عاد النقاش حول قضية "خليفة خامنئى" المرشد الأعلى يظهر على الساحة مجددا فى إيران، واكتسبت قضية اختيار الزعيم الأعلى زخما كبيرا بعد الشائعات حول تدهور صحته بعد خضوعه لعملية جراحة استئصال سرطان البروستاتا عام 2014، وبات قرار تعيين خليفته ووريثه لمنصب الولى الفقيه يصنع الآن فى الكواليس غير أن هناك إشارات تخرج للعلن حول ترشيح شخصيات بعينها للمنصب.
وكشف المتحدث باسم مجلس خبراء القيادة آية الله سيد أحمد خاتمى عن "لجنة سرية" فى مجلس الخبراء لترشيح 10 أشخاص يتم اختيار خليفة المرشد الأعلى على خامنئى من بينهم وفقا لمواد 107 و 109 للدستور الإيرانى، وذلك بطلب من خامنئى نفسه، حيث طلب منذ 15 عاما أن يختار 10 أشخاص من المؤهلين للمنصب على حد قوله.
وأضاف خاتمى أن فكرة اختيار 10 أشخاص ليست جديدة، حيث يتم متابعتها خلال الـ 20 عاما الأخيرة، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة سرية لدراسة واختيار 10 من أفضل الأشخاص المؤهلة لمنصب الولى الفقيه، وأشار رجل الدين المتشدد أحمد خاتمى إلى أنه لا يحق لأحد التعرف على هؤلاء الأشخاص حتى هو، لكن لو طلب خامنئى سيتم وضع أسماء هؤلاء الأشخاص تحت تصرفه.
ولم تعد النقاشات حول تعيين خليفة خامنئى من المحظورات، بعدما تجرأ رئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام هاشمى رفسنجانى لأول مرة وحطم التابوهات فى ديسمبر 2015، وتحدث إلى العلن عن لجنة إيرانية تدرس المرشحين المحتملين لشغل منصب الزعيم الأعلى وهو ما اعتبر آنذاك كسرا لأحد المحرمات على مدى السنوات الماضية.
وتحدث للمرة الثانية فى يونيو 2016 أى قبل 7 أشهر من وفاته، قائلا "إن لجنة فى مجلس الخبراء معنية بالبحث فى الصلاحية العامة للأسماء المرشحة للقيادة بعد مباحثات طويلة مع المئات من الأشخاص توصلت إلى شخصين وطرحت اسمهما سرا على المجلس لخلافة منصب "خامنئى" الولى الفقية ".
ورغم أن النقاش اتسع فى السنوات الأخيرة إلا أن الدوائر الرسمية لا تزال تتجنب الخوض فى تعيين خليفة الولى الفقيه وذلك تجنبا لخطرأن يعتبر ذلك تقويضا لأقوى شخصية فى إيران، إذ أن الجهة الرسمية الوحيدة التى تحدثت كانت إما أعضاء مجلس الخبراء أو المرشد نفسه الذى طالب فى مارس 2016 اختيار زعيم "ثورى" يخلفه.
أسماء مرشحة لخلافة خامنئى
وهناك عدة أسماء مرشحة لخلافة المرشد الأعلى على خامنئى وفقا لتقارير إعلامية، من بينهم آية الله محمود هاشمى شاهرودى، نائب رئيس مجلس الخبراء، ويرى مراقبون أن شهرودى هو مرشح يؤيده خامنئى وقبل كل شىء يعتقد أنه يحظى بتأييد الحرس الثورى، والمرشح الثانى هو آية الله صادق لاريجانى الرئيس الحالى للسلطة القضائية الذى رشح للمنصب مرتين على يد خامنئى، ويأتى من أسرة ذات نفوذ سياسى وله شقيق يرأس البرلمان والثانى شغل العديد من المناصب الحكومية الرفيعة، ويدخل الرئيس حسن روحانى ضمن قائمة المرشحين، وأحمد جنتى رئيس مجلس الخبراء البالغ من العمر 90 عاما.
ويأتى المرشح الأبرز حجة الاسلام سيد إبراهيم رئيسى سادن العتبة الرضوية المقدسة، وهى إحدى أكبر المؤسسات الخيرية في إيران بمدينة مشهد، الذى رفض عرضا من التيار الأصولى مؤخرا للترشح للرئاسة بدعوى أن لديه مشكلات عديدة فى مدينة مشهد عليه حلها، ويبلغ رئيسي من العمر 56 عاماً، وينحدر من مدينة مشهد وشغل منصب المدعي العام، ومديراً لمكتب التحقيقات العام، والمدعي الرئيسي بالمحكمة الخاصة برجال الدين والمسئولة عن تأديب رجال الدين، ويعتبر خامنئي من الداعمين الرئيسيين له فقد عينه خامنئي مؤخراً سادناً لمدينة مشهد، والمسئولة عن ضريح الإمام الرضا (الإمام الثامن لدى الشيعة الاثنى عشرية).
كيفية اختيار الولى الفقيه
ويكلف مجلس خبراء القيادة (وهو هيئة منتخبة من 86 شخصية من رجال الدين ممن يعرف عنهم التقوى والعلم) بمهمة اختيار المرشد الأعلى حال فراغ المنصب، وقد قام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، وذلك حينما اجتمعوا فورا فى أعقاب وفاة آية الله الخمينى ليختاروا آية الله على خامنئى خلفًا له فى عام 1989، كما يشرف مجلس الخبراء على أداء المرشد الأعلى للدولة الإسلامية وإقالته إذا فشل فى القيام بواجباته.
مهام الولى الفقيه
يجمع المرشد الأعلى السلطات الثلاثة فى يده (التشريعية والقضائية والتنفيذية) حيث هو من يعين قائد الحرس الثورى، ورئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون الحكومية، ورئيس السلطة القضائية، ورؤساء العديد من المؤسسات الدينية شبه الرسمية، ويتمتع المرشد الأعلى وحده بسلطة إعلان الحرب أو السلام، وبحسب الدستور يقوم المرشد الأعلى بوضع والإشراف على السياسات العامة للدولة، ويحدد طبيعة وتوجهات السياسات الداخلية والخارجية.
أحلام مجلس قيادة تتبخر مع وفاة رفسنجانى
ومع وفاة رفسنجانى تبخرت آماله بتولى مجلس قيادة يتشكل من فريق من رجال الدين الكبار، منصب الولى الفقيه بعد وفاة خامنئى، حيث طرح تلك الفكرة منذ سنوات، وقال فى إحدى مقابلاته أنه كان يفضل تشكيل مجلس شورى القيادة وكان خامنئى يوافقه الرأى آنذاك، لكن رفسنجانى حين طرح فكرة تشكيل شورى القيادة، قوبل بهجوم المتشددين عليه.