مالية نظير ذلك، إلا أن المشروع يفشل أيضا، وتحولت تلك المنطقة إلى حديقة مهجورة وبؤرة لاستقطاب المنحرفين فى ظل تهدم الأسوار وعدم وجود الحراسة الكافية للموقع.

بدأ تنفيذ مشروع محطة الإنتاج الداجنى فى عهد الدكتور فاروق التلاوى محافظ الوادى الجديد آنذاك، بطاقة إنتاجية كبيرة تصل إلى 13 ألف طائر أسبوعيا، وإنشاء 14 عنبرا متكاملا، و5 برك للبط، وكان يتم تحقيق الاكتفاء الذاتى لأهالى المحافظة من اللحوم البيضاء، ويتم تصدير الفائض إلى محافظات سوهاج وأسوان والأقصر والمنيا. مدير المحطة: المشروع كان ينتج كميات هائلة من البط والدجاج ويقول المهندس سعيد حداد مدير المحطة آنذاك فى تصريح خاص لـ"انفراد": إن هذه المحطة كانت تعرف باسم مشروع الذهب الأصفر لما كان يتم إنتاجه من كميات هائلة من البط والدجاج، فكانت تتضمن 8 عنابر لإنتاج الكتاكيت من عمر يوم حتى عمر شهر و4 عنابر للتسمين حتى عمر 3 شهور ليتم إطلاقها إلى البرك فيما بعد وعنبرين لإنتاج البيض بواقع 2500 بيضة فى اليوم، وعنبر للتفريخ أسبوعيا وكانت المحطة توفر فرص عمل لأكثر من 140 شخصا كعمالة مباشرة بجانب العمالة غير المباشرة وحركة النقل المستمرة نتاج الشراء المباشر من عنابر المحطة سواء من داخل أو خارج المحافظة.

وأضاف "حداد"، أن المحافظة تكبدت خسائر هائلة بعد وقف المشروع لما كان يدره من دخل كبير لصالح المحافظة، ويحقق الاكتفاء الذاتى من اللحوم البيضاء لأبناء المحافظة ولباقى المحافظات المجاورة، إلا أن قرار الخصخصة قد صدر سياديا، وتسبب فى وقف المحطة وتم بيع الأمهات وبيع مشروع إنتاج الرومى فى مزاد علنى وتم وقف التفريخ والتسمين وتحويل العنابر إلى مخازن، لتنتهى قصة أكبر مشروع للإنتاج الداجنى على مستوى المحافظة.

فكرة تحويل المشروع لحديقة عامة ويؤكد المهندس صلاح خليفة مدير تحسين البيئة سابقا وسكرتير عام نقابة الزراعيين فى تصريح خاص لــ"انفراد"، أنه بعد وقف مشروع محطة الإنتاج الداجنى بحثت المحافظة آليات الاستفادة من الموقع فى عهد اللواء الراحل عثمان شاهين محافظ الوادى الجديد الأسبق، وتم اقتراح فكرة تحويله إلى حديقة عامة لاستقبال الرواد من أهالى مدينة الخارجة وبالفعل تم عمل الحديقة وإنشاء مكتبة ثقافية يشرف عليها قطاع الثقافة بالمحافظة بجانب عمل أسوار ومسطحات مائية وبئر خاص بالحديقة ورصف الطرق المتخللة للمسطحات وإنارتها بالكامل.

وبدأ تشغيل الحديقة لفترة محددة تم تنظيم الدخول إليها بتذاكر ووضع قطار الأطفال "الطفطف" فيها لكونها شاسعة المساحة، إلا أن الإهمال طال الموقع وتحولت الحديقة إلى منطقة مظلمة وتهدمت أسوارها وأصبحت غير صالحة لاستقبال الرواد من المواطنين.

وكان المجلس التنفيذى لمحافظة الوادى الجديد قد أوصى فى جلسته الأخيرة بضرورة طرح حديقة البستان للاستثمار بنظام حق الانتفاع لمدة 10 سنوات أمام المستثمرين بهدف الاستفادة من هذه المساحة فى عمل مشروعات مناسبة إلا أن الإقبال على فكرة الاستثمار فيها لم تجد صدى من المستثمرين على الرغم من إعادة طرح الحديقة لأكثر من مرة فى المزاد العلنى دون أن يتقدم أحد لتظل هذه المساحة الساشعة بدون استغلال وتتحول إلى بؤرة لاستقطاب المنحرفين من مدمنى المخدرات والشواذ الذين يلجأون إلى الحديقة التى يلفها الظلام الدامس لممارسة أنشطتهم المحظورة وسط استياء شديد من أهالى حى البستان المتاخم للحديقة والذين يلجأون للمسجد الموجود داخل الحديقة لأداء الصلاة فيه مؤقتا، لحين الانتهاء من إنشاء مسجد الحى.