و أخيراً فاحت رائحة التدخل القطرى فى السودان بعد سنوات من التكتم , سعت خلالها السودان لإجاد حليف ينتشلها من حالة التقزم السياسى التى تعانى منها , و فى نفس الوقت سعت قطر لمساندة السودان من منطلق دعمها للأخوان المسلمين و حركات الاسلام السياسى أملاً فى خلق أذرع لها بالمنطقة تساعدها على إعتلاء منصة الريادة على الدول العربية , فى السطور التالية يستعرض " انفراد " اهم مجالات التعاون بين السودان و قطر , و كيف استغلت الاخيرة حالة النزاعات القبلية و الانهيار الاقتصادى و الاجتماعى الذى الذى جعل السودان مرتع للتدخلات الدولية .
1 الاثار
فى بداية عام 2014 دشن المشروع القطرى السودانى لترميم و اكتشاف الاثار السودانية
بمبادرة من حمد بن خليفة آل ثاني الذي أعرب للبشير، عن إستعداد دولة قطر لتبني مشروع عملاق لتنمية آثار السودان .
و كان يشكل اكبر دعم يقدم لتأهيل الآثار السودانية منذ تاريخها باعتباره مشروعاً متكاملا يشتمل علي الترميم والصيانة والابحاث الاثرية وانشاء المتاحف .
و تاهيل متحف السودان القومي وفقا للمواصفات العالمية وانشاء متحف النقعة الذين يضمهما المشروع القطرى- السودانى للاثار يأتى في اطار المشروع الاستراتيجي المتمثل فى انشاء متحف بكل ولاية من ولايات السودان
و ذلك على مدار خمس سنوات بتمويل قطرى يقدر ب135 مليون دولار، منها مشروع لأهرامات السودان سوف يستمر لسبعة سنوات، وبدأ التمويل الفعلي في شتاء عام 2013 بعد توقيع إتفاق بين البلدين , يقوم المشروع الآن بتمويل 41 بعثة أثرية من 10 جنسيات مختلفة سودانية وأوربية وأمريكية وكندية، تقوم بأعمال المسح الأثري لإكتشاف مواقع جديدة والتنقيب، وحماية المواقع والصيانة والترميم، وتزويد المواقع الأثرية الصروحية بالخدمات الأساسية .
2 الاستثمار
يعد ملف الاستثمار هو الاهم و الاخطر بالنسبة للبلدين , نظراً لإحتياج السودان الشديد للمشروعات الاستثمارية , و هذا ما أكده وزير الاستثمار السوداني مدثر عبد الرحمن فى تصريحات صحفية حيث قال إن دولة قطر شريك إستراتيجي للسودان حيث أسهمت الاستمارات القطرية بصورة فاعلة في دعم الاقتصاد، واحتلت قطر مرتبة متقدمة في قائمة الدول العربية الأكثر استثمارا بالسودان خلال السنوات الماضية , حيث بلغت الاستثمارات ما يزيد على 4 مليار دولار و ذلك حتى نهاية 2016.
وأشار أن الاستثمارات القطرية شملت مجالات الزراعة والبنوك والعقارات واللحوم والتعدين و التنقيب عن الذهب ، حيث تعمل مؤسسة قطر للتعدين في 7 مربعات للتنقيب عن الذهب فضلا عن مساهمتها الفاعلة في دعم مشروعات البني التحتية .
وأكد أن دولة قطر تنفذ أكبر مشروع استثماري زراعي سيحدث طفرة نوعية، لافتا أنه سيتم تنفيذه عبر شركة حصاد لزراعة أكثر من 250 ألف فدان و مشروع كهرباء يقدر بحوالي 200 مليون دولار .
وأضاف أن الشركة شرعت في تنفيذ الخط الناقل لكهرباء بتكلفة 218 مليون دولار بتمويل قطري، مشيرًا أن مشروع كهرباء الخط الناقل من أكبر وأهم الخطوط الكهربائية في السودان لزراعة محاصيل الحبوب الزيتية والذرة الرفيعة والأعلاف .
وأشار أن مشروع الثروة الحيوانية تم تنفيذه عبر شركة مواشي، وهو من أهم وأكبر المشروعات في مجال الثروة الحيوانية حيث تقوم الشركة بتصدير اللحوم الحية والمذبوحة لمنطقة الخليج .
وأردف قائلا إنه يوجد الآن بالسودان فرع بنك قطر الوطني وله 14 فرعا، مشيرًا أن الاستثمارات القطرية تحظى باهتمام كبير فى السودان .
3 الشباب
لم تغفل قطر المشروعات التى تصب فى ملف رعاية الشباب بشكل مباشر , حيث وقعت خمس اتفاقيات لدعم وتمويل مشاريع الشباب في السودان .
ووقعت الاتفاقية الأولى مع المجلس الأعلى للرعاية والتحصين الفكرى الذي وقع عنه عصام البشير رئيس مجمع الفقه الاسلامي وهى إتفاقية تعاون جوهرية بين المجلس بشأن الشباب الذين تعرضوا للإستلاب الفكرى ووقعوا فى فخ التطرف الدينى بغرض إعادة تأهيلهم وإدماجهم فى المجتمع وربطهم بفرص عمل.
4 الاعلام
نهج شيطانى اتبعته قطر منذ أعوام , حيث إعتادت قطر على انشاء المؤسسات الاعلامية و على رأسها الجزيرة القطرية و الاغداق عليها بالتمويل , بهدف نشر الاكاذيب و بث رسائل تخدم أهدافها .
و يبدو أن السودان اختارت بإرادتها المطلقة الانزلاق فى وحل الاعلام القطرى حيث أكد ياسر خضر وكيل وزارة الإعلام السودانية في تصريحات صحفية أن التعاون في مجال الإعلام بين البلدين ياتي في عدة ملفات، منها ما هو خاص بالتدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية السودانية في المراكز الإعلامية المتخصصة بدولة قطر وعلى رأسها مركز الجزيرة للتدريب الإعلامي
5 الحركات المتمردة
و فى محاولة من قطر للظهور برداء ملائكى , دشنت ما يسمى " بوثيقة الدوحة لسلام دارفور " و هى تهدف لإنهاء النزاعات القبلية التى يقوم بها متمردى دارفور .