تعودنا كثيرا على سرقة الشعر وتحويره وتغييره ونسبته إلى غير أصحابه الحقيقين، لكن الذى لدينا اليوم أمر غريب جدا، فالشاعر سرق القصيدة ثم عوقب بها.
نبدأ الحكاية من الأول فى سنة 2012 وبالتحديد يوم السبت 5 ديسمبر نشر موقع انفراد قصيدة للشاعر سعيد شحاتة بعنوان إلى الريس، لم يذكر فيها اسم الرئيس لأن الأمر لا يحتاج لذلك كان الإخوان يحكمون والدكتور محمد مرسى هو الرئيس حتى أن الصورة الرئيسة التى كانت مصاحبة للقصيدة فى النشر بموقع انفراد هى صورة الرئيس محمد مرسى.
لكن من أيام صارت نفس القصيدة منسوبة للشاعر غازى سامى محمود فقط بعنوان مختلف بدلا من "إلى الريس" أصبحت باسم "إلى السيسى" سببا فى إثارة كثير من الجدل خاصة بعد تصريحات غازى سامى بأنه سلم نفسه للأمن فى مصر بسبب مطاردته وأهله من أجل قصائده.
ومن كلمات ت قصيدة "سعيد شحاتة" المنشورة فى انفراد:
إلى الريّس:
مساء الخير/مساء الصمت فى النعناع/ وضغط الدمّ فى المواتير/ مساء السكر العالى/ ووطن بيوطى للوالى/ وعبيد بيرخّصوا الغالى/ وأيادى بيدعوا للطراطير/ مساء الذلّ والضلمه/ وعلَم بتحرّكه العالمه/ وخطيب بيحوّر الكلمة/ ومنابر جاهزه للتبرير/ مساء النومه فى الشارع/ وريّس فى الخُطب بارع/ وحارس مفترى وفارع/ وشعب بقوه بيصارع/ وفتيل الشرخ والبواسير.
إلى الريّس:
مساء الخير/ أنا الشعب اللى كان قادر/ وأنا الشعب اللى ناوى يصير/ وانا الشعب اللى حاولوا/ هيجبركم على التغيير/ ولو أخّرنا أتباعك/ ما بنملّش من التأخير/ وما بنزهقش م الفوضى/ وما بنرضاش بطعم الزيف/ وبيْبان إننا بنرضى/ وبنصدّر لحكّامنا إننــا مرضى/ ولمّا يصدّق الحاكم/ نصير المعضلة العارضة ف زوايا الكون.
وفى يوم 12 مارس 2017 كتب غازى سامى على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أنا مطلوب القبض عليا ليه مش عارف، مش متخيل أنى فى يوم وليله أصبح مطارد ومطلوب أمنيا عشان فيديو ولا قصيده، راحو لأختى بيتها وقبضوا على أخويا ما فيش قدامى غير أنى أسلم نفسى عشان أخويا مالوش ذنب ولا أنا كمان أذنبت فى شى إلا إذا اعتبرنا أنى رأى ذنب، خلال نص ساعة من الآن هاسلم نفسى لشرطة مدينة السادات، كان نفسى أحضن بنتى اللى لسه ماشافتش شكل الدنيا إيه، كان نفسى أعملها سبوع كان نفسى أوى، قولوا لأمى ماتخافش وماتبكيش قولو لمراتى معلش ماكنتش اقصد ابهدلكم معى سلمولى اوى على بنتى اللى لسه مافتحتش عنيها كان نفسى افرح بيها، الحمد لله السلام عليكم" .. وما كتبه "غازى" أثار ضجة، وفى الحقيقة لم يحدد "غازى سامى" أى قصيدة كانت السبب وراء هذه المطالبة لكن معتز مطر على قناة الشرق حدد القصيدة.
ومن جانبه قال الشاعر سعيد شحاتة، هذه القصيدة بمجرد أن كتبتها أرسلتها لـ انفراد الذى نشرها يوم 5 ديسمبر 2012، كما سجلتها بصوتى وعملت لها فيديو ونشرتها عندى على الفيس فى العام نفسه، بعد ذلك أخذها موقع مصر العربية ونشرها، وشاركها العديد من الأصدقاء، كما أنها منشورة فى ديوان لى قدمته لدار ميريت 2013 ونشره محمد هاشم 2014 اسمه (باش مواطن فرز أول).
وتابع سعيد شحاتة، إنه بعد مشاهدته للفيديوهات المبثوثة على قناة الشرق وعلى موقع رصد، قام بالتواصل معهم لتوضيح أن هذه القصيدة مسروقة تماما، لكن لم يتلق ردا من أحد.
وأضاف "شحاتة" قلت للشاعر غازى سامى قبل ذلك فى رسالة "لما تقول قصيدة لى نوه إنها بتاعتى أنا أو غيرى" لأن معظم القصايد اللى بيقولها تخص آخرين وليست تخصه، وقد التزم بعض الشىء، وكنت أتعامل معه باعتبار أن الأمر عادى وجميل لأى شاعر، أن يقول أحد قصائده باسم صاحبها مش مشكلة، لكن المشكلة أنه لا ينوه لاسم شاعرها الحقيقى،لكن لما اكتشفت بأنه قال قصيدة "إلى الريس" بهذا الشكل وعرضها من قبل شبكة رصد وقناة الشرق شعرت بالخطر".
وأضاف الشاعر سعيد شحاتة، إن كلا من قناة الشرق وموقع رصد يقولان بأن هذه قصيدة غازى التى أدخلته السجن وجعلت السلطات تطارده، وهما بذلك يقتلون صاحبها الحقيقى.
وتساءل "شحاتة" لقد غير "غازى" فى القصيدة وقام بلى آخر سطر فيها ووضع اسما لم أكتبه؟ ولا أفهم لماذا صدرها "غازى" بأنها قصيدته عند كل من قناة الشرق ورصد وفى الفي سبوك؟ وأين النضال فى ذلك زكيف يكون ذلك نضال ولصالح من؟ فإذا كنت أنت والشرق ورصد تضيعون حق إنسان بهذا الشكل فكيف تتتوقعون من هذا الإنسان أن يعترف بكم وبنضالكم ؟
لينك قصيدة سعيد شحاتة