انطلقت اليوم، السبت، فعاليات المؤتمر السابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بعنوان "دور القادة وصانعى القرار فى نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات"، برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وتغيب عن المؤتمر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، فيما شهد المؤتمر وجود ممثلين لأكثر من 30 دولة، ولم توجه الدعوة لكل من قطر وتركيا وإيران، كما شهد المؤتمر تواجدا برلمانيا مكثفا دعما للمؤتمر ولجميع التوصيات التى تصدر عنه.
فى البداية توجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على رعاية مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قائلا، "إيمانا منا بالمسئولية المشتركة، بل التضامنية، فى نشر ثقافة التسامح والسلام، وتأصيل فقه العيش المشترك، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومواجهة التحديات والإرهاب والفكر المتطرف والعمل على تفنيد مقولات أصحابهما الفكرية من جهة، واستئصال شأفتهما ميدانياً من جهة أخرى، لما يشكلانه من خطر داهم على الأمن والسلام العالمى، حيث لم يعد خطر الإرهاب قاصراً على منطقة جغرافية أو مناطق بعينها دون الأخرى، بل صار عابراً للحدود والقارات، سواء من خلال تنفيذ العمليات الإجرامية أم من حيث بث سمومه الفكرية عبر وسائل التواصل الحديثة والعصرية، التى لا تحدها حدود مكانية أو تستوقفها منصات الصواريخ أو مصداتها أو قببها الفولاذية .
وأضاف وزير الأوقاف، فى كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، "لا شك أن وجود إرادة سياسية قوية لمواجهة الإرهاب يعد أمراً حيوياً ومحركاً رئيساً لسائر المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والبرلمانية والأمنية والعسكرية، وأننا بحاجة لتضافر جهود تلك المؤسسات على مستوى كل دولة، وتكاملها على المستوى الدولى حتى نخلص الإنسانية جمعاء من شرور الإرهاب الغاشم، ونرسخ أسس المواطنة المتكافئة من جهة، وفقه التعايش السلمى والعيش الإنسانى المشترك من جهة أخرى.
وأكد مختار جمعة أن جميع الأديان والأعراف تحترم حق الإنسان فى الحياة الكريمة، دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق، وأن الدول التى آمنت بالتنوع وأرست أسس المواطنة المتكافئة فى الحقوق والواجبات هى أكثر الدول استقراراً وتقدماً وتحقيقاً للتنمية، وأن الدول التى وقعت فى براثن الصراعات المذهبية أو الطائفية أو العرقية هى أكثر الدول تمزقاً وتشتتاً، مشيرا إلى أن التصدع الذى يحدث فى دولة ما يلقى بظلاله على محيطها ومنطقتها، وكثيراً ما يتجاوز هذا المحيط الإقليمى إلى تداعيات دولية، ما يتطلب منا جميعاً العمل لصالح الإنسان والإنسانية واعتماد التواصل الإنسانى والحضارى بديلاً للصراع والإقصاء والرفض .
من جانبه قال الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتى الجمهورية اللبنانية، ممثلاً عن الوفود المشاركة، إن الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف المصرية، هذه المؤسسات الدينية العريقة، بالفعل تمثلنا جميعاً فى الأقطار العربية و الإسلامية جمعاء، ودائماً وعلى مر الأزمات والظروف والأحوال تثبت مصر، قيادة وحكومة وشعباً، أنها الدولة الأقدر على حمل القضايا العربية والإسلامية، فالأزهر ودار الإفتاء يقيمان العديد من المؤتمرات للدفاع عن الدين الحنيف .
وأضاف مفتى لبنان، فى كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن المؤتمرات المتتالية من أجل مواجهة الإرهاب والتشدد وتصحيح مفاهيم الدين، التى يحاول أعداء الإسلام ومن يدعى الانتساب إلى هذا الدين، يواجهونها بمفاهيم مغلوطة عن سماحة ديننا الحنيف، والمؤتمرات التى عقدت من أجل تعزيز مفهوم المواطنة داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية تضعنا على الطريق السليم، فأوطاننا فى خطر وأدياننا فى خطر، والأمر يستدعى أن نخرج جميعاً من إطار النظريات إلى المقررات والتوصيات ووضعها موضع التنفيذ على أرض الواقع، ومجتمعاتنا لم تعد أحادية العيش، فأكثر دول العالم أصبحت مجتمعاتها متعددة ومتنوعة، فكيف يمكن أن يتعايش الناس، مع اختلافهم الدينى والسياسيى، فى دولة بسلام وأمان فاسمحوا لى أن أقول إن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبى التسامح والاعتراف بالآخر .
وأشار مفتى لبنان إلى أن المسيحيين هم أصدقاء الدعوة الإسلامية، ونحن منفتحون وهذه رسالة الأزهر وجميع المؤسسات الدينية فى مصر منفتحة على الجميع على مختلف التيارات والجماعات، لأن دورنا نجمع، فديننا دين لكل العالمين ومن أجل ذلك أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نبلغ عنه ولو آية.
من جانبه قال السيد محمود الشريف، وكيل مجلس النواب ونقيب الأشراف، إن الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام، ومن يفعلون ذلك يرتكبون أكبر الذنوب، ونحتاج إلى نشر ثقافة السلام، فديننا دين السلام والإنسانية كلها تحتاج إلى السلام، ولقد ربى المصطفى صلى الله عليه وسلم اتباعه على الأخلاق، حيث بعث متمما لمكارم الأخلاق.
وأضاف "الشريف"، "النبى أصّل لنا فقه التعايش السلمى، ولا يكتمل إيمان المرء إلا بما يحب المرء لأخيه ما يحبه لنفسه، ويجب أن نعلم أن كف الأذى عن الناس صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، فما أحوجنا اليوم إلى إعلاء القيم الأخلاقية والإنسانية وأن يحل التراحم والتواصل محل الخلاف والشقاق بين الأمم والشعوب، مشدداً على دعم البرلمان لكل ما يصدر عن المؤتمر من توصيات".
فيما أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، ضرورة التركيز على جانب البناء، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع الرسل بعثوا لنشر الرحمة بين الناس، والأديان كلها تدعو إلى السلام والتعايش، لذا فإن المسئولية تبقى علينا جميعاً، وهى مسئولية مشتركة، مشددا على أن الإرهاب لا دين له.
وأضاف "علام"، فى كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أدعو جميع المؤسسات العمل للتصدى لتلك الأفكار المتشددة.
حضر المؤتمر سحر نصر وزيرة التعاون الدولى والاستثمار، والسيد محمود الشريف وكيل مجلس النواب، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهوية، والشيخ عبد اللطيف دريان مفتى لبنان، والدكتور أحمد حسنى رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أسامة الأزهرى عضو الهيئة الاستشارية برئاسة الجمهورية، وحلمى النمنم وزير الثقافة.