لهجة "الرئيس" تظهر فى خطاب ترامب أمام الكونجرس.. الرئيس الأمريكى تخلى عن تصريحاته المثيرة للجدل.. وتبنى إيقاع رجل الدولة وعاد إلى النهج المؤسسى فى السياسة.. والصحف تراه أفضل خطاب له على الإطلاق

فى أول خطاب القاه أمام الكونجرس أمس الثلاثاء بدا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أقل حدة عن خطاباته الصاخبة التى طالما عرف بها منذ حملته الإنتخابية وحتى بعد وصوله للبيت الأبيض. وتحدث ترامب عن القضايا الرئيسية التى تشغل صناع السياسة الأمريكية دون أن ينحرف نحو التصريحات المثيرة للجدل سواء بشأن منتقديه خاصة الإعلام الأمريكى أو تلك الخاصة بالمهاجرين. ولفتت النبرة الأكثر اعتدالا التى إنتهجها الرئيس الأمريكى، إنتباه الصحف الأمريكية، حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه على الرغم من أن ترامب أكد على نهج السياسة الخارجية "أمريكا أولا"، قائلا "ليس مهمتى تمثيل العالم لكن تمثيل الولايات المتحدة الأمريكية"، إلا أنه أكمل قائلا "لكن نعرف أن أمريكا أفضل عندما يكون هناك صراعات أقل". ولم ينطق الرئيس طيله خطابه شعار "أمريكا أولا"، مثلما اعتاد خلال حملته الإنتخابية وأصبح الشعار رمزا لخططه وتبريرات قراراته، وتشير الصحيفة إلى إنه بدلا من ذلك قال إن واشنطن سوف تعمل مع حلفائها، القدامى والجدد، بما فى ذلك حلفاءه من الدول الإسلامية من أجل القضاء على تنظيم داعش وتحقيق الإستقرار وتجنب الحروب المستقبلية. وعلى النقيض من تصريحاته السابقة التى هاجم فيها حلف الناتو ووصفه بأنه منظمة عفا عليها الزمن، إتخذ ترامب لغة أقرب للسياسة الأمريكية المؤسسية قائلا "نحن نؤيد بقوة حلف شمال الأطلسى، وهو التحالف الذى تشكل عبر روابط حربين عالميتين قضت على الفاشية، وحرب باردة هزمت الشيوعية". ورأت صحيفة وول ستريت جورنال أن خطاب الرئيس ترامب أمام الكونجرس يعكس تحول فى النغمة الجدلية التى إعتاد عليها، وأشارت إلى أنه على الرغم من عدم حدوث تغيرات سياسية رئيسية، لكن بدا خطاب الرئيس الأمريكى أقل حدة، لافتة إلى أنه إتبع لهجة أكثر رئاسية من تلك التقليدية التى طالما عُرف بها. وأضافت أنه أصدر دعوة بالتجديد الأمريكى فى تناقض صارخ مع موقفه القومى الذى ميز خطاب تنصيبه فى يناير الماضى. وبالإضافة إلى ذلك فإنه دعا إلى وحدة الشعب الأمريكى فى أعقاب الهجمات على المواطنين من أصل هندى فى كنساس وغيرها من التهديدات. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمام الكونجرس بمجلسيه أمس الثلاثاء، سيقوى شوكته فى منصبه التنفيذى وسيعزز الجمهوريين فى الكونجرس الذين يدعمونه. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخطاب كان أفضل خطاب مهم لترامب كرئيس، وربما يكون أفضل خطاب له على الإطلاق منذ دخوله المعترك السياسى فى يونيو 2015. فرغم أن ترامب لم يبتعد عن رؤيته القاتمة للوضع الحالى لأمريكا، إلا أن لهجته بشكل عام كانت أكثر تصالحية وتفاؤلا مما كان عليه من قبل. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قام بعدة أمور جيدة فى الخطاب، منها إدانته التهديدات ضد المراكز اليهودية فى بداية الخطاب، وتكريمه أرملة ضابط البحرية الذى قتل فى اليمن مؤخرا فى لحظة كانت قوية للغاية. ورغم أن المنتقدين سيهاجمون بعض مزاعم ترامب فى الخطاب، ومنها ما قاله عن زيادة العنف فى أمريكا، وما بدا عليه أحيانا من رغبة فى العودة إلى نفسه التصادمية لاسيما عند مناقشة الهجرة والجدار الحدودى، إلا أن ترامب قدم دفاعا قويا عن رؤيته القومية وقال "وظيفتى ليست تمثيل العالم، ولكن وظيفتى تمثيل الولايات المتحدة الأمريكية". واعتبرت الصحيفة أن الجمهوريين فى الكونجرس فازوا بهذا الخطاب، مشيرة إلى أن رئيس مجلس النواب بول ريان ورئيس الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل كانوا قلقين بشأن ما سيقوله ترامب. إلا أن هذا الخطاب هدأ أعصاب الجمهوريين فى الكونجرس، وأقنعهم أن ترامب قادر على أن يكون الرئيس الذى يأملونه. وفى تقرير آخر، قالت واشنطن بوست إن ترامب سعى إلى إعادة جمع وعوده الانتخابية المتشددة ببريق معتدل، ويعلن ما وصفه بالفصل الجديد من العظمة الأمريكية بالتجديد الاقتصادى والقوة العسكرية. وأوضحت الصحيفة أن ترامب سعى إلى إرساء الاستقرار لرئاسته بعد 40 يوم أولى عاصفة، وتطرق خلال خطابه الذى استمر ساعة إلى خططه لإصلاح الرعاية الصحية والضرائب، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل محددة. أما شبكة "سى إن إن" الأمريكية، فقالت إن ترامب فى خطابه قدم رؤية لهدف وطنى مشترك، وتحول عن النهج المظلم الذى ساد فى خطابته المهمة السابقة للأمريكيين. وتبنى ترامب، كما تقول "سى إن إن" إيقاع رجل الدولة، وقدم إشارات ملهمة، ولوهلة، تحول هذا الرجل الذى وصفته بأنه من أكثر السياسيين غير التقليديين إلى رئيس تقليدى وهو يسعى لتحقيق الاستقرار فى إدارته بعد الأسابيع الخمسة المضطربة الماضية. وعلى الرغم من أن لغته كانت أكثر نبلا وتوحيدا عن المعتاد، إلا أنه لم يقدم الكثير عن جوهر سياساته حول قضايا الهجرة والتجارة والدفاع والمكافحة الإرهاب، وكانت النتيجة وصفة قومية شعبوية قال إنها ستؤدى إلى فصل جديد من العظمة الأمريكية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;