مرارة واستخفاف يسيطران على الثقافة السياسية الشعبية فى مصر، ظهرت ملامحها عندما حاولت الحكومة إخفاء قصورها وإهمالها فى سيول الإسكندرية بإلصاق تهمة الإهمال بعدوها الاستراتيجى المتمثل فى جماعة الإخوان، متخذة من خلافها مع «المحظورة» شماعة تعلق عليها كل سلبياتها، فأوهمت الرأى العام بأن هناك خلية إخوانية قامت بسد مصارف المياه فى الإسكندرية مما عرضها للغرق فى مياه المطر.
ومن سذاجة خلية الإسكندرية للبلاعات تتصاعد التفسيرات والأوهام والخيالات الساذجة لنصل إلى تمساح الإخوان، فبمجرد ظهور تمساح، على غير المتوقع أو المتصور، فى ترعة الإسماعيلية، وإعلان حديقة الحيوان استلامها له، تلقف الخيال الشعبى الحادث وصعد به إلى حد الوصول إلى تفسير أن التماسيح انتشرت فى مياه النيل بسبب انخفاض بحيرة ناصر بعد بدء إثيوبيا فى ملء «سد النهضة»!! ، وكالعادة امتزج الخيال الشعبى المرتبط بالجهل مع انتهازية البعض الذين يحاولون استغلال أى حادث أو شائعة للوثوب واختلاق مشهد لمغازلة الدولة فى إعلان الجهاد والمواجهة لمن تراهم الدولة إعداءً للوطن، وهذا ما حدث عندما تقدم عبدالمجيد جابر المحامى ومؤسس جبهة حماية مصر ببلاغ للنائب العام، يتهم فيه محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان وجماعته، بإلقاء بعض التماسيح بترعة الإسماعيلية بمسطرد وترعة المريوطية لبث الرعب فى نفوس المصريين وإشاعة الفوضى والذعر فى نفوس المواطنين. واختصم البلاغ رقم 1226 لسنة 2016 عرائض النائب العام، محمد بديع عبدالمجيد سامى مرشد جماعة الإخوان.
وقال البلاغ، إن هناك فئة منتمية لجماعة الإخوان قامت بإلقاء التماسيح داخل ترعة الإسماعيلية والمريوطية، لبث الرعب فى المواطنين وتعبئتهم ضد النظام لتحقيق أغراضهم الدنيئة فى قلب نظام الحكم والتحريض ضد مؤسسات الدولة.
وأكد البلاغ، أن من يدير المعديات فى ترعة الإسماعيلية والمريوطية بناهيا أغلبهم من جماعة الإخوان، وذلك بسبب أهدافهم الدنيئة مع النظام الجمهورى المنتخب بإرادة الشعب المصرى، إلا أن أعيننا تتربص لهم ونقف لهم بكل حزم، ورغم أن تفسيرات المتخصصين تشير إلى أن ظهور التمساح فى ترعة الإسماعيلية أمر وراءه عدة احتمالات منطقية، ورغم أن الحدث لم يتكرر إلا فى ترعة الإسماعلية بمنطقة مسطرد، إلا أن شائعات مواقع التواصل الاجتماعى واشتياق البعض لافتعال مواقف يغازلون من خلالها الحكومة حولت الحقائق والمواقف فى مصر إلى تفسيرات وتصرفات مستخفة بالعقول ومهينة للمجتمع كله، حتى إن بعض مواقع التواصل الاجتماعى تحدثت على مزارع للتماسيح تنتج جلود التماسيح باهضة الثمن والشاهد أن محاولة إلصاق مبرر ظهور تمساح فى ترعة الإسماعيلية بجماعة الإخوان، وأوهام بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى تحول لنكتة سخيفة نالت من سمعة مصر وحولتنا إلى مجال للتهكم والسخرية فى جميع أنحاء العالم.