مساعى "صباحى" لزعامة حزبية جديدة المرشح الرئاسى السابق يحاول ضم أحزاب التيار الديمقراطى تحت رئاسته ومصادر: "مستحيل" وخبير: عودته للمشهد لن تأتى بجديد

لا تهدأ محاولات المرشح الرئاسى السابق، حمدين صباحى، لتكوين كيانات سياسة تحمل نفس الصياغة السياسية والأهداف، بهدف توحيد صف القوى الديمقراطية المؤمنة بأهداف الثورة، ودائما ما يكون ذلك خطوة تعقب فترة من الاختفاء، تعود به إلى المشهد مرة أخرى.

أحدث تلك الدعوات هى تشكيل "كيان" يضم شباب ثورتى 25 يناير و30 يونيو للدفاع عن الحريات حسبما جاء فى تصريحاته بوسائل الإعلام، وخوض انتخابات المجالس المحلية عوضًا عن انتخابات مجلس النواب الذى جاء قراره آنذاك بعدم المشاركة اعتراضًا عن القوانين المنظمة للعملية الانتخابية من ناحية، وضعف الإمكانات وندرة المقرات بالمحافظات من ناحية أخرى.

ويجد صباحى نفسه مشتتًا أحيانًا بين تشكيل كيان معارض قوى وبين دعم الدولة من ناحية أخرى، فقد سبق وأن دعا حمدين إلى حوار مجتمعى عقب سقوط الطائرة الروسية على أرض سيناء، للبحث عن حلول وبدائل ضد الحملة الشرسة التى تشنها قوى الغرب على مصر، إلا أن الحوار لم يعقد حتى الآن.

بالنظر إلى دعوات صباحى نجدها واحدة من حيث الشكل والمضمون والأهداف بدءًا من تأسيسه للتيار الشعبى الذى باشر أعماله السياسية عقب ثورة 25 يناير لرفض هيمنة جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية على الثورة، مؤكدًا حينها على إيمانهم بأهمية القيم الأساسية للإسلام "الحرية والعدل والمساواة والتقدم والمحبة" ورفض التمييز بين البشر على أساس المعتقد أو الجنس أو اللون، كما يرفض احتكار أى طرف للحديث باسم الدين.

وإيمانه بدور القوات المسلحة فى الدفاع عن الوطن واستقلال أراضيه وحماية أمنه الوطنى والقومى، إلا أن الجماعة وقتها قد نجحت فى الوصول إلى الحكم.

ومن ثَمَّ شارك حمدين فى تأسيس جبهة الإنقاذ مع عدد من الشخصيات العامة كأمين جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى، والدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية السابق وعدد آخر من الشخصيات لمجابهة حكم الإخوان والفاشية والإقصاء باسم الدين.

وما لبث مؤسس التيار الشعبى بعد خروج جماعة الإخوان من الحكم حتى خاض معركة الانتخابات الرئاسية أمام المشير عبد الفتاح السيسى آنذاك، ولم تكن النتائج مرضية على أى حال فقد حصل على نسبة ضعيفة للغاية ليشكل بعدها تيارا آخر تحت عنوان التيار الديمقراطى الذى ضم الأحزاب التى أعلنت عن دعمها له وقت انتخابات الرئاسة.

وقد سبق كل ذلك مشاركته فى تأسيس حزب الكرامة، الذى ما لبس أن قدم استقالته من عضويته واكتفى أن يكون رمزا من رموزه.

ومن الملاحظ أن التيار الديمقراطى لم تتوقف أنشطته واجتماعاته بمشاركة صباحى وآخرين، الأمر الذى يثير التساؤل، لماذا كيان جديد فى وجود كيان قائم بالفعل ويضم نفس القوى التى تتبنى أفكار واتجاهات المرشح الرئاسى السابق؟! هل سيقدم هذا الكيان جديدا؟ هل سيضم أحزابا من خارج التيار الديمقراطى؟ ويبقى السؤال الأهم هل سيحمل لواء المعارضة أم سيكتفى بانتقاد السلطة على استحياء؟، كلها تساؤلات تحتاج لإجابات واضحة.

وقالت مصادر لـ"انفراد"، من داخل التيار الديمقراطى، إن المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى يسعى ليس فقط لإتمام اندماج حزبى التيار الشعبى والكرامة، ولكنه يسعى لاندماج جميع أحزاب التيار الديمقراطى بمختلف تنوعاتها وإيدولوجياتها السياسية فى حزب واحد.

وأضافت المصادر، أن محاولات صباحى مستحيلة من حيث الشكل والمضمون لممانعة بعض الأحزاب لفكرة الاندماج أولا، وترأس "صباحى" لهذا الكيان الجديد ثانيا، وللاختلاف الفكرى بين أحزاب التيار الديمقراطى والتى يصعب دمجها.

الكرامة: تحركات صباحى هدفها دمج أحزاب التيار الديمقراطى بحزب واحد ومن جانبه قال الدكتور محمد بسيونى القيادى بالتيار الديمقراطى، إن تحركات مؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى لتأسيس كيان جديد، هدفه إدماج أحزاب التيار الديمقراطى والتيار الشعبى والكرامة فى حزب واحد.

وأوضح بسيونى لـ"انفراد" أن هدف حزب صباحى هو ضم كيانات وقطاعات واسعة من المنتمين لثورة 25 يناير و30 يونيو، لافتًا إلى أن الدعوة تشمل أيضا كل المؤمنين بالحريات والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطنى.

خبير سياسى: "صباحى" يحاول العودة إلى المشهد السياسى من خلال الكيان الجديد ومن ناحيته قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الكيان الجديد الذى يسعى المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى لتأسيسه لن يأتى بجديد، مؤكدا أن المعارضة المصرية منقسمة على نفسها بالإضافة لعدم وجود مبررات المعارضة على مختلف درجتها من برنامج ورؤية وإطار عام يحكمها على حد قوله.

وأضاف "فهمى" لـ"انفراد"، أن المعارضة لن تكون إلا من داخل البرلمان لكى تكون فعالة، مؤكدا أن البرلمان يفتقد وجود المعارضة المنظمة وأن ما يحدث هو معارضة لبعض التشريعات أو قوانين معينة.

وتابع، "صباحى يحاول طرح نفس الفكرة التى تبنتها جبهات وتيارات وأحزاب وحكومات ظل فى وقت سابق من خلال كيانات جديدة، لذلك لا أتوقع أن تأتى بثمارها".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن حمدين صباح فى حقيقة الأمر يبحث عن عودة جديدة للمشهد السياسى من خلال طرح نفسه فى صورة مختلفة سواء كان التيار الشعبى أو جبهة الإنقاذ أو التيار الديمقراطى، لافتا إلى أن ذلك يأتى استثمارًا للمشهد فى ظل خلوه من المعارضة الحقيقية.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;