التطرف لا يخلق من عدم , لأنه بالأساس فكرة تزرع بالعقول , كنبته من جهنم تكبر و تنمو بأرض خاوية فتملؤها بنار الجهل و الغل و الفتنة .
تصريح مهم قاله اليوم ثروت الخرباوى أحد المنتمين لجماعة الاخوان سابقاً حيث إرتد على إنتمائه و أصبح من أشد المعادين لفكر الجماعة , قال الخرباوى أن " القيادة فى جماعة الإخوان تتبع أسلوب التلقين والحفظ رافضة التفكير أو البحث، قائلًا: "كانوا بيمنعوا القراءة لنجيب المحفوظ لأنه فى وجهة نظرهم بيبعدهم عن الدين، وكانوا بيمنعوا القراءة للمفكرين مثل طه حسين ، ويحاولون جاهدين منع شباب الإخوان من القراءة والتدبر" .
و هذا التصريح يطرح سؤال مهم إذا كان الاخوان المسلمين لا يقرأون لأهم الكتاب و المفكرين , اذا ما هى الكتب التى شكلت فكر الاخوان المسلمين ؟ و من هم المفكرون الذين زرعوا نبتة جهنم بعقول أجيال من المنتمين للجماعة ؟
من أهم الكتب التى شكلت فكر الجماعة المتطرف هو كتاب " رسائل حسن البنا " الذى لخص خلاله فكره فى تأسيس الجماعة و نظرتها فى التعامل مع كافة القضايا , و يتخذ المنتمين للجماعة هذه الرسائل دستور لهم , و قد قال البنا فى احد رسائله " اعتقد أيها السادة ، أن الحزبية السياسية إن جازت في بعض الظروف في بعض البلدان ، فهي لا تجوز في كلها ، وهي لا تجوز في مصر أبداً ، وخاصةً في هذا الوقت الذي نستفتح فيه عهداً جديداً ، ونريد أن نبني أمتنا بناء قوياً يستلزم تعاون الجهود وتوافر القوي والانتفاع بكل المواهب ، والاستقرار الكامل والتفرغ التام لنواحي الإصلاح. إن وراءنا في الإصلاح الداخلي منهاجاً واسعاً مطولاً ، يجب أن نصرف كل الجهود إلي تحقيقه ، لإنقاذ هذا الشعب الدائم الحيوية ، الجم النشاط ، المجهز بكل وسائل النشاط ، الذي لا ينقصه إلا القيادة الصالحة والتوجيه القويم ، حتى يتكون أصلح تكوين ، يقضي علي الضعف والفقر والجهل والرذيلة ، وهي معاول الهدم وسوس النهضات ، وليس هنا محل تفصيل هذا المنهاج فذلك له وقت آخر ، وأنا أعلم أننا جميعاً نشعر بثقل وطأة الأعباء ، وبالمجهودات العظيمة التي يجب أن تبذل في سبيل التنظيم الداخلي في كل مظاهر الحياة "
, و عن نقد الرسائل يقول الباحث بشئون الحركات الإسلامية سامح عيد فى كتابه" رسائل التكفير فى فكر حسن البنا "
عن المقياس الذى اتخذ منه البنا الأساس لإيضاح حقيقة دعوة الجماعة وأهدافهم وكان المقياس هو كتاب الله عز وجل «القرآن الكريم»، اعتبرها عيد خدعة قديمة ، حيث استغلها من قبل معاوية بن أبى سفيان عندما أوشك جيش على بن أبى طالب على الفوز، فأمرهم برفع المصاحف على أسنة الرماح منادين «تعالوا إلى كتاب الله ليحكم بيننا» وفُتن الخوارج بدعوة معاوية، ورد عليّ وقتها قائلا : أن القرآن حمال أوجه، أعاد التاريخ نفسه فى تلك المرحلة التى كانت مصر تتجه فيها نحو الحداثة بالنظام الحزبى والبرلماني، وكانت الملكية تقترب وقتها من الملكية الدستورية، فى ضوء وجود ثورة سعد زغلول موحدة قطبى الأمة «المسلم والمسيحي» وثورة ثقافية اجتمع فيها أساطين الثقافة المصرية بل العربية الحديثة، اعلن البنا عن دعوته للاحتكام إلى القرآن الكريم فى محاولة منه لتقويض حالة التقدم التى تخطو مصر إليها، رفضا للدولة الوطنية الحديثة وعودة إلى الخلافة.
كتاب أخر قد لا يخطر على بال أحد , اعتمد عليه الاخوان فى تأسيس فكرهم وهو كتاب بروتوكولات حكماء صهيون حيث يقول الشيخ أسامة القوصى ل " انفراد " ان الجماعة إحترفت الاقتباس من الثقافة اليهودية وهو اُسلوب معتمد لديها فعندما كنت طالباً فى كلية الطب كان محمود عزت المرشد الحالى للإخوان المسلمين يوصينا بقراءة بروتوكولات حكماء صهيون من باب اعرف عدوك كما كان يدعى، لكن فى الحقيقة جماعة الإخوان المسلمين كانت تُدرِس تعاليم هذه البروتوكولات بهدف معرفة الخطط التى تحقق توغل للجماعة داخل المجتمع بنفس أسلوب الصهاينة مع استبدال المسميات اليهودية بالإسلام .
شكلت كتب سيد قطب جزء كبير من فكر جماعة الاخوان المسلمين بل و ساهمت فى خلق و تأسيس العديد من الجماعات المسلحة خاصة كتاب" معالم على الطريق " , فمن أشد المؤمنين به أيمن الظواهري الذي وصفه بأنه الكتاب الديناميت الذي تفجرت منه كل الجماعات الإرهابية المعاصرة.
لا عجب اذا أن تخرج كل التيارات المتطرفة فى رحم الاخوان المسلمين , و اعائها بأنها جماعة سلمية هو إدعاء باطل حيث كان لها عدة اجنحة عسكرية تتولى القيام بأعمال العنف , لم تكتف تلك الاجنحة بالمرجعية المتطرفة للبنا و قطب فقط , بل استمدت نهجها أيضا من فتاوى القاضى و الفقيه السعودى عبد العزيز بن باز مجدد الوهابية , و من تلك الاجنحة كانت الجماعة الاسلامية التى أغرقت مصر فى بحور الدم بسبب أعمال الارهاب التى قامت بها فى الثمانينات و التسعينات , كانت بدايتها مع اغتيال الرئيس محمد انور السادات 6 اكتوبر 1981 على يد خالد الاسلامبولى
حيث يحكى عبود الزمر عن ملابسات اغتيال السادات قائلاً " وشرعت فى المقارنة بين مواقف الجماعات الإسلامية الموجودة فى الساحة فيما يخص فساد الحاكم ورفضه لتطبيق الشريعة، بعضها كان يفضل الصبر على الحاكم، والبعض الآخر كان يرى أن نبدأ بإصلاح المجتمع من القاعدة، وقلت ماذا لو طبقنا الإسلام على أنفسنا والتزمنا، لكن طبيعتى العسكرية جعلتنى أفكر بالتحرك والمواجهة فى حالة ما إذا رفض الحاكم الخضوع لتطبيق الشريعى .
البعض قال إنه حاكم ظالم وفضلوا الصبر عليه حتى يرحل، وقال آخرون إنه خرج عن الملة وذلك بسبب رفضه للشريعة الإسلامية، بالرغم من وجود مشروع كامل لتطبيق الشريعة أعده الشيخ عبدالحليم محمود، وعندما مات الشيخ قال عنه السادات الحمد لله الذى أراح واستراح، فضلا عن استهانته وسخريته من العلماء وإهانته للزى الإسلامى، بالإضافة إلى توقيعه اتفاقية كامب ديفيد بشكل منفرد مع العدو الصهيونى ، فتكونت لدينا قناعة بضرورة الخروج عليه، وانتظرنا رأى العلماء فى جواز الخروج على السادات وخلعه وأيد ذلك الرأى الشيخ ابن باز والدكتور عمر عبدالرحمن والشيخ صلاح أبوإسماعيل، وطلب منى كرجل عسكرى أن أبدأ فى تنفيذ هذا الكلام , كنا قد أعددنا خطة يتم تنفيذها على 4 سنوات نحشد فيها القوى ونحقق المساندة الشعبية، ثم نبدأ بعدها فى اتخاذ قرار الخروج على السادات، وقلت حينها إن لم تكتمل الخطة فى هذه الفترة نمدها لمرحلة أخرى، ووضعنا خططا بديلة، وعندما صدر قرار التحفظ لم يكن تحقق من تلك الخطة سوى 10% وألقى القبض على عدد كبير من الإخوة وشعرنا بتهديد، فى هذا التوقيت عرض الملازم أول خالد الإسلامبولى وكان من مجموعتى على محمد عبدالسلام فرج وقال إنه يستطيع أن يخلصنا من السادات دون انتظار لاكتمال الخطة لأنه سيشارك فى العرض العسكرى، وبدأنا التنسيق وحضرت مجموعة الصعيد وباركوا كلام الإسلامبولى، وأرسلوا لى هذا السيناريو واعترضت عليه وقلت لهم إن هدفنا ليس قتل السادات فقط، ولو كان الأمر كذلك لقتلناه لأننا تمكنا من تجنيد جندى بالحرس الجمهورى وكان موقعه قريبا من السادات ويراه على مسافة 20 مترا فقط، وكان السادات هدفا سهلا يستطيع النيل منه فى أى وقت، لكننا لم نطلب منه ذلك، لكن الإسلامبولى أصر على تنفيذ العملية بالرغم من رفضى لها وقال سأنفذ حتى لو رفضت الجماعة، وفى النهاية نزلت على رأى الأغلبية، وقمت بإرسال الذخيرة والرصاص الخارق للدروع مع طارق الزمر وهى التهمة التى حوكمنا فيها أنا وطارق بالمؤبد ".