أخبار الولايات المتحدة
جاءت نتائج الانتخابات فى ولاية "ايوا" الأمريكية مفاجئة سواء على صعيد الحزب الجمهورى أو الديمقراطى. فلقد حقق السيناتور الجمهورى تيد كروز فوزا مفاجئا متقدما على منافسه الصاخب دونالد ترامب بنتيجة 27.7% مقابل 24.3% تلاهم ماركو روبيو 23.1%.
وأظهرت المحطة الاولى من الانتخابات التمهيدية منافسة حامية داخل الحزب الديمقراطى بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون التى حازت على 49.9% من الأصوات فى مواجهة السيناتور اليهودى بيرنى ساندرز 49.6%.
فصل انتخابى متقلب
ونشرت شبكة "سى.إن.إن" الإخبارية، الثلاثاء، على صدر موقعها الإلكترونى صورة تضع الجمهورى تيد كروز فى مواجهة كلا الديمقراطيين كلينتون وساندرز. مشيرة إلى أن الانتخابات فى "ايوا" أظهرت أن الولايات المتحدة بانتظار فصل انتخابى طويل ومتقلب قبل أن يتوحد الحزبين المنقسمين داخليا على مرشح واحد لكل منهما.
وأشارت إلى أن كلا من كلينتون وساندرز تركا "ايوا" فى منافسة حامية، التصويت الذى يسلط الضوء على الجدل داخل الحزب الديمقراطى بشأن عما إذا كان يجب عليهم التمسك بإرث الرئيس الحالى باراك أوباما أو الإنتقال نحو إصلاحات جذرية على صعيد الرعاية الصحية والإقتصاد.
الإعلام لا يختار مرشحين
وتضيف أن تفوق تيد كروز على دونالد ترامب يثير تساؤلات بشأن اعتماد الملياردير الجمهورى، صاحب التصريحات المثيرة للجدل، على شهرته بدلا من التنظيم السياسى التقليدى. وترى أن انتصار كروز يجعله قوة هائلة فى ولايات الجنوب حيث يمنح الأمل للحركات المحافظة بأن شخصا منهم يمكن أن يصبح المرشح الجمهورى لأول مرة منذ الرئيس الأسبق دونالد ريجان.
وتمضى أن بفوزه فإن كروز وجه ضربات لكلا من منافسه ترامب وللنخبة داخل الحزب الجمهورى التى لم تدعمه. وقال السيناتور الجمهورى فى تصريحات عقب النتائج: "لقد أرسلت ايوا إشعارا بأن المرشح الجمهورى والرئيس المقبل للولايات المتحدة لن يتم إختياره عن طريق وسائل الإعلام، أو النخبة فى واشنطن".
والنظام الانتخابى فى "ايوا" يعتمد على مشاركة الناخبين فى مجالس انتخابية أو ما يطلق عليه "كوكوس"، التى تمثل اجتماعات للحزب سواء الجمهورى أو الديمقراطى لإختيار كل حزب مرشحه للانتخابات العامة. إذ يشارك الناخبون من الحزبين الرئيسيين فى مؤتمرات حزبية لإختيار المرشح أولا.
ساندرز يفاجأ كلينتون
وعلى صعيد الحزب الديمقراطى، فيبدو أن كلينتون وصلت إلى طريق مسدود فى مواجهة بيرنى ساندرز. وقد اعترفت المرشحة الأوفر حظا أنها تنفست الصعداء بعد إفلاتها من ايوا، الولاية التى فقدتها أمام أوباما فى الانتخابات التمهيدية 2008، غير أنها وعدت بحملة قوية فى مواجهة ساندرز.
وقال بيرنى، صاحب الـ73 عاما، والذى كان يتراجع فى استطلاعات الرأى خلف كلينتون بـ30 نقطة قبل 3 أشهر، أمام حشد كبير من مؤيديه أن حملته حققت تقدما كبيرا." وتشير سى.إن.إن إلى أنه على الرغم من أن ساندرز حقق نتائج هائلة فى "ايوا" ويفترض أنه سيكررها فى نيو هامبشاير، فإنه ربما يواجه عقبة فى مواجهة الناخبين الأكثر تنوعا عرقيا فى ولايات أخرى مثل جنوب كارولينا.
نفاذ صبر الأمريكيين
ورأت صحيفة نيويورك تايمز أن نتائج الانتخابات الحزبية فى "ايوا" أكدت أن على الرغم من شقوق الثقافة والسياسة الآخذة فى الإتساع والتى قسمت اليمين واليسار، فإن الناخبين متحدون فى نفاذ الصبر وحتى الإشمئزاز مما يعتبرونة نظام غير فعال.
وتوضح أن بالنسبة للجمهوريين، فإن العدو هو حكومة متجاوزة تخنق حرياتهم ومحافظ نقودهم. وبالنسبة للديمقراطيين، فإنه اقتصاد غير عادل يغرق رواتبهم وتطلعاتهم. ويقول ديفيد جيرجين، مستشار لأربعة رؤساء أمريكيين سابقين أن فوز كروز من الحزب الجمهورى واقتراب ساندرز بقوة من كلينتون فى الحزب الديمقراطى يظهر المرارة التى أصبح عليها الناخبين.
ويضيف أن الفائز من الجانب الجمهورى يمثل أقصى اليمين والمنافس القوى فى الحزب الديمقراطى يأتى من أقصى اليسار، مما يجعل التصويت فى ايوا بأنه تصويت على سحب الثقة من النظام الاقتصادى الحالى.