بدا التوتر جليا فى لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى أول زيارة لها للبيت الأبيض منذ تنصيب الرئيس الأمريكى، واتضح هذا الخلاف فى العديد من القضايا الشائكة وعلى رأسها التجارة الحرة والهجرة، غير أن ترامب حاول الوقوف على أرض مشتركة متحدثا عن تعرض كلاهما للتنصت من قبل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وعندما تحدث ترامب عن التنصت، والذى أثار غضب بريطانيا بسبب اتهامه لأوباما باستخدام ضابط سابق فى الاستخبارات البريطانية للقيام بالتجسس عليه، بدت ميركل منشغلة فى كتابة بعض الملاحظات، وقد أبدت ابتسامة رقيقة، عازفة عن الانجراف إلى دراما ترامب السياسية.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" لقاء الزعيمين الأول بأنه كان مواجهة من المشاغب الكبير لأخر مدافع عن النظام العالمى الليبرالى. وبينما عرض الزعيمين، اللذان يمثلا عالمين متباعدين فى الأسلوب والسياسة، العمل معا ووقفا جنبا إلى جنب فى الغرفة الشرقية من البيت الأبيض، لكنهم لم يستطيعوا إخفاء الهوة التى تفصل بينهما بشأن التجارة والهجرة ومجموعة كبيرة من القضايا الشائكة الأخرى.
وقالت ميركل ردا على سؤال بشأن أسلوب ترامب "حسنا، الناس مختلفة.. أحيانا يصعب إيجاد حلول وسط، لكن هذا ما تم انتخابنا من أجله. لأنه لو كل شئ سار دون مشاكل، فنصبح ليس فى حاجة إلى سياسيين". وهو الرد الذى أثار أبتسامة من الرئيس ترامب.
ولم يتوان ترامب فى إظهار موقفه من حلف شمال الأطلسى "الناتو"، حيث سرعان ما طالب حلفاء الولايات المتحدة فى الناتو تسديد مبالغ طائلة أنفقتها بلاده فى لسنوات الماضية. وبالإضافة إلى الناتو تحدث عن تبادل التجارة الحر وقا "لست إنعزاليا أنا مع التبادل الحر لكن تبادلنا الحر أدى إلى كثير من الأمور السيئة"، مؤكدا على قناعته بأن بلاده كانت الخاسر اأكبر من إتفاقات التجارة الحرة.
وحاول ترامب مرارا إلقاء قنابل سياسية من خلال المذاح "حيث قال مازحا إن المفاوضين الألمان طالما قاموا بعمل أفضل من نظرائهم الأمريكيين، لكن هذا العهد ولى. وهو ما دفع المستشارة الألمانية للدعوة إلى إستئناف المفاوضات حول إتفاق التبادل الحر عبر الأطلسى التى بدأت فى 2013.
وبعد تصريحات بين الزعيمين أظهرت الخلاف حول العديد من القضايا، بدا ترامب ساعيا لتهدئة الأجواء، بينما فى الواقع ألقى بقنبلة سياسية أخرى، حيث قال إنه بينمهما قاسم مشترك، وهو أن كلاهما تعرض للتنصت من قبل إدارة أوباما، حيث كشفت تسريبات من وكالة الأمن القومى الأمريكى قبل عامين، عن تنصت واشنطن على حلفائها فى أوروبا ومن بينهم ألمانيا، وهى التسريبات التى يقف ورائها الموظف السابق بالوكالة إداوارد سنودن. فيما يصر ترامب على مزاعمه بأن إدارة الرئيس أوباما تنصتت عليه فى برج ترامب بنيويورك خلال الحملة الإنتخابية. وهى المزاعم التى لم يستطع تقديم دليل عنها.
مشهد أخر أثار إنتباه وسائل الإعلام العالمية، وهو عدم مصافحة ترامب لضيفته. حيث بدا ترامب متجاهلا طلبات من المصورين لتكرار المصافحة فى وقت لاحق. وطلب المصورون من الزعيمين أن يصافحا بعضهما البعض، وأشارت الإندبندنت إلى أن "ميركل" سمعت تقول: "هل تريد المصافحة؟".وتحول ترامب لفترة وجيزة تجاهها، ولكنه بقى جالسا ويديه أمامه. ثم تحولت "ميركل" إلى الكاميرات وابتسمت ابتسامة خفيفة.لكن يمكن الظن بأن أصوات كاميرات التصوير ربما أزعجت ترامب ولم يسمع طلب ميركل.
لكن صحيفة "ديلى ميل" البريطانية علقت على اللقاء واصفة إياه بأنه أكثر لقاء فاتر بين الرئيس ترامب ومسئول أجنبى.
وبالرغم من بداية المحادثات بترحيب حار خارج البيت الأبيض، ولكن المقابلة تحولت باردة بعدما تجنب ترامب مصافحة المستشارة الألمانية أمام الكاميرات. وحظت أسئلة الصحفيين الألمان لترامب بإشادة كبيرة، بحسب صحيفة الإندبندنت، بعدما سألوا الرئيس الأمريكى عن خلافه مع الاعلام واتهامه إياه ببث أخبار كاذبة لا يمكن التأكد منها تمامًا مثل ادعاءه بأن الرئيس السابق باراك أوباما تنصت عليه.