قالت صحيفة الموندو الإسبانية إنه منذ بداية الصراع فى 2011 فى الدول العربية، واستمرار معاناة اللاجئين السوريين فى البحث عن ملجأ لهم وهروبهم إلى أوروبا، وتركيا تستغل تلك الأزمة الإنسانية من خلال جمع الأموال وكسب دول أخرى للحصول على مصالح وتحقيق أهداف وأولها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
واستثمر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية أزمة اللاجئين منذ بدايتها فى العديد من الأمور، التى كان أولها محاولات الظهور بمظهر الرئيس المتعاون الإنسانى الذى يتعاطف بشدة مع اللاجئين وقضيتهم، ثم استغل الأزمة الإنسانية لجذب المزيد من الأصوات المؤيدة له فى الانتخابات التشريعية الأخيرة، وبدأ المهاجرون التوجه إلى أوروبا، وتركيا تحاول أن تجمع أموال من جميع النواحى بحجة التصدى لأزمة اللاجئين، والآن يتجه أردوغان إلى تشيلى للمطالبة بأموال جديدة بحجة التصدى للاجئين.
زيارة أردوغان لتشيلى ضمن جولة بعدة دول بأمريكا الجنوبية
وصل أردوغان إلى تشيلى ضمن جولة بعدة دول بأمريكا الجنوبية يهدف من خلالها إلى تطوير العلاقات الاقتصادية معها ، ولكنه أعلن أن بلاده انفقت حتى الآن أكثر من 9 مليارات دولار لاستقبال نحو مليونين ونصف مليون لاجىء سورى وعراقى.
واستغل أردوغان زيارته إلى تشيلى وقام بوصفها بوابة تركيا الاستراتيجية على قارة أمريكا الجنوبية ودول الكاريبى، ولذلك فلابد من المشاركة فى الحد من اللاجئين، وقال أردوغان فى ختام لقاء مع نظيرته التشيلية ميشال باشليه إن "تركيا فتحت أبوابها من دون تفرقة لأكثر من 2.5 مليون لاجىء سورى وعراقى، وحتى الآن تجاوزت نفقات استقبالهم التسعة مليارات دولار".
وحصل أردوغان على 3 مليارات يورو لمساعدة اللاجئين السوريين من الاتحاد الأوروبى، والآن يلجأ إلى دول أمريكا الجنوبية فى محاولة منه لاستغلال الوضع وجميع أموال ومصالح.
وتعد هذه الزيارة التى قام بها أردوغان إلى تشيلى هى الثانية على مستوى رئاسة الجمهورية، بعد الزيارة الأولى التى قام بها رئيس الجمهورية التركى التاسع سليمان ديميرال عام 1995. وتحمل زيارة أردوغان إلى تشييلى أهمية كبيرة وخصوصا أنها توافق الذكرى 90 لإقامة العلاقات الدبلوماسية التركية.
وتطرق أردوغان، فى المؤتمر الصحفى، إلى مأساة اللاجئين التى تشهدها مناطق عديدة من العالم، قائلا إن "تركيا باستقبالها للاجئين السوريين والعراقيين الفارين من الحرب فى بلادهم، تستشعر أكثر من غيرها بالمأساة التى يعانيها هؤلاء، والأطفال الذين تلفظهم أمواج البحر على السواحل، كما نشاهدهم كل يوم فى وسائل الإعلام هم رموز هذه المأساة".
آمال وطموحات الرئيس التركى بالانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبى ستنتهى إلى سراب
ومن ناحية آخرى، يبدو أن آمال وطموحات الرئيس التركى بالانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبى ستنتهى إلى سراب، وهو ما أكده تصريحات مفوض الحكومة الألمانية لسياسات حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية كريستوف ستراسر، حيث أبدى ردة فعل شديدة على كل من الرئيس التركى وحكومة حزب العدالة والتنمية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان فى تركيا. وقال كريستوف ستراسر إنه تتم معاقبة الأشخاص الذين ينتمون لأفكار مختلفة فى تركيا، لافتًا إلى أن تركيا لن يمكنها الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبى طالما مارست هذه الأفعال تجاه الفئات المعارضة.
والاتحاد الأوروبى سيلتزم بالقوانين الواضحة والصارمة بشأن حقوق الإنسان وحرية الصحافة تجاه تركيا، خاصة وأن مفوض الحكومة الألمانية لسياسات حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية أكد أن "أردوغان أساء بصورة كبيرة للغاية لتركيا فى مجال حقوق الإنسان".