يبدو أن المخاوف التى كانت تعبر عنها بعض القيادات الإخوانية من إمكانية تغير الموقف التركى من مصر، اقتربت من الحقيقة، فالتصريح الذى أدلى به وزير الخارجية التركى جاويش أوغلو بأن بلاده تريد تطبيع العلاقات مع مصر، أحدث حالة من القلق لدى التنظيم وقياداته فى تركيا، والذى يهيئ نفسه الآن لإجراء انتخابات داخلية شاملة.
قيادات الجماعة تلتزم الصمت
التزمت قيادات الجماعة خلال الساعات الأخيرة بالصمت على تصريحات وزير الخارجية التركى، ولم يصدر أى بيان – على غير العادة – أو تصريح من مسئول العلاقات الخارجية للتنظيم، للحديث حول هذه التصريحات، بينما استنكر حلفاء من الإخوان، اعتماد الجماعة بشكل أساسى على الغرب.
بعض حلفاء الإخوان يمجدون داوود أوغلو
ولجأ بعض حلفاء الإخوان إلى التمجيد فى داوود أوغلو، وطريقة التعامل مع شعبه، بعد تلك التصريحات مباشرة، حيث قال باسم خفاجى، أحد حلفاء الإخوان فى تركيا، إنه يعجبه طريقة مصافحة رجب طيب أردوغان لشعبه والعاملين فى تركيا.
فيما استنكر ممدوح إسماعيل، أحد حلفاء الإخوان فى تركيا، طريقة جماعة الإخوان فى الاعتماد بشكل مباشر على الغرب، والتوقع بأن الأوروبيون سيستطيعون إنقاذهم من أزمتهم، وسخر فى تصريح عبر صفحته على "فيس بوك" من اعتماد الإخوان على الغرب قائلا: "أوباما يبكى قيادات الجماعة".
مصادر: التنظيم قلل خلال الآونة الأخيرة تواصله مع الحكومة التركية
وكشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن التنظيم قلل بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة تواصله مع الحكومة التركية، خاصة بعد الأزمة التى تشهدها الجماعة، فى ظل انشغال القيادة الحالية باللقاءات التى تجريها لإيجاد حل لأزمتهم الداخلية.
فيما قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التصريحات التى خرجت من وزير الخارجية التركى بأن أنقرة تريد تطبيع العلاقات مع مصر تشير إلى أن تركيا أيقنت أنها مخطئة، وموضحا أن أى مصالحة بين الدولتين تقتضى التوقف عن التصريحات التحريضية التى يدلى بها رجب طيب أردوغان ضد مصر، ووقف بث القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا، وطرد قائمة من قيادات الجماعة المتهمة بالإرهاب.
وأضاف "فهمى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن تركيا تصدر هذه التصريحات قبل انعقاد المؤتمر الإسلامى المقرر إجراؤه فى أنقرة كى يكون هناك تمثيل مصرى كبير فى هذا المؤتمر، موضحا أن المملكة العربية السعودية تدفع نحو المصالحة بين القاهرة وأنقرة، كى تستطيع تشكيل تحالف إسلامى قوى فى مواجهة إيران.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة أصبح لديها حالة من القلق من التصريحات التى تصدر من مسئولين تركيين خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن أى تغيير سيؤثر على تواجد القيادات المتواجدة فى إسطنبول.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة فقدت الاتصال خلال الفترة الأخيرة بقيادات الحكومة التركية، وكلما اقترب موعد المؤتمر الإسلامى الذى سينعقد فى أنقرة ستشعر الجماعة بمزيد من الإحباط.
كان جاويش أوغلوا وزير الخارجية التركى أكد أن بلاده تريد تطبيع العلاقات من جديد مع مصر، وأن الشعب المصرى شقيق للشعب التركى، وأضاف أوغلو فى المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره السعودى عادل الجبير فى الرياض أنه كانت هناك عدة لقاءات بوزير الخارجية المصرى سامح شكرى، من بينها لقاء فى نيويورك، وكان من المفترض الاتفاق على اجتماع مشترك بينهما لكن تم إلغاؤه.